الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩٢ - الأحد ٢٦ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٤ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

بعد أسبوع واحد من تمديد اليوم المدرسي

كل الأطراف راضية





بعد مرور أسبوعين على تعميم تمديد الزمن المدرسي في مجمل المدارس الثانوية، بينت المؤشرات الأولية أن أغلب الجسم المدرسي يتقبل هذا المشروع، بالرغم من التعبير عن التململ في البداية، تماما مثلما حدث في ثانوية المحرق للبنات..

ولمتابعة هذه المؤشرات الايجابية التي تشير إلى استيعاب الأغلبية لهذا التمديد الايجابي الذي يصب في النهاية في مصلحة العملية التعليمية وفي مصلحة الطالب في النهاية، سجلنا بعض الملاحظات وردود الأفعال لعدد من الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين الذين عبروا في مجملهم عن اتجاه إيجابي نحو تمديد فترة التعلم الصفي.

قال الأستاذ عبدالجليل عليوي مدرس محاسبة بمدرسة الشيخ عيسى بن علي الثانوية للبنين إن تحسين الزمن المدرسي سيساهم بشكل فعال في الاستفادة من توصيل كافة المعلومات والخبرات للطلبة مدعمةً بالأنشطة التي تثري الدروس. موضحا أن قلق المعلمين من عدم إنهاء المناهج الدراسية في وقتها تلاشى بشكل كبير نتيجة حصول المعلمين على وقت كاف في الحصة الدراسية الواحدة يسد الحاجة إلى أخذ حصص دراسية أخرى، وهو ما سيعمل على راحة المعلم والطالب معاً. وأضاف أن وجود المعلم المساعد تعتبر كذلك خطوة إيجابية في مساعدة المدرس الأساسي عبر ضبط الصف وتوفير الأنشطة المختلفة لاستخدامها داخل الغرفة الصفية، بالإضافة إلى قيامه بعمليات التصحيح والتقييم والتوجيه.

رفع التحصيل الدراسي

ومن جانبها قالت الأستاذة زهرة العلا علي عزوز منسقة قسم اللغة العربية بمدرسة النور الثانوية للبنات إن مشروع تحسين الزمن المدرسي هو من أفضل المشاريع التي أوصى بها وزير التربية والتعليم لرفع مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلبة. متسائلة « كم شكونا سابقا من قصر زمن الحصة الدراسية والذي كان يحول دون تطبيق إستراتيجيات التعليم والتعلم، أما الآن فإن تطبيق تحسين الزمن المدرسي يعتبر ملائما لمستوى التعليم المتطور التي تطمح له مملكتنا الحبيبة والذي يتواءم مع ما تبذله وزارتنا من أفكار وثابة للنهوض بمستوى الطلبة البحرينيين، والفائدة فيها ازدواجية في العطاء على مستوى التعليم والتعلم وذلك من خلال تطبيق التعلم المزدوج».

وأضافت أن تحسين الزمن المدرسي يحمل بشرى بازدواجية الفائدة واتحاد وتكامل القدرات العملية بين المعلمين مما ينتج عنه ازدواجية في النتائج وكل ذلك يصب في مصلحة الطالب والتي من شأنها أن ترفع من مستوى التعليم في المملكة، أما من جهة التفاعل بين المعلم والطالب فإن تمديد وقت الحصة يزيد من تقوية الترابط بين الطالب والمعلم لما يتيحه للطالب من وقت للتعبير عن رأيه وفكره ومناقشة ما يجول بخاطره من تساؤلات مما يساعد على إعداد جيل مثقف واع قادر على تحمل مسؤوليات القيادة المستقبلية.

تهيئة المعلمين

ذكر الأستاذ هشام نسيم محمد المدير المساعد بمدرسة الشيخ عيسى بن علي الثانوية أن المدرسة استعدت لمشروع تحسين الزمن المدرسي عبر إقامة جلسات مع الهيئتين الإدارية والتعليمة، وذلك لتعريفهم على المشروع وتهيئة المعلمين للتجربة الجديدة، حيث تم شرح دور المعلمين داخل الصف، إذ إن المعلم سيستغل الوقت المضاف في التركيز على الطلبة المتميزين والموهوبين بالإضافة إلى التركيز على الطلبة الضعاف في التحصيل الدراسي بغية رفع مستوياتهم. مضيفا أن بعض المعلمين كانت لديهم بعض التحفظات حول تحسين الزمن المدرسي، ولكن بعد هذه الجلسات حصل المشروع على قبول المعلمين، وأعرب الأستاذ هشام عن أمله أن ينجح مشروع تحسين الزمن المدرسي، لأنه مشروع طموح ويرفع من مستوى التعليم ويصب في مصلحة الطلبة ومستقبلهم عموما.

مصلحة الطالب أولا

أيد الطالب سلمان محمد السندي من مدرسة الهداية الخليفية الثانوية للبنين مشروع تحسين الزمن المدرسي مؤكدا أنه سيكون في مصلحة الطالب بشكل كبير حيث سيكون للطالب متسع من الوقت في المنزل لممارسة الهوايات والاستمتاع بالوقت، وذلك لأنه سيكون هناك وقت مخصص في الحصة للقيام بالواجبات والأنشطة مع الفهم والاستيعاب ما سينعكس إيجابا على زيادة التركيز وسيستفيد الطالب من مشروع تحسين الزمن المدرسي من خلال المعلم الذي سيتمكن من الشرح بصورة أفضل في وقت أطول الأمر الذي سيسمح للطالب بالتفاعل معه والقيام بالأنشطة والتمرينات التي تثري الدرس، وأضاف الطالب سلمان السندي على أولياء الأمور مسؤولية دعم أبنائهم وتشجيعهم لقبول المشروع الذي سيفيدهم في حاضرهم ومستقبلهم وعدم التعلل بزحمة الشوارع أو مواعيد وجبة الغداء فكلها أمور لا تغني مراعاتها عن جودة التعليم ومستقبل الأجيال ناهيك عن أنه يمكن حلها.

تجربة طالبة بحرينية درست في أمريكا

وذكرت شيماء حسن الجيب الطالبة بمدرسة أميمة بنت النعمان والتي كانت تدرس في الولايات المتحدة الأمريكية أن فترة اليوم المدرسي كانت طويلة وعند انتقالها إلى مدارس مملكة البحرين أحست باختلاف كبير، إذ إن المعلمات في المدارس الأمريكية كان لديهن متسع من الوقت لشرح الدروس والتفاعل مع الطلبة وممارسة الأنشطة أما في مدارس البحرين فأشعر بأن المعلمات يعانين من ضغط الوقت، إذ أن لديهن وقت محدد قصير نسبيا ولاتسع لهن كي يقمن بالتفاعل مع جميع الطلبة داخل الصف، وأضافت في المدارس الأمريكية كان لدى الطلبة الوقت الكافي لإقامة الأنشطة والفعاليات داخل المدرسة التي ساعدتهم على أن يكون لدى الطلبة معارف كثيرة ليست محصورة بالزملاء داخل الصف فقط. وأضافت الطالبة شيماء إنها سعيدة بمشروع التمديد وتتمنى أن يتم تطبيقه في أسرع وقت ممكن لأنها جربت فوائده في بلد يعد متقدما من الناحية العلمية.

لا خوف من الامتحان بعد اليوم

أبدى الطالب محمود إسماعيل خلف من مدرسة الشيخ عيسى بن علي الثانوية للبنين اقتناعه بفكرة مشروع تحسين الزمن المدرسي، على اعتبار أن المعلم سيتمكن من شرح الدرس بصورة أفضل بحكم الوقت المضاف للحصة الدراسية ما سيؤدي إلى تحقيق الفائدة القصوى للطلبة وتمكينهم من الفهم والاستيعاب بشكل أكبر وأسرع، كما أن تخصيص وقت في الحصة للقيام بالأنشطة والواجبات عوضا عن المنزل سيوفر للطالب متسعا من الوقت في المقابل لتركيز الفهم والقيام بالبحوث والمشاريع عند عودته من المدرسة، وهو ما سيؤدي إلى استثمار الوقت بالنسبة للطلاب بالإضافة إلى حل كافة الواجبات الصفية بفهم واستيعاب كاملين مما سيؤدي كذلك إلى زيادة التركيز وكسر رهبة الامتحان لأن الطالب سيكون مستعدا لأدائه في أي وقت مادام قد استوعب الدروس.

تقليل الواجبات

من جانبه قال الطالب عبدالله عباس الليث بمدرسة مدينة عيسى الثانوية للبنين إن تحسين الزمن المدرسي مفيد للطلبة باعتبار أنهم سيتمكنون من حل واجباتهم وتدريباتهم الذاتية داخل الغرفة الصفية، وتقليل الوقت المستغرق من أجل حلها في المنزل، مما سيعطي وقتاً أكبر لمذاكرة الدروس والاستعداد ليوم دراسي جديد. مبينا أن العمل وفق خطة مدروسة من قبل المعلمين لشرح الدروس وتعزيز ذلك بالأنشطة الصفية والإثرائية والعلاجية سيساهم كذلك في رفع مستوى فهم المادة، عبر هذه التعزيزات الإيجابية وذلك من خلال امتلاك المعلمين الفرصة الكافية من الوقت لشرح وتعزيز كل هذه الأمور.

الطلبة أول من قرر أن المواد الأساسية تحتاج إلى زمن أكبر

قال الطالب محمد ضيف حسين من مدرسة الشيخ عيسى بن علي الثانوية للبنين إن مشروع تحسين الزمن المدرسي يعتبر مشروعا متميزا وأن مميزاته على الطالب والمعلم أكثر مما يعد أنه سلبيات وخاصة أن تعاون الجميع في إنجاح المشروع كان أمر ملموسا. وذكر أن المشروع سيجعل وقت المذاكرة في المنزل لفترة قصيرة نسبيا وذلك بسبب استغلال الوقت المضاف إلى الحصة في حل الواجبات المطلوبة والأنشطة المتعلقة بالدروس في الصف. مضيفا أن هناك بعض المواد تحتاج إلى تمديد في زمن الحصة مثل الرياضيات، والمحاسبة، والفيزياء ونحن الطلبة أول من شعر بذلك وعليه لجأنا إلى الدروس الخصوصية ومعاهد التقوية.

فهم الدروس بشكل أعمق

أما الطالبة دانة علي نعمة بالصف الثالث الثانوي تخصص الكيمياء والأحياء بمدرسة النور الثانوية للبنات بينت أن تحسين الزمن المدرسي سينجز في الحصة جميع متطلبات المادة الدراسية للمواضيع التي يتم تدريسها وسيعطي الوقت الكافي لفهم الدرس وعمل الواجبات، إذ سيعمل زيادة الوقت على منح الطلبة الوقت لعرض تساؤلاتهم وسهولة الإجابة عليها، كما سيوصلنا هذا المشروع إلى مستوى ساعات الدول المتقدمة في التعليم، وسيرفع معدل التحصيل الدراسي وسيقلل من عدد الطلبة الذين يتدنى مستواهم التعليمي وذلك لإمكانية إعادة الشرح مرات عديدة وبذلك سيرفع مستوى التفوق على مستوى مملكتنا مقارنة بالدول الأخرى.

أما الطالب أسامة محمد (الصف الثاني ثانوي) فيقول: أنا مع التمديد لأنه يمكن الطالب من استيعاب الدرس ويسهل العملية التعليمية في الصف بتوفير وقت كاف للمشاركة في الحصة بالسؤال والتحليل والتعقيب، وللمرة الأولى أجد الفرصة كافية في المواد الأساسية للحصول على إجابات على أسئلتي التي كان المعلمون في السابق لا يجدون وقتا للإجابة عليها، ولذلك اشعر براحة اكبر والعديد من زملائي يرون نفس الرأي، ولكني في ذات الوقت أرى ضرورة تقليص زمن الطابور، بحيث يبدأ الدوام في الساعة السابعة والثلث.

التحسين سيساهم في زيادة التحصيل الدراسي

كان لطلبة المدارس الخاصة الذين ينتهي دوامهم بعد الثانية منذ سنوات رأي في تحسين الزمن المدرسي، فيقول الطالب بمدرسة ابن خلدون عبدالله البسام ان الوقت الدراسي الذي يقضونه في المدرسة إلى الساعة الثالثة ظهراً ممتع للغاية نتيجة تنوع الأنشطة وطرائق التدريس المستخدمة والتي كسرت الطريقة التقليدية في التلقين، وجعل الطلبة هم المحور الأساس في كافة الدروس بمساعدة المعلم الذي يقوم بتوجيههم وإعطائهم الفرصة للبحث داخل الغرفة الصفية مما يساعدهم على الوصول إلى النتائج المطلوبة، مبينا أنه في ظل تطوير محتوى التعليم لا يوجد وقت يكون فيه الطالب مستعد وآخر يكون فيه غير مستعد ولم تعد الحصة الأخيرة للنوم والاسترخاء بل للعمل الجاد شريطة أن نوطن أنفسنا على ذلك وتكون طرق التدريس جاذبة للطلبة، مضيفا أن تحسين الزمن المدرسي في المدارس الحكومية وزيادة فاعليته سيساهم في الارتقاء بالمستويات الدراسية وإعطاء الطلبة الفرصة الكاملة في الاستفادة من الحصة الدراسية بالاستفسار عن كافة المعلومات، بالإضافة إلى وجود الأنشطة التي تثري المادة.

واتفقت معه الطالبة أميمة العريض التي أكدت أن الاستفادة من الوقت الإضافي سيساهم في الارتقاء بالمستوى العلمي لدى الطلبة، مبينةً أنهم في مدرسة ابن خلدون يقضون ساعات أطول مقارنة بالمدارس الحكومية ولا يشعرون بالملل في الحصص الأخيرة بسبب أجواء الدراسة المريحة والمشوقة، وهو ما يعمل على زيادة استفادتهم من الساعات التي يقضونها في المدرسة من خلال استيعاب كافة الدروس اليومية، بالإضافة إلى حل الواجبات والأنشطة داخل الغرفة الصفية، كما أن هناك واجبات يتم الإجابة عنها في المنزل، مما يدعم كافة المعلومات التي يتلقونها داخل المدرسة.

وبينت الطالبة بمدرسة بيان البحرين راوية القاسم أن الحصة الأخيرة لا تختلف عن الحصة الأولى فالطلبة يقبلون على كل الحصص وهي مشوقة ولا توجد حصة متعبة وأخرى مريحة فكل الحصص تتسم بالتشويق، وإن زيادة الوقت الدراسي لا يعتبر عائقاً أمام الطلبة ولا عبئا عليهم طالما توفرت كافة الوسائل التي تعمل على الارتقاء بمستوياتهم، وذلك عن طريق توفير كافة الوسائل المطلوبة في الموقف التعليمي. وأضافت أن زيادة الوقت تعمل على إعطاء الطلبة فرصا أكبر في الاستفسار عن المعلومات التي لم يتمكنوا من فهمها بصورة كاملة، كما أن تعزيز ذلك بالأنشطة الهادفة إلى تطوير قدراتهم ستمكنهم من فهم كافة المتطلبات مما سينعكس إيجاباً على التحصيل الدراسي للطلبة.

وأشارت إلى أنهم يستمتعون بقضاء وقتهم في المدرسة نتيجة تنوع الأنشطة والأعمال التي يقومون بها من حيث تلقي الدروس والاستفادة منها، والمشاركة في الفعاليات المصاحبة التي تقوم بإعدادها المدرسة والتي تنمي لديهم التفكير الإبداعي والمهاري، بالإضافة إلى ممارسة الهوايات المحببة لهم.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة