الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٣٠ - الأربعاء ٤ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عالم يتغير




لماذا السعودية في قلب الاستهداف؟





} السعودية وهي قلب العروبة والإسلام، والعمود الفقري لدول الخليج العربي، ومنبع الرسالة المحمدية وبلاد الحرمين الشريفين، والرمز الأهم للأمة الإسلامية، وأهم الدول النفطية المؤثرة في الاقتصاد العالمي، والداعم الأكبر لأمن واستقرار البحرين والخليج العربي، ربما لذلك ولأسباب كثيرة أخرى ليس هنا محل استعراضها، هي اليوم في قلب الاستهدافين الإعلامي والسياسي من جانب منظومة التغيير الدولي ومن جانب إيران، في إطار حملة شعواء تشنها قنوات الفتنة الطائفية، وقنوات غربية يقع نهجها في إطار الشبكة الإعلامية الدولية للتغيير، ويساندهم في ذلك (أتباع التشيع الصفوي) أينما كانوا، خاصة في البحرين بعد دخول درع الجزيرة العربية، الذي أوقف «الوهم الصفوي» في قيام الجمهورية الإسلامية في البحرين. وعلى الرغم من أن دخول درع الجزيرة جاء في إطار أحد بنود اللائحة الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، مما يجعل دخوله شرعيا خاصة انه بطلب الدولة البحرينية في إطار الأمن الخليجي أيضاً، فإن الحملة الإيرانية وحملة الموالين لها ممن يُسمون أنفسهم المعارضة في البحرين، وفي إطار تنسيقي متكامل يصرون بشكل مبتذل على تصنيف دخول «درع الجزيرة» إلى البحرين، وبشكل يدخل في التحشيد والتحريض الدائمين، بأنه «احتلال سعودي»، فما هو موقع الاتفاقيات الأمنية الشرعية بين دول مجلس التعاون من ذلك؟ حيث ترى أي دولة خليجية أن أمنها القومي مهدد من الخارج، وهذا تحديداً ما استشعرته البحرين، واستشعره شعبها المناهض للحراك الانقلابي، فجاء دخول «درع الجزيرة» لتفرح به غالبية الشعب، فيما وقع بوطأته الثقيلة على رأس من كان لهم أجندة انقلابية تريد إلحاق البحرين بالنظام الولائي في طهران، التي لا تربطها بدول الخليج العربي إلا أطماعها فيهم.

} لا عجب أن تتماهى الحملة الإيرانية ضد السعودية مع حملة بعض المنظمات الدولية، حين فشل مخطط إسقاط النظام السياسي في البحرين، وفشل مخطط تمكين الانقلابيين من الاستحواذ على السلطة استحواذا طائفيا تابعا لجمهورية «الولي الفقيه» خاصة مع الدعم الغربي الأمريكي للانقلابيين الطائفيين.

وهذا تحديداً ما ركز فيه مدرب «أكاديمية التغيير» وهو يقوم بتدريبه النظري لكاتب كتاب «حرب اللاعنف في البحرين» في الصفحة الـ ٢٧:

(التركيز في الدورة كان على الحالة السعودية، فمن وجهة نظر المدرب أن الدول الداعمة للنظام السياسي في البحرين بشكل رئيس هما السعودية والإمارات، وبالتالي يجب مواجهة هذه الدول الداعمة من قبل حركة المقاومة المدنية في البحرين، لأن وجود الدعم الخارجي يساهم في بقاء النظام السياسي ويمنع سقوطه ومن ثم تغييره، ولذلك يجب استهداف الدعم الخارجي) أي استهداف السعودية والإمارات.

} وقدم المدرب - حسب الكاتب - تصورات تحليلية وتطبيقية حول كيفية التعامل مع الدعم السعودي بالنسبة إلى البحرين، وعلى مرحلتين:

المرحلة الأولى هي مرحلة استهداف المصالح السعودية داخل البحرين، واستهداف الدعم الاقتصادي، والبدء مثلا بملاحقة السفير السعودي بتخصيص مجموعة من الأشخاص لذلك. والهدف (توليد الضغط النفسي) على السفير وإثارة الرأي العام في البحرين وداخل السعودية، وتأليب الشركات السعودية حين استهداف منتجاتها للضغط على الحكومة السعودية لتوقف دعمها للنظام البحريني الحاكم، ومقاطعة شركات الطيران السعودية أو الامتناع عن السفر عبر جسر الملك فهد، أي استهداف كل ما هو سعودي داخل البحرين.

والمرحلة الثانية تعتمد على استهداف المصالح السعودية داخل أراضيها وليست فقط في البحرين، ولذلك يجب على الحركة الانقلابية الطائفية ولن نقول حركة المقاومة المدنية أن تنقل معركتها إلى أراضي السعودية، من حيث إثارة المشاكل ونقل آليات العمل إلى هناك بالتحالف مع مجموعات انقلابية مشابهة في السعودية من بين ما تقوم به كتابة الشعارات السياسية على الجدران وقطع الشوارع وحرق الإطارات وعرقلة حركة السير الخ... أي استنساخ السيناريو البحريني للانقلابيين في السعودية، والهدف إيجاد رأي عام وسخط شعبي على حكومة السعودية لأنها تدعم البحرين واستقرارها. ويضاف إلى ذلك التركيز في قضايا المرأة ودور الشباب السعودي لإحداث التغيير في السعودية مستقبلا.

هذا خلاصة ما أدلى به المدرب إلى الكاتب وصديقه، بل طلب إليهما دعم أنشطة التدريب في السعودية، حيث الطلبات كثيرة من هناك من شخصيات سياسية وحقوقية ودينية، وأشار إلى أن الأكاديمية أدخلت أحد المهندسين العرب إلى السعودية باسم عقد عمل في إحدى الشركات وتمت إحالة طلبات التدريب إليه حتى يقوم باللازم.

إذاً السعودية مستهدفة في ذاتها ولذاتها ومستهدفة لأنها تدعم البحرين، وتمنع الانقلابيين من إنجاح مخططهم الذي نهايته إقامة الجمهورية الإسلامية التابعة لإيران، وما تدربت عليه بقية المنظمات لذلك غير مكشوف لنا.

} لهذا لا عجب حين تشن «الوفاق» ومشتقاتها وأتباعها حملتهم الشرسة أيضاً ضد السعودية، ويسمون دخول «درع الجزيرة» أنه «احتلال سعودي» وهو من المضحكات من دون المبكيات، ولا عجب أنهم يقفون ضد الاتحاد الخليجي ويهددون بزلزال في المنطقة، وهو أيضاً من المضحكات، ولا عجب أن تسهم قنوات الفتنة الطائفية وعلى رأسها «قناة العالم» في استهداف السعودية إعلاميا وسياسيا، بما يذكرنا بأن الجمل الإيراني لا يرى اعوجاجه أو لا يرى سنامه، وبدلا من أن تركز هذه القناة فيما يحدث للمواطنين الإيرانيين من قمع وظلم وفقر وانتهاك لحقوق الإنسان والممارسات العنصرية وإعدامات تصل إلى نصف إعدامات العالم في سنة واحدة وغير ذلك من انتهاكات دينية وعرقية وإنسانية تحتاج إلى مجلدات، هي لا ترى إلا السعودية وإلا البحرين، فالسعودية بالنسبة إليها كالعظم واقف في حلق الجمهورية الولائية، والند الإقليمي لها، وأرض الإسلام الصحيح الذي يكشف زيف تشيعها الصفوي ومعتقداتها وأساطيرها وخرافاتها، ولتذكّر نفسها فقط بـ «إيران جيت» حتى تكشف عن متاجرتها في العلاقة مع أمريكا، ولتعرف أن تحالفاتها السرية مع إسرائيل وأمريكا كشف جزءا منها كتاب (التحالف الغادر: إيران.. أمريكا.. إسرائيل)، ولتتفكر قليلاً في ماهية هذا الانسجام بين حملتها على السعودية، والحملة الغربية والأمريكية من خلال المنظمات الدولية المسيّسة، ولتفطن إلى أن بإمكان أحدهم أن يكذب على بعض الناس كل الوقت، وعلى كل الناس بعض الوقت، ولكن لا يمكن أن يكذب على كل الناس كل الوقت، فالوجه العاري لأجندة إيران، وزواج المتعة مع أمريكا الذي أنتج الحالة العراقية، قد سقطت عنهما كل الأقنعة، واتضحت الحقائق مع الأزمة البحرينية الماضية، والدعم الأمريكي - الإيراني للانقلابيين الطائفيين في البحرين، كشف كل الخيوط المستورة، ولذلك لا عجب أن يتم استهداف السعودية بشكل ممنهج ومكثّف، ولا عجب أن المنظمات الدولية للتغيير، وبينها (أكاديمية التغيير)، تدرب البحرينيين والسعوديين وغيرهم على كيفية استهداف السعودية، لأنها وإلى الآن هي من أفشل مخططات الانقلاب على النظام السياسي الشرعي في البحرين، وهي من دعت إلى الوحدة الخليجية سريعاً، وذلك بعد حفظ الله للبحرين وفزعة أهل الفاتح في نصرة بلدهم وهويته وانتمائه.

درع الجزيرة باقٍ، والاتحاد الخليجي قادم، والمخطط الانقلابي يواجه اليوم الإفلاس بعد الفشل الذريع، وأجندة إيران وأجندة تشيعها الصفوي باتا مكشوفتين ومفضوحتين لدى قادة الخليج العربي وشعوبه، بل لدى حتى الكثير من الشعوب العربية والإسلامية، والقافلة بإذن الله ستسير مهما حدث...، ولا عزاء حتى اللحظة للانقلابيين وداعميهم المهووسين سواء في إيران أو في الغرب، فنصف الشفاء منهم كان في تشخيص الداء الذي أرادوا نشره في البحرين والخليج العربي.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة