سقوط أوراق التوت
 تاريخ النشر : السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٢
عبدالرحيم فقيري
بهذه التأكيدات التي أطلقها مالك الحقوق التجارية لبطولة الفورمولا واحد بيرني إيكليسون، بعدم وجود أي قلق لدى المنظمين لهذه السباقات أو المشاركين فيها، حول المسائل الأمنية في البحرين، سقطت آخر أوراق التوت التي كانت المعارضة البحرينية تحاول تغطية عوراتها بها، وأصبحت من دون تغطية لأكاذيبها التي بدأت تروج لها في الغرب مجندة وسائل إعلام مشوِّهة ومزيفة للحقائق لم تحترم تقاليد المهنة التي تضع كلمة (الشرف) في رأس قائمة مبادئها.
والواقع، فإن هذه التأكيدات الغربية التي تترجم الواقع الأمني المستتب في البحرين اليوم قالبا ومضمونا، يأتي بعد أن اكتشف العالم بأسره زيف ما تدعيه المعارضة في الداخل والخارج، من هشاشة الأمن في المملكة، في محاولات فاشلة، للتأثير سلبا على الاقتصاد البحريني المصنف عند معدلات عالمية مرتفعة جدا (+A)، وهو مستوى تصنيف غير موجود على مستوى المنظومة العربية إلا في دول الخليج.
كما تأتي هذه التصريحات بعد أن شهد العالم بأسره، النجاح الذي وصف بأنه (منقطع النظير) لعدد من المعارض التجارية والمعارض المتخصصة في مركز المعارض، فضلا عن معرض البحرين الدولي للطيران الذي استضافته البحرين في أواخر يناير، تجاوزت قيمة الصفقات التي أبرمت أثناءها حاجز المليار دولار، ووصفها المشاركون بأكثر المعارض الدولية نجاحا بعد اندلاع الأزمة المالية العالمية واجتياحها دول العالم.
والحال هكذا، لا ندري أي وطنية يدعيها مروجو الأكاذيب هؤلاء في صفوف المعارضة البحرينية، وأي شرف بالانتماء إلى تراب هذا الوطن ينتظره مثيرو الفوضى وأصحاب النوايا السيئة من سماسرة السياسة.
وعلى عكس ما أريد بالوطن تشويها وتمزيقا وشرذمة، فإن البحرين تنهض من جديد قوية كما اعتدناها، ليس من فراغ، بقدر ما تستلهم نهوضها وقوتها من قادتها الذين أثبتوا للعالم أنهم بمنعة عن التشويه، وأن لهم من العزم والجلد والثبات ما يلين له الحديد، فها هم يمضون بقوة غير مسبوقة في بناء ثقة العالم بالبحرين واقتصادها وأمنها، في مسيرة أشبه بملحمة تاريخية لربما شهد العالم نموذجا لها في معرض الطيران، حيث شارك كل من جلالة الملك وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي ولي العهد.
إن مشاركتهم في هذا الحدث العالمي الكبير، كان بمثابة الضمان بأن ليس في البحرين ما يعكر صفو أمنها، وأن اقتصادها الذي لم يتأثر لا بالأزمة المالية العالمية ولا بأحداث الفوضى التي حاول البعض إثارتها، ماض في طريقه إلى تحقيق الرفاه الاجتماعي لكل مواطنيها من دون استثناء، حتى الذين حاولوا ضربها من الداخل والخارج تنفيذا لأجندات خارجية، باتوا اليوم في حيرة من أمرهم، والعالم يشدد الخناق على من سخروهم للعمل لحسابهم.
إن قيام سباقات الفورمولا واحد في البحرين مجددا، سوف يكشف للعالم مرة أخرى، سفه ما ذهبت إليه المعارضة من أباطيل، وفساد ما زين لهم أن يروجوا عنها، وما يزالون، كما يعني أن البحرين باقية كمركز اقتصادي قوي لا تهزها العواصف مهما اختلفت الوجهات التي أثيرت منها.
.