الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٩ - السبت ٢٤ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ١ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

يوميات سياسية


مؤتمر عروبة وأمن الخليج العربي





على امتداد يومين، نظمت جمعية الوسط العربي الاسلامي مؤتمرا مهما حول «عروبة وامن الخليج العربي» عقد المؤتمر في هذا الوقت هو في حد ذاته حدث مهم. والقضايا التي نوقشت عبر جلساته المختلفة، والآراء والافكار التي طرحت فيه وعبر عنها المشاركون لها اهمية بالغة وتستحق التوقف عندها.

اسباب وعوامل كثيرة اعطت للمؤتمر وما شهده اهمية بالغة، لعله يمكن تلخيص اهمها فيما يلي:

اولا: ان القضية في حد ذاتها مهمة وخطيرة.

صحيح ان قضية عروبة وامن الخليج العربي مثارة منذ سنوات طويلة على كل المستويات السياسية والفكرية والاعلامية، وعقدت من اجلها مؤتمرات كثيرة في السنوات الماضية، وقدم عدد كبير من الباحثين العرب اسهامات مهمة في بحثها ومناقشتها.

لكن الحادث ان القضية اصبحت اليوم اكثر الحاحا من أي وقت مضى.

لم يحدث ان كانت هناك اخطار تهدد عروبة وامن الخليج كما هو الحال اليوم.

في الاشهر الماضية، وتحديدا منذ مطلع العام الماضي، تصاعدت التهديدات الخارجية لأمن وعروبة الخليج بشكل غير مسبوق.

نعرف مثلا ان ايران لديها ومنذ سنوات طويلة مشروعها ومخططاتها التي تستهدف امن وعروبة دول الخليج العربية. لكن الذي حدث في الفترة الماضية ان ايران تصورت ان التطورات والثورات التي تشهدها بعض الدول العربية هي فرصة مواتية لقطع خطوة كبيرة على الطريق لتنفيذ مخططاتها.

ورأينا ايضا كيف ان الولايات المتحدة حدثت تحولات في رؤاها ومواقفها بما لا يخدم ابدا امن وعروبة المنطقة.

وفي الفترة الماضية، وخصوصا بعد الاحداث التي شهدتها البحرين، اصبحت قضية الابعاد الداخلية لعروبة وامن الخليج مطروحة بإلحاح شديد.

اذن، كان من المهم مناقشة هذه التطورات الأخيرة، ومناقشة تأثيراتها وتداعياتها على عروبة وامن الخليج، وكيفية حمايتهما في ظل الاحداث العاصفة التي تشهدها المنطقة.

ثانيا: ان الأحداث الطائفية التي شهدتها البحرين، وما زالت تشهدها، هي بالطبع في القلب من هذه القضية.. قضية عروبة وامن الخليج.

نعني ان ما شهدته البلاد، لم يكن مقصودا به البحرين وحدها، بل كان مقصودا به كل دول الخليج العربية، ومقصودا به النيل من عروبة وامن كل دول المنطقة العربية.

وعلى ضوء هذا، كان من المهم مناقشة احداث البحرين في هذا الاطار العام، أي في اطار ارتباطها الوثيق بأمن وعروبة الخليج كله، وما يترتب على ذلك من مواقف وسياسات.

ثالثا: ان المنطقة العربية كلها تمر بمرحلة تحول كبيرة لا احد يعرف بالضبط ما الذي ستنتهي اليه، وما هي الاوضاع التي سوف تستقر عليها المنطقة العربية كلها في المستقبل.

الأمر المؤكد ان تغييرات كبيرة تحدث على صعيد موازين القوى المختلفة في المنطقة، وعلى صعيد اولويات القضايا.

وقد كان من المهم مناقشة قضية عروبة وامن الخليج في اطارهذه المرحلة من التحول التي تشهدها المنطقة.

هذا امر مهم للغاية من زاوية اخرى ايضا.

من الطبيعي ان كثيرا من الدول العربية، وخصوصا مصر، في مرحلة التحول هذه، منشغلة بقضاياها ومشاغلها الداخلية واعادة ترتيب البيت الداخلي. وفي ظل هذا، من الطبيعي ان يتراجع الاهتمام العربي العام بما يجري في منطقة الخليج العربي وما يشهده من تطورات خطيرة.

وعقد مثل هذا المؤتمر هو خطوة للفت الانظار عربيا الى اهمية ما يجري في الخليج والدور العربي المفروض لحماية عروبته وامنه.

رابعا: ويحسب للمنظمين للمؤتمر حرصهم على دعوة عدد من المثقفين والمفكرين والناشطين من عدة دول عربية الى حضور المؤتمر.

كان هذا امرا مهما اولا لمعرفة الرؤى العربية المختلفة للأوضاع في منطقة الخليج العربي وما يجري فيه وما يتعرض له من اخطار.

كما كانت هذه فرصة لاطلاع هؤلاء الاساتذة العرب على حقيقة ما يجري في البحرين.

اذن، المؤتمر له اهمية بالغة كما ذكرت. وقد قدمت الى المؤتمر اوراق مهمة، وجرت في جلساته نقاشات موسعة اثير فيها العديد من القضايا والافكار.

في الايام القادمة باذن الله، سوف اتوقف عند بعض القضايا والافكار التي اثيرت في المؤتمر.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة