الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٦ - الأربعاء ٢١ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


احذروا السلع المقلدة





فضيحة حليب الأطفال الصيني الملوث بمادة الميلامين التي أحدثت صدمة للعالم كله قبل سنوات قليلة ليست أول ولا آخر عمليات الغش التجاري التي يتم الكشف عنها بعد أن أصابت آثارها القاتلة ضحاياها الذين تعاطوها غير مدركين أنها سم زعاف، بل هناك ملايين السلع والمنتجات المحتوية على مواد قاتلة يتم تداولها في مختلف دول العالم، وخصوصا دول العالم الثالث ومنها الدول العربية والإسلامية، ولا يتم الكشف عن حقيقتها وفضح منتجيها ومصادرة ما دخل إلى أسواقنا منها إلا بعد أن يشتريها الناس ويستخدموها ويتعرضوا لمخاطرها ونتائجها الوخيمة التي قد لا يمكن علاجها.

تؤكد الدراسات العلمية أن معظم أنواع الحلي والمجوهرات المقلدة الرخيصة الثمن تحتوي على مواد ضارة جدا بصحة الإنسان، قد تصل إلى درجة الإصابة بالسرطانات والأمراض العقلية، ومن تلك المواد الرصاص والزئبق والزرنيخ والراديوم المشع والفوسفور، وهي من أكثر المواد سمية على وجه الأرض.

آخر تلك الدراسات نشرت نتائجها مؤخرا مجلة (تايم) الأمريكية وأكدت «أن الحلي المقلدة التي تباع بأسعار رخيصة في العديد من المتاجر الكبيرة تحتوي على مواد سامة قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، وجاء في الدراسة التي وضعت نماذج مختلفة من الحلي الرخيصة تحت الاختبارات الميكروسكوبية أن ما نسبته ٥٩ في المائة من هذه الحلي تحتوي على مواد سامة بدرجات متفاوتة تختلف بحسب المواد المستخدمة في التصنيع، وأشارت الدراسة إلى أن المواد السامة المستخدمة في تصنيع هذه الحلي الرخيصة تدخل إلى الجسم البشري من خلال المسام الجلدية، حيث إن الحركة أثناء ارتدائها تؤدي إلى تفاعل هذه المواد السامة مع العرق، ومن ثم تتمكن من دخول المسام، ومن ثم إلى الجسم، وأكدت الدراسة أن العديد من هذه الحلي تحتوى على كميات كبيرة من المواد السامة التي تؤدي إلى الإصابة بسرطانات الجلد والكبد والرئتين، بالإضافة إلى سرطان البروستاتا. وحذرت الدراسة من أن العديد من هذه الحلي يمكن إيجاده حتى في المحلات الكبرى التي تبيع الملابس والإكسسوارات، سواء للبالغين أو للأطفال».

إن معظم الورش والمصانع التي تنتج الحلي والمجوهرات المقلدة تقع في دول لا تفرض شروطا صحية ولا مواصفات تصنيعية صارمة على منتجات مصانعها وورشها، ومن تلك الدول أقطار جنوب شرق آسيا كلها تقريبا وفي مقدمتها الصين والهند وإندونيسيا وتايلاند وفيتنام، إضافة إلى دول إفريقيا بكاملها، ومعظم دول أمريكا الجنوبية، ولنا أن نتصور الكميات الهائلة من تلك المنتجات المجهولة المكونات التي لا تخضع لأي اشتراطات صحية أو مواصفات صناعية ولا يتم إخضاعها لأي فحوص مختبرية، لا في بلد المنشأ ولا في معظم بلداننا العربية المستوردة لها وأهمها بالنسبة إلينا البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث تعج أسواقنا بملايين الأطنان من تلك المنتجات الرخيصة الثمن التي ربما تكون محتوية على سموم قاتلة تصيب أبناءنا وبناتنا وزوجاتنا وأمهاتنا وأخواتنا بأمراض عضال، ويكفي للدلالة على هذا الارتفاع المطرد في أعداد المصابين بالأمراض الخطرة في مجتمعاتنا في السنوات الأخيرة والذي يطرح تساؤلا مشروعا عن مدى ارتباط ذلك بغزو المنتجات الرخيصة لديارنا وخاصة منها الحلي والمجوهرات والاكسسوارات وغيرها.

إننا في حاجة ماسة لإخضاع كل السلع والمنتجات التي تصل إلى موانئنا لفحوص مختبرية احترافية تكشف عن مكوناتها بدقة متناهية، وخاصة الواردات من الدول المعروفة بضعف رقابتها على مصانعها المحلية، ومنع كل سلعة ضارة مهما كان مصدرها من دخول بلادنا، حفاظا على حياة شعوبنا ومستقبل ديارنا وأمتنا.





salah_fouad@hotmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة