الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٤ - الاثنين ١٩ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٦ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


الكنيسة القبطية بمصر تستعد لجنازة البابا شنودة الثالث





القاهرة- الوكالات: بدأت الكنيسة المصرية أمس الاحد الاستعدادات لجنازة البابا شنودة الثالث الذي غيبه الموت يوم السبت عن عمر ناهز ٨٨ عاما بعد ان ظل على رأس الطائفة المسيحية الاكبر في الشرق الاوسط اكثر من اربعين عاما.

ويترك البابا، الذي بدأت النقاشات وسط الاقباط حول خلافته، طائفة قلقة ازاء الصعود السياسي للاسلاميين، وبسبب اعمال العنف التي استهدفتهم.

وتم إلباس جثمان البابا الملابس الكهنوتية ووضع على كرسيه البابوي قبيل ظهر امس، وسيبقى كذلك مدة ثلاثة ايام حتى يتمكن جمهور الاقباط من إلقاء نظرة الوداع عليه قبل تنظيم قداس الجنازة في مقر كاتدرائية الاقباط الارثودكس بالعباسية في القاهرة، بحسب مصادر الكنيسة.

وبناء على وصيته، سيتم دفن البابا شنودة الثالث في دير وادي النطرون الواقع في منتصف الطريق تقريبا بين القاهرة والاسكندرية. وكان شنودة الثالث قد حددت اقامته في دير الانباء بشوي عام ١٩٨١ في عهد الرئيس الاسبق انور السادات الذي كان على خلاف كبير معه.

وتولى الانبا باخوميوس اسقف البحيرة موقع قائمقام البابا إلى حين انتخاب بابا جديد.

ويعد الانبا باخوميوس الثاني في ترتيب اقدمية الترسيم بعد الانبا ميخائيل اسقف اسيوط الذي اعتذر عن تولى الموقع لاسباب صحية.

وستبدأ اجراءات اختيار بابا جديد بعد الاربعين بفتح باب الترشح للموقع وفقا للقواعد المعمول بها في الكنيسة القبطية، وليس هناك موعد محدد او اي سقف زمني لاختيار البابا الجديد.

وكان قد تم انتخاب البابا شنودة في عام ١٩٧١ لخلافة البابا كيرلس بعد سبعة اشهر من وفاة الاخير. وتقوم المطرانيات المختلفة في مصر بترشيح وتزكية اساقفة لتولي منصب البابا ثم تعرض اسماء المترشحين على جمعية ناخبين تضم اعضاء المجمع المقدس والنواب الاقباط في البرلمان والوزراء الاقباط واعضاء المجلس الملي.

وبعد عملية الاقتراع يتم اجراء »قرعة إلهية« بين المترشحين الثلاثة الذين حصلوا على اعلى الاصوات.

وبدأ الاساقفة الاقباط في جميع انحاء مصر وفي العالم في التوجه إلى القاهرة للمشاركة في تشييع الجنازة.

ويمثل الاقباط ما يتراوح بين ٦% و١٠% من قرابة ٨٢ مليون مصري وهي طائفة تشعر بالقلق بسبب الصعود السياسي للاسلاميين في مصر.

وكان شنودة الثالث، الذي اصيب اخيرا بأورام في الرئة ثم توفي من جراء ازمة قلبية يوم السبت، متشددا في المسائل العقائدية ورفض اي تعديل في قواعد طلاق الاقباط الصارمة.

وأيد البابا الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي كان يعتقد انه يحمي طائفته في مواجهة الاسلاميين، وتبنى الموقف ذاته مع المجلس العسكري الحاكم منذ توليه السلطة في ١١ فبراير .٢٠١١ واعتبر العديدون في مصر ان البابا شنودة الثالث عنصر استقرار في بلد مليء بالتقلبات، ومازال مستقبله السياسي غير محدد المعالم.

واجج اكتساح الاسلاميين في الانتخابات التشريعية التي اجريت نهاية العام الماضي مخاوف الاقباط على الرغم من التطمينات الصادرة عن مسئولين اسلاميين. ومازالت ردود الفعل تتوالى على وفاة البابا شنودة.

ففي الفاتيكان، حيا البابا بنديكتوس السادس عشر »قسا كبيرا«، وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما انه كان »مدافعا عن التسامح والحوار الديني«.

ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن نائب وزير الخارجية الايراني حسين امي عبد الحيان اشادته بعمل البابا شنودة الثالث »من اجل العدل والسلام«.

ومنذ مساء السبت توافد آلاف الاقباط على مقر الكاتدرائية في القاهرة لوداع الرجل الذي لم يعرفوا غيره ابا للكنيسة على مدى اربعين عاما.

وعكست الصحف المحلية تأثر المصريين برحيل البابا الذي اعتاد المصريون - مسلمين ومسيحيين - تواجده بينهم خلال العقود الاربعة الاخيرة. وعنونت صحيفة المصري اليوم »مصر تبكي«، بينما كتبت الاهرام في صدر صفحتها الاولى »البابا شنودة.. وداعا«.



.

نسخة للطباعة

رحيل رمانة الميـزان

بكت مصر كلها البابا شنودة الثالث الذي انتقل إلى جوار ربه أمس الأول.. صلى عليه الجميع المسلمون والمسيحيون.. ... [المزيد]

الأعداد السابقة