الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١١ - الجمعة ١٦ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٣ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


انتبهوا.. أنتم مراقبون!





أرسل إلى أحد الأصدقاء موضوعا خطيرا جدا، كنت قد قرأت تقارير متفرقة عنه من قبل لكن طواه النسيان في زحمة الحياة، ويوم أمس أعاد الصديق تذكيري به فوجدت من الأهمية بمكان أن أطلعكم عليه. قال في رسالته: ((وصلت تكنولوجيا التجسس في العالم إلى مرحلة مرعبة مع التقدم التكنولوجي الهائل الذي تشهده البشرية وأصبح بمقدور المؤسسات الاستخباراتية أن تصور أي مطلوب أو تتنصت عليه أو على أقل تقدير أن تتعقبه بواسطة عدد من الأجهزة الإلكترونية التي يقتنيها. واعترفت وكالة التحقيقات الفيدرالية الأمريكية (إف بي آي) العام الماضي بنجاحها في تعقب مطلوبين والقبض عليهم عبر استغلال هواتفهم النقالة، ولا يقتصر الأمر على التنصت على المكالمات بل يتعدى ذلك إلى ما هو أكثر خطورة بكثير إذ يمكن تحويل الهاتف النقال نفسه إلى أداة للتجسس بتشغيل الميكروفون الداخلي أو الكاميرا بحيث يتسنى تسجيل كل حركات المطلوب وسكناته من دون علمه حتى وإن لم يكن يجري مكالمة))!

وأضاف: ((المخيف أكثر هو أن بمقدور الأجهزة الأمنية تحويل الهاتف إلى جهاز للتجسس حتى وإن كان مطفأً. ونقلت شبكة (فوكس نيوز) الأمريكية عن أحد خبراء التجسس باستخدام هذه التقنية أن الـ (إف بي آي) توصلت بالفعل إلى طريقة للتجسس في حال إطفاء الهاتف، وأنه لا يمكن وقفها إلا بنزع بطاريته نزعا تاما. وتقوم الفكرة على (تلغيم) جهاز الضحية ببرنامج خاص يقوم بتحويل عدد من القطع الإلكترونية الداخلية للجهاز إلى أدوات تسجيل وبث خاصة. وتعتمد المعلومات التي يمكن للاستخبارات أن تتوصل إليها على ذكاء الهاتف، فكلما زاد الجهاز تعقيدا وحداثة زادت نسبة النجاح في الحصول على معلومات مهمة)).

واسترسل يقول: ((إذا لاحظت نشاطا غير اعتيادي في هاتفك النقال، كالاستنزاف غير المعتاد لشحن البطارية، أو السخونة الدائمة، أو (زنَّة مكالمة) عند تقريبه من سماعات وأنت غير متصل بأحد فاعلم أن هذه مؤشرات تدل على أن هاتفك الخلوي قد يكون يتجسس عليك)).

وأضاف ما هو أخطر من كل ذلك بقوله: ((لا يقتصر الأمر على أجهزة الهواتف النقالة، فكل جهاز رقمي حديث يمكن تقريبا (تلغيمه) على هذا النحو، بدءا من أجهزة الكمبيوتر وليس انتهاء بشاشات البلازما والـ (إل سي دي) ومشغلات الموسيقى الرقمية والأجهزة الرقمية الموجودة في السيارات، ويكاد لا يخلو بيت في العالم من هذه الأجهزة. وقد طرحت شركات عالمية شاشات (إل سي دي) وبلازما تحتوي على كاميرات مراقبة خفيَّة، يمكن توفيرها بحسب رغبة الزبون لمراقبة الأطفال أو البيت في حال غيابه عنه، لكن طرح هذه التكنولوجيا تجاريا يعني أنها استخدمت من قبل أجهزة الاستخبارات سابقا كذلك، ما يعني أن بالإمكان تصوير المطلوب بدقة عالية حتى لو كان في غرفة نومه!.. ويعزز هذا الاحتمال تقارير حول اكتشاف عدد من المستخدمين كاميرات خفية في شاشاتهم من دون طلبهم ولا حتى إعلامهم بذلك من قبل الشركات المصنعة)).

وأضاف أمرا آخر لا يقل خطورة عن كل ما سبق بقوله: ((تقوم الأجهزة الأمنية الأمريكية بمراقبة كل رسائل البريد الإلكتروني في العالم، وتخزن نسخا منها ومن التسجيلات الصوتية للمكالمات المراقبة في أجهزة كمبيوتر عملاقة لاستخدامها ضد المطلوب لاحقا. والتطور الجديد في هذا المجال هو اتفاق هذه الأجهزة مع عدد من مزودي خدمة الإنترنت لتسجيل كل الحركات التي تتم على الشبكة العنكبوتية، وبوسع بعض الشركات أن تسجل نحو ١٠ جيجابايت من النشاط في الثانية باستخدام أجهزة عملاقة. ورغم أن التجسس بهذه الطريقة يكون غالبا موجها نحو أشخاص بعينهم فإنه يمكن للمخترقين بدورهم أن يستغلوا هذه التكنولوجيا لمراقبة من شاءوا وكيفما شاءوا من دون ضوابط ولا حتى علم الضحية، فبرامج التجسس مطروحة في الإنترنت بشكل تجاري ويمكن لأي شخص اقتناء أحدها بضغطة زر وبطاقة ائتمان، ومع بعض المهارات التقنية بإمكانه اختراق خصوصية الجميع، ويبدو أن هذه التكنولوجيا إن استمرت في التطور غير المنضبط على هذا النحو ستدفع البشرية إلى توديع الخصوصية والحرية إلى الأبد)) انتهى.

و.. لا تعليق





salah_fouad@hotmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة