الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٤ - الاثنين ١٩ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٦ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عالم يتغير



الربيع العربي وأمريكا:

٢ - من هم النشطاء؟





} فيما يسمى الربيع العربي نحن بالطبع لا ننكر ؟ كما أوضحنا مرارا ؟ حق الشعوب العربية في التغيير وفي خلق اوضاع صحيحة بين انظمة الحكم وقطاعات ومكونات شعوبها كافة، وانما نحن نفرق بين التطلعات الشعبية المشروعة او التي تدخل في اطار (الحق) وبين استغلال تلك التطلعات خارجيا، وتحريكها في اتجاه معين لأهداف مخططاته وأجنداته، وبكل ما يعنيه التدخل الخارجي الذي يعمل فقط لحساب مصالحه واجندته من تخريب للمجتمعات، واشاعة الفوضى والفتنة والتشرذم فيها، وهو الذي يدخل في اطار (الحق الذي يراد به باطل) اي نقيض ما يتطلع اليه سكان المنطقة وبما لا ينفع معه بريق الشعارات.

} وبعد وضوح الرؤية كثيرا لدى شعوب الخليج العربي تحديدا، وبداية وضوحها للشعوب الاخرى ومنها الشعب المصري مثلا، في ظل انكشاف دور المنظمات الدولية او الامريكية في الثورة المصرية، وكيفية محاولة استغلالها وتوجيهها بعد ذلك، وبعد مرور اكثر من عام، فانه آن الأوان لوضع النقاط على الحروف، والتفرقة خاصة بين طموحات الشعوب العربية، وطموحات امريكا والغرب ودول اقليمية كبرى وعلى رأسها «ايران» في محاولة تسيير دفة الاحداث العربية لصالح اجنداتها واطماعها واستراتيجياتها وللتفرقة من جانب آخر بين الذي يراد احداثه في البحرين تحديدا، بتشبيك اوراقه وخلطها بأوراق ما يسمى الربيع العربي، الذي تدور حوله الشكوك أيضا، فيما الغاية وراء «لعبة الدومينو» الأمريكية هي واحدة نختصرها في زعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية برمتها واشاعة الفوضى فيها، مما يسهل عملية تقسيم دولها وشرذمتها لاحقا، وبالتالي بلعها في المعدة الامريكية الشرهة، وحيث الفريسة ستكون كبيرة جدا، ولا تمانع امريكا مرحليا أن يشاركها فيها «مشاركة سياسية» بعض الدول الغربية من جانب، يضاف اليها مشاركة ايران الصفوية الثيوقراطية من جانب آخر وحيث التشيع الصفوي تحديدا، كما حدث في العراق.

} اللعبة كبيرة والطبخة دسمة، وحقيقة المرحلة الراهنة من المخطط الامريكي الكبير والمسماة مرحلة الربيع العربي، تشرحها (ناشطة سياسية مصرية) في قناة (المحور) مؤخرا وهي اعترافات خطرة تضع النقاط على الكثير من حروف كيف تم الاعداد لذلك المسمى الربيع منذ سنوات طويلة وحيث مؤسسة (فريدوم هاوس) وغيرها من المؤسسات الامريكية هي بطل المسرحية أو اللعبة الممسرحة الرئيسي، وحيث العنوان (دورات تدريبية عن الديمقراطية وتطبيقها) وحيث هدف كل دورة - وكما جاء على لسان الناشطة السياسية - عبارة عن (كيفية اقالة نظام الحكم او عمل انقلاب على السلطة) بطريقة سلمية قد تتحول الى غير ذلك بالطبع، حسب الوضع وحسب شروط انجاز الانقلاب في كل بلد على حدة، وحيث المتدربون او بين قوسين (النشطاء السياسيون) وفي تعريف آخر (الانقلابيون) هم من كل الدول العربية، ومن كل التيارات السياسية او الدينية، وحيث المدربون (يهود من امريكا) او اسرائيليون او يقومون أيضا بالتدريب في بلد خليجي ذكرته الناشطة بالاسم وفيديو اللقاء موجود على اليوتيوب وغيره من وسائل التواصل.

} تقول الناشطة: (تدربت على يد يهود في امريكا لقلب نظام الحكم في مصر، وكان بينهم اثنان من (...) وذكرت اسم البلد الخليجي، يعلموننا كيفية «تفتيت الشعب» وتحريك الناس، وتضخيم مشاكل الناس، وخلق حالة من التفاعل وكيفية عمل تكتلات، ونعمل خليطا من ائتلاف او تشكيلة من اجل ان نبيد النظام، وكيف نعمل ثورة في البلاد، وكيفية (اقصاء النظام) وهذا ما تدرب عليه كل الشباب العرب ومن كل البلدان العربية).

والتمويل حسب الناشطة لكل النشطاء في الدورة الواحدة، او الذين تم تحويلهم الى نشطاء سياسيين بعد التدريب هو (٥٠٠ دولار يوميا) مدة شهر في كل دورة، ثم خمسة آلاف دولار بعد نهاية الدورة.

هل من سخاء اكثر من ذلك لاصطياد الشباب؟ خاصة ان التذكرة -حسب الناشطة - مجانية للجميع، والاقامة في فنادق خمسة نجوم حتى قيمة التأشيرة يتم دفعها لهم، وفي اثناء الدورة تتم استضافتهم في «الكونجرس الامريكي» لالقاء خطاب، هل من وضوح للتوجيه والاحتواء اكثر من ذلك؟

} لنكتشف بعد ذلك مع شاهدة العيان او المتدربة، التي استيقظ ضميرها بعدما رأت آثار تدربها ماذا فعل ببلدها «مصر» فيما لم يستيقظ ضمير الآخرين غيرها لنكتشف في رحلة تدربها ان هناك جزءا نظريا وآخر عمليا، يتم توجيه الشباب فيهما وتدريبهم لكيفية تنفيذ «التعليمات والتوجيهات» بمجرد العودة الى الوطن، وكيفية تواصل المجموعات المدربة مع بعضها بعضا، وكيف انه يجب تحريك المظاهرات في كل مكان ورفع شعارات بعينها عن مشاكل الشعب، وكيفية الاستفزاز للنظام من اجل دفعه الى التهور، وبما يعتبر ضد حقوق الانسان، وتكون المنظمات الدولية جاهزة لأداء دورها في اصطياد «النتائج» ولا تهمها الاسباب او الاستفزازات التي تم التدرب عليها من جانب المتظاهرين، ثم تدخل وكالات الانباء الخارجية على الخط، هكذا تشرح الناشطة السياسية المصرية لقناة (المحور).

} ثم ماذا؟ تضيف الناشطة ولا تنسوا ان الادعاء هو تدريب على الديمقراطية: (لقد تدربنا على «حمل السلاح» وكيف نعمل حرائق، وكيف نضع الشرطة او رجال الأمن في موقف استفزازي، وكيف نخلق احداثا تتصاعد دوليا ومنظمات العفو الدولية تبادر إلى وضع الادانات سريعا، باختصار كيف نضع معا النظام في مأزق، مثلا احرق رموز النظام مثل «مجلس الشعب» او مجلس الشورى او مقر الحزب الحاكم، أو أية علامة بارزة نكسر بها «هيبة النظام» امام العالم كله).

باختصار..

(دربونا كيف نعمل ارهابا للنظام وللشرطة وللأجهزة الامنية، ونحن على علم بأن منظمات الخارج ستساندنا، في ٢٥ يناير ٢٠١١ هناك اجانب دخلوا مصر من الخارج، وفي يوم الغضب لبى الدعوة (شباب ابريل) ثم مؤسسات المجتمع المدني، رشوا علينا ماء وقنابل مسيلة للدموع بعد ان ضربنا الشرطة بالحجارة، ثم تم حرق «الحزب الوطني» وتخريب المحلات، وهذا ما تدربنا عليه في الخارج، واشياء اخرى عملوها ناس من الخارج مش مصريين. جاءوا بفلوس لكي يخربوا. (فريدوم هاوس) اعطت (خمسين الف دولار) لكل من يمثل تيار (٦ أبريل)، أخذوا مثل هذا المبلغ، وهكذا لكل قائد مجموعة، لكي يتم دعم يوم ٢٥ يناير).

ثم ماذا تقول الناشطة أيضا؟

(نشطاء الحركات ككل سواء احزاب او مجتمع مدني دفعت لهم مبالغ).

وهي تقول (إن التمويل الخارجي جعل مطالبنا بالتغيير والعدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية (مطالب مدفوعة الثمن) وهذا ما جعل كثيرا من الشباب يتحركون معنا).

× فما الذي جعل ضمير هذه الناشطة يصحو؟

تقول: (الذي صحّى ضميري، شعرنا نحن مجموعة من الشباب ان هذه ليست مطالبنا كاسقاط النظام، عندما خطب حسني مبارك شعرت انه أبي وبكيت. شعرت لا يصح لمن خدم ٣٠ سنة إن أهينه هكذا، الذي صدمني اكثر التخريب والعصابات في كل شوارع مصر وفي جميع المحافظات، حينها بدأت افهم انهم بدأوا يطبقون ما تدربنا عليه، لدي مستندات وكل ما اخذته من هناك. لم تكن المسألة بريئة والدليل ما يحدث حتى الآن، جزء خارجي شارك، بعض النشطاء انسحبوا بالكامل، تتكشف اليوم حقائق صادمة)، ونحن نسأل أليس هذا ما يحدث في البحرين أيضا؟

ولمن يسأل عن سر التشابه في خطوات وممارسات وشعارات دول الربيع التي تم ويتم خلط اوراق البحرين بها، فلأن التدريبات النظرية والعملية هي من ذات المكان، أي (فريدوم هاوس) الامريكية.

ولمن يسأل عن حقيقة النشطاء السياسيين فهذه شهادة حية تم اجراء اللقاء فيها مؤخرا، تضع اهم علامات التدريب النظرية والعملية وهي مطابقة لما حدث على ارض الواقع.

واحكموا: أين أمريكا من هذا الربيع؟ النشطاء ما حقيقتهم؟ ما دخل الاسرائيليين في التدريب؟ لماذا يشارك بلد خليجي مذكور بالاسم في هذه اللعبة؟!.. لماذا عصابات التخريب؟ لماذا الفتنة؟ لماذا الفوضى؟ لماذا اهانة رموز الحكم؟ لماذا استفزاز رجال الأمن والشرطة؟ لماذا التدريب على السلاح وعلى الحرق وعلى اتلاف الممتلكات؟ لماذا كل هذا التمويل السخي؟ لماذا فزعة منظمات حقوق الانسان وتجانسها مع التدريب الامريكي لشباب التخريب عفوا شباب الثورات؟ واسئلة كثيرة اخرى، وجميعها توضح حقيقة ودوافع تحريك الاحداث في البلاد العربية.

هل هي بريئة إذاً؟

وللحديث صلة.



.

نسخة للطباعة

رحيل رمانة الميـزان

بكت مصر كلها البابا شنودة الثالث الذي انتقل إلى جوار ربه أمس الأول.. صلى عليه الجميع المسلمون والمسيحيون.. ... [المزيد]

الأعداد السابقة