آية من آيات الله
 تاريخ النشر : الجمعة ٩ مارس ٢٠١٢
صلاح فؤاد عبيد
قبل حوالي مائة عام، وتحديدا في ١٠ إبريل من عام ١٩١٢ انطلقت السفينة الأشهر على الإطلاق في القرن العشرين (تايتانك) من لندن باتجاه نيويورك في أول وآخر رحلة لها، وقد نظمت الشركة المالكة لها حفلا كبيرا عند رصيف الميناء قبيل انطلاقها صرّح خلاله أحد المهندسين الذين قاموا بتصميمها بأنها الأفخم والأكبر والأقوى في زمانها، وأنها لا يمكن أن تغرق أبدا، وأضاف متهكما: (حتى الله لا يستطيع إغراقها)!.. ثم بعد أربعة أيام فقط من ذلك التصريح غرقت السفينة في عرض المحيط الأطلسي كأنها لعبة تافهة لا وزن ولا قيمة لها، وغرق ١٥١٧ شخصا من ركابها البالغ عددهم ٢٢٢٣ راكبا.
اليوم، بعد حوالي مائة عام اكتشف العلماء السبب الذي أغرق تلك السفينة، وهو سبب عجيب لا يمكن أن يحدث بمحض الصدفة، بل هو ترتيب إلهي مؤكد ومقصود لبيان مصير من يتحدى الله تعالى، حيث أعلن فريق من علماء الفلك الأمريكيين في جامعة تكساس بقيادة العالم (دونالد أولسون) مؤخرا أن «حدثا نادرا وقع يوم الرابع من يناير عام ١٩١٢ عندما وقف القمر والشمس بطريقة تعزز جاذبية كل منهما الآخر وفي الوقت نفسه كان القمر في ذلك الشهر أقرب ما يكون إلى الأرض خلال ١٤٠٠ عام وحدث اقترابه في غضون ست دقائق من اكتماله بدرا، علاوة على أن الأرض كانت حينئذ أقرب إلى الشمس في اليوم السابق، وأن هذا الوضع زاد من قوة مد القمر على محيطات الأرض إلى الحد الأعلى، وأن ارتفاع المد الذي نتج عن هذه المجموعة الغريبة من الأحداث الفلكية يكفي لإزاحة الجبال الجليدية وجعلها تطفو بما يكفي للوصول إلى الممرات الملاحية بحلول شهر إبريل، وهو ما حدث تماما إذ تأتى لعدد كبير من الجبال الجليدية بشكل استثنائي أن تدخل في مسار السفينة تايتانك».
قائد فريق البحث الفلكي الأمريكي أوضح قائلا إن جبال جليد قارة (جرينلاند) المتجمدة من النوع الذي ارتطمت به تايتانك تعلق عادة في المياه ولا يمكنها استئناف التحرك جنوبا حتى تذوب بدرجة كافية فتطفو أو أن يحررها ارتفاع المد، فكيف كان مثل هذا العدد الكبير من الجبال الجليدية قد طفا في الجنوب ليكون في الممرات الملاحية جنوب (نيو فاوند لاند) في طريق السفينة تايتانك في تلك الليلة؟.. إنه اقتراب القمر بشكل استثنائي في يناير من ذلك العام أدى إلى مثل هذا المد الذي فصل جبالا جليدية أكثر بكثير من المعتاد عن (جرينلاند) وطفت وهي لا تزال بحجم كبير في مسار الممرات الملاحية التي كانت قد نقلت جنوبا في ذلك الربيع بسبب تقارير عن جبال جليدية.
أقول: من يقرأ هذا الكلام لا بد أن يشهد أن الله على كل شيء قدير، وأنه سبحانه يرسل إلى البشر إشارات للدلالة على وجوب إيمانهم به وتوحيدهم إياه وحده لا شريك له، مصداقا لقوله تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) صدق الله العظيم.
salah_fouad@hotmail.com
.
مقالات أخرى...
- هكذا يفعلون بخصومهم! - (8 مارس 2012)
- ترقيم التعليم - (4 مارس 2012)
- تهريب الديزل المدعوم - (1 مارس 2012)
- ملاحقتهم قضائيا واجبة - (29 فبراير 2012)
- واجبنا حمايتها ونشرها - (28 فبراير 2012)
- نقطتان هامّتان - (27 يناير 2012)
- يجب الإسراع بها.. - (23 فبراير 2012)
- نسأل الله لهم الرحمة - (21 فبراير 2012)
- وهل توهمتم أنه يحبكم؟! - (20 فبراير 2012)