قصة عمر.. تؤكد من جديد: الطائفية تجتاح مدارسنا
 تاريخ النشر : الأربعاء ٤ أبريل ٢٠١٢
تحقيق: خولة القرينيس
لطالما احتضنت مملكة البحرين أهلها وقاطنوها بكل حب ومودة بغض النظر عن طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم، وقد عاشوا في كنفها بكل حب ومودة واحترام في حياة يملؤها الحب والتعاون والتعايش السلمي وقبول الآخر، ولكن ما تعرضت له البحرين من أحداث ومشاكل كبيرة في الفترة الماضية خلفت وراءها مشاعر من الكراهية والضغينة بين بعض من أبناء البلد الواحد فأصبحوا كالغرباء بعد أن كانت المحبة تجمعهم، فأخذت هذه الفئة من المجتمع تتعامل مع بعضها بعضا على أساس طائفي حتى امتد هذا الأمر إلى داخل أسوار المدارس حيث أصبح تعامل بعض المدرسين مع الطلبة والعكس يتم بأسلوب غير مقبول البتة.
هذه السلوكات بالطبع دخيلة على المجتمع البحريني فضلا عن التأثير السلبي في الأجيال القادمة وطريقة تعاطيهم مع بعضهم بعضا، وقد أكد علم النفس أن التعامل مع التلاميذ وخصوصا الصغار منهم بهذا الأسلوب يعزز مبدأ الطائفية بداخلهم وتكون عواقبه غير محمودة على المدى البعيد لأنه سيساهم في زعزعة الثقة لدى الطفل ويؤثر في انتمائه لبلده.
الطائفية في المدارس باتت أمرا خطِرا فأسوارها تخفي الكثير من القصص والحكايات التي يقشعر لها البدن، وخاصة حين يكون الجاني تربويا قضى سنوات طويلة حتى يمتهن هذه المهنة ويحصل على هذا الشرف العظيم، والمجني عليه هم أطفال في عمر الزهور كتب عليهم القدر الإحساس بالمهانة أحيانا فقط لأنهم ينتمون إلى مذهب يختلف مع معلميهم، وهذا لا ينطبق على طائفة بعينها.
نماذج من واقع المدارس
هذا الطفل الذي لم يتجاوز عمره الثلاث سنوات كانت مدرسته تتركه بلا اهتمام وتعامله بقسوة بل وصل الأمر إلى أنها تقوم برمي التراب على طعامه فقط لأنها غير مقتنعة بسم جده، فضلا عن الشكوى الدائمة منه بأنه سيىء جدا وكثير البكاء، وقد اكتشفت والدته كل المغالطات التي كانت تقولها تلك المدرسة عنه بعد أن دخلت إلى الفصل الدراسي بشكل مفاجئ لتجده هادئا يجلس في زاوية الفصل بلا حراك أو إزعاج وان هذا التذمر كان من خيال المدرسة نفسها، وفي المقابل كان الطفل قد كره الذهاب إلى الروضة بعد أن كان يحبها لأن مدرسته السابقة كانت تعامله بلطف شديد ولكن تم استبدالها بهذه القاسية وقد بدأت المشاكل منذ لحظة وصولها.
أما هذا البريء فكان يتعرض للضرب من زملائه وبشكل يومي وبتحريض سافر من المدرسة فقط لأنها تكره اسمه فقد كانت لا توليه الاهتمام الكافي مقارنة بزملائه، ولكن الحادثة التي قصمت ظهر البعير وأجبرت والدته على إخراجه من المدرسة... كانت تعرضه للضرب المبرح على مرأى ومسمع من أساتذته من قبل مجموعة من زملائه في الفصل فقد كانوا يتعاركون على لعبة وأخذ ينادي معلمته وهي غير مكترثة بصراخه فاستغل الأطفال الموضوع وتمادوا في العراك فعاد إلى المنزل يحمل الكدمات والخدوش في جسده الصغير.
وحالة أخرى لمعلمة كانت تحرم أحد الأطفال من حضور الحصة وبعد ذلك تجبره على الخضوع للاختبارات وهو لم يكن حاضرا للدرس وعندما توجهت والدته إلى المدرسة للتعاطي معها رفضت رفضا قاطعا الحضور إلى غرفة المشرفة للتحدث مع الأم، متجاهلة مستقبل هذا الطفل الذكي والمتفوق.
الصراعات المذهبية والسياسية لم تقتصر على المدرسات والطلبة فقط بل امتدت إلى الطالبات أنفسهن، فكانت هناك زميلات بفصل واحد في المرحلة الابتدائية تجمعهن الزمالة والصداقة منذ المراحل الأولى في المدرسة، فقامت أحداهن بدعوة زميلاتها في الفصل لحضور حفلة تقيمها بمناسبة يوم ميلادها ولكنها استثنت بعضهن نظرا لاختلاف المذهب وكان هذا التصرف شخصيا بحتا ويدل على انها قد تأثرت وبشكل واضح من الأحداث التي واجهتها البحرين.
الآثار النفسية
ولكن كيف يقيم علم النفس الآثار السلبية التي تخلفها التصرفات الشاذة من قبل التربيين ضد الطلبة في المدارس؟
حول هذا الموضوع يتحدث رئيس قسم علم النفس بجامعة البحرين الدكتور شمسان المناعي قائلا:
هناك الكثير من الآثار النفسية التي تنعكس على نفسية الطفل فيما لو مورست ضده بعض الممارسات الشاذة والطائفية من قبل أستاذته فإنها بلا شك ستهتز ثقته بالمدرسة والمجتمع وسيشعر بأنه مهان فضلا عن إنه قد يفقد ثقته بالوطن ويشعر بالغربة لأنه سيعتقد أن بلده غير قادر على احتضانه، وخصوصا إن المعلم يعتبر في هذه الفترة العمرية القدوة للطالب، فلو قام بمعاملته بهذه السلبية فإنه سيصاب بالإحباط، وستتزعزع ثقته بالمجتمع لأنه سيفتقد الأمن النفسي وسيراوده إحساس مستمر بالتهديد بسبب الأذى الذي وقع عليه، وبالتالي سيكون أكثر عرضة للاضطرابات السلوكية والنفسية والشعور بالصمت الاختياري بالإضافة إلى تدني مفهوم الذات لديه لأنه سيشعر بأنه أقل من الآخرين ومختلف عنهم، ومع الوقت سيتولد لديه الشعور بالحقد والكراهية والبغضاء تجاه المجتمع وخصوصا تجاه المعلم الذي قام بهذه التصرفات الشنيعة ومع الوقت سيفقد مفهوم القدوة الحسنة، كما قد يؤدي ايضا إلى حدوث اختلال في نموه الشخصي، وستستمر معه آثار هذه المشاعر السلبية حتى فترات متقدمة من العمر لأنه تعرض لها في مرحلة الطفولة المبكرة التي تعتبر أساس تكوين الشخصية، كما أنها ستكون بداخله حقدا على الطائفة الأخرى كونه تعرض للمهانة من قبل أحد أفرادها.
الرسالة التربوية
فالح الرويلي يؤكد ان الرسالة التربوية والتعليمية في المدرسة تقوم على العديد من المبادئ والقيم الأخلاقية الرفيعة التي تدخل في صياغة الطالب الصياغة الراقية، من خلال عملية التعليم، ومن خلال عدد من البرامج والأنشطة التربوية اليومية، ودائماً ما تركز المدرسة على هدفها الرئيسي في بناء الإنسان الصالح تربوياً وتعليمياً.
كما تسعى المدرسة كمؤسسة تربوية وتعليمية إلى تعزيز روح البناء، والإيجابية، والمواطنة، والتسامح، واحترام الطرف الآخر، ونبذ الطائفية والعنصرية، في أبنائنا الطلبة، وتنظر للتعددية على أنها عامل قوة وتنوع إيجابي، يضفي نوعا من التمازج الخلاق بين مكونات المجتمع المدرسي الذي هو جزء من المجتمع الخارجي.
ولهذا فإن الأصل بأي مؤسسة تربوية أن تنأى بنفسها عن كل ما يسيء للعملية التربوية والتعليمية من ممارسات فردية قد تحدث من حين لآخر. وتجابهها بشكل حازم، كيف لا والمدرسة هي المؤسسة الأولى التي تبني الإنسان بناء شامخاً يعلو فوق سفاسف الأمور، فكيف بكبائرها؟ وحال المدرسة في المجتمع، كحال جهاز المناعة في جسم الإنسان، حيث تقوم المدرسة بغرس الأخلاق الحسنة والقيم البناءة في المجتمع، وتتلمس القيم السلبية وتقوم بإطفائها حتى لا تحرق أخضر المجتمعات ويابسها. ووجود عدد من الممارسات السلبية الفردية التي يتحملها من يقوم بها، لا يعني فقد الثقة بهذا الكيان المهم، حتى لو كانت هذه الممارسات السلبية تصنع شرخاً في عقل وروح الطالب على المدى المتوسط، إلا أن معاودة المدرسة بكل أطرافها لعلاج المشكلة كفيل بإزالتها وعلاجها، وثقتنا كبيرة في الجهاز التربوي أن يعيد تصحيح الأخطاء التي تحدث من وقت لآخر، لأن المدينة الفاضلة هي حلم فلسفي لا يوجد على أرض الواقع.
وجود القوانين
ومن جانبه تحدث النائب عبدالحليم مراد عن القوانين التي من المفروض أن يتولى المجلس النيابي طرحها وقال لقد بات هناك ضرورة قصوى للعمل على سن القوانين التي تسهم في تنظيم العملية حتى لا يكون هناك المزيد من الآثار السلبية للأجيال القادمة، وخصوصا انه عندما يتم سن مثل هذا النوع من القوانين فإنه بلا شك سيساهم في تنظيم المجتمع بأسره لأن تجريم هذه التصرفات سيحد من القيام بها.
كما أكد إن التصرفات الطائفية دخيلة على المجتمع البحريني وخصوصا في المدارس ففي المجتمع الأوروبي على سبيل المثال وبالرغم من تعدد طوائفه وأعراقه فإن الطائفية أمر مستبعد نهائيا من قاموسهم وخصوصا في المدارس وأي حادثة تمس طائفة فإن المجتمع ينتفض لها رفضا واستنكارا، فكيف الحال بنا نحن المسلمين عندما نحارب بعضنا بعضا نظرا لاختلاف مذاهبنا؟
منال آل خليفة (ولية أمر) تعتقد أن ممارسة الطائفية داخل الفصول الدراسية أمر مقزز لأنه من شأنه أن يسهم في إيجاد جيل يحمل بداخله المشاعر السلبية كافة تجاه الطرف الآخر، فضلا عن إنها تسهم في نقل أفكاره إلى مجالات أخرى لا تتناسب وعمره، وعلى الجانب الآخر فإن الأحداث المؤسفة التي ألمت بالبلد كان لها الدور الأكبر في تعزيز هذا الموضوع.
روح التسامح
هويدا الدوسري (أستاذة مادة المواطنة بالمرحلة الابتدائية) تعمل من خلال المنهج الذي تقوم بتدريسه للطلبة على تعزيز مبدأ المواطنة بداخلهم بالإضافة إلى تعريفهم بالحقوق والواجبات التي من المفترض أن يتمتعوا بها، وخلال الشرح يتم اعتماد عدة طرق لتعزز المعلومة بذهن الطالب حتى يكون أكثر ارتباطا ببلده، بالإضافة إلى العمل على غرس مبدأ التعايش وتقبل الآخر والتمتع بروح المحبة والتعاون حتى نكون أسرة واحدة هدفها الأول خدمة هذا البلد الغالي، وتؤكد هويدا أنها دائما تكرر لتلاميذها أن جلالة الملك هو الرمز الأول لتحقيق مبدأ التسامح في هذا البلد.
جميع المجالات
خالد المسلماني يقول في الفترة الأخيرة برزت ظاهرة الطائفية ودخلت المحاصصة السياسية في جميع المجالات كان آخرها المدارس، وقد عززت ثقافة العنف بمختلف أشكالها لما لها من تأثير سلبي في الطلبة فقد باتت هذه التصرفات واضحة من قبل البعض ومرافقة للعملية التربوية وهذا الأمر بلا شك سيكون له الدور الأكبرفي تعزيز مبدأ عدم قبول الآخر، ومن هنا يقع على وزارة التربية والتعليم ضرورة المبادرة السريعة للعمل على سد هذه الثغرات ومعالجتها بكل أشكالها والاهتمام بالطالب والمعلم ليكون هو المعني الأول بالطالب والمحيط الاجتماعي وتكثيف البرامج الثقافية والعلمية ومحاولات إقامة مجتمع جديد، يخلو من العنف والخوف، ويعتمد على الإنسان والجماعة لنشر ثقافة القانون والدستور وحقوق الإنسان والمجتمع المدني وإشاعة المعرفة وثقافة النقد والحوار والمشاركة والعلاقات المتواصلة مع المعلمين في إثراء البيئة الصحيحة والصحية الملائمة بين المدرسة والطالب والمعلم والبيت وتكثيف ورش العمل بين المدرسة وأولياء الأمور وتقريب أواصر المحبة بين المعلمين والطلبة لخلق جو يجمع مجتمعا متحابا يمجد العلاقة الحميمة التي أرسى دعائمها الآباء والأجداد في هذا الوطن العزيز، وذلك من خلال الوسائل التعليمية الحديثة التي لها الكثير من النتائج الإيجابية والتربوية و قوامها الحب والتآلف فالمدرسة علم يقصد له كدار مكتبة تغتنم فيه فرص غرس المحبة والولاء، فهم بذور لأجيال ناضجة وثمار يانعة تنفع سواعدها هذا الوطن العزيز.
المثل الأعلى
أما جمال الدوسري عضو مجلس الآباء في مدرسة عقبة بن نافع فيضرب المثل بجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين على روح التسامح الذي يتمتع بها ويؤكد في ذات الوقت أن أبناء البحرين لطالما كانوا مثالا يحتذى به في روح التسامح ونبذ الطائفية فلم يكن هناك أي حقد أو ضغينة فيما بينهم،ولكن الأحداث الأخيرة كانت السبب المباشر لوجود هذا الصراع المذهبي، وقد جاء تصرف البعض بصفة عدائية لبث سموم الطائفية بين طلبة المدارس ليزيد من عمق المشكلة، لذلك فهو يطالب كل من يقوم بهذه التصرفات أن يعود إلى رشده ويتوقف عن هذه الأفعال غير المقبولة لأنها لا تتناسب مع طبيعة المجتمع البحريني فضلا عن أنها بعيدة كل البعد عن الرسالة التربوية التي من المفترض أن يحملها المعلم.
مبادئ الدستور
إلى ذلك أكد مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام نبيل العسومي إن التعلم حق تكفله المملكة لجميع المواطنين سواسية وقال تنطلق وزارة التربية والتعليم في عملها من المبادئ الواردة في دستور مملكة البحرين الذي يعامل المواطنين كافة على قدم المساواة باعتبارهم مواطنين وليس باعتبارهم ينتمون إلى طائفة معينة، ودون أي شكل من أشكال التمييز، كما أنها تنطلق في عملها التربوي وفي توجهاتها وسياستها التربوية والتعليمية مما جاء في قانون التعليم رقم (٢٧) من سنة ٢٠٠٥م، والذي أكد في مادته الثانية أن «التعلم حق تكفله المملكة لجميع المواطنين سواسية». كما أكد القانون في المادة نفسها إن فلسفة التعلم تنبثق من ثوابت وقيم الدين الإسلامي الحنيف، والتفاعل الإنساني والحضاري، والانتماء العربي لمملكة البحرين، والإطار الثقافي والاجتماعي لشعب البحرين كامتداد لتراثه العريق وأحكام الدستور، وذلك سعياً لتحقيق سعادة المواطن وتقوية شخصيته واعتزازه بدينه وقيمه ووطنه وعروبته، دعماً لتنمية المجتمع وتحقيق رخائه وتقدمه.
ومن هذا المنطلق فإن الوزارة تتعامل مع أبنائها الطلبة وفق احتياجاتهم التعليمية كطلبة بغض النظر عن جنسهم أو أصولهم العرقية أو الطائفية أو غيرها، فلا تمييز في المعاملة ولا تمييز في التعلم بأي شكل من الأشكال، بل إن الوزارة وخلال السنوات الماضية حرصت في برامج التربية الإسلامية تحديداً على التقريب بين المذاهب الدينية والتركيز فيما يجمع بين الطلبة، وما يعزز الروابط الروحية والأخلاقية والوطنية، وتجنب كل ما من شأنه إثارة الفرقة والنعرات.
تعزيز اللحمة
وعن مبادرات الوزارة في تعزيز اللحمة الوطنية والتضامن بين أبناء الوطن أوضح قائلا يتم على مستوى الأنشطة التربوية والعلمية والثقافية والرياضية والكشفية، العمل على دمج الطلبة في جميع هذه الأنشطة وفقاً للاعتبارات التربوية وليس لأي اعتبارات أخرى، بل إنها مضت إلى ما هو أبعد من ذلك، بأن جعلت على سبيل المثال طلبة المعهد الديني وطلبة المعهد الديني الجعفري فريقاً رياضياً موحداً يلعب في مواجهة مدارس أخرى، وخاصة في المسابقات والمباريات الرياضية، وذلك بهدف تعزيز الوحدة الوطنية، ولكن للأسف الشديد فإن الأحداث المؤسفة التي شهدتها البحرين في العام الدراسي الماضي أسهمت في المس بالوحدة الوطنية، وتخريب ما عملت الوزارة على بنائه في عقود عديدة، وذلك من خلال إثارة النعرات العرقية والطائفية بين الطلبة، من خلال ما كان يرفع من شعارات في الشارع أو من خلال زج الأطفال والطلبة في الصراع السياسي الذي اتخذ طابعا طائفيا صرفاً.
برامج جديدة
وقد لمسنا من خلال الدراسات والتقارير التي أعدها المختصون بالوزارة تأثر أكثر من ٥٠٠٠ طالب من تلك الأحداث المؤسفة، بسبب ما تعرض له هؤلاء الطلبة من انتهاك لحقوقهم أو تعنيف أو اعتداء نفسي أو جسدي، وحاولنا ومازلنا نحاول بذل جهد مضاعف لتجاوز آثار هذه الأزمة غير المسبوقة من خلال بعض الأهداف التي تم وضعها لهذا الغرض:
{ تعزيز وتطوير مناهج التربية على المواطنة واستحداث مناهج جديدة للتربية على حقوق الإنسان والتسامح والعيش المشترك، وذلك بالاستعانة بخبراء من اليونسكو، وقد وقعت الوزارة اتفاقية تعاون مع مكتب التربية الدولي التابع لليونسكو ومقره في جنيف، وتولى خبراء هذا المكتب بموجب الاتفاقية إعادة صياغة مواد المواطنة وتعزيز مناهج حقوق الإنسان والتسامح والعيش المشترك وتدريب المعلمين.
وبدأنا بالفعل في تنفيذ عدد من الورش التعليمية من معلمي التربية الوطنية والاجتماعيات على هذه المناهج الهادفة إلى تعزيز روح المواطنة ومحاربة الطائفية، واحترام الرأي والرأي الآخر، والتسامح مع الأفكار والرؤى المختلفة.
{ قامت الوزارة باستحداث برنامج بعنوان «مدرستي وطني» موجه للطلبة ويتضمن باقة واسعة من البرامج والفعاليات والأنشطة العملية التي من شأنها إدماج الطلبة في أعمال إبداعية وتربوية وتطوعية لتجاوز تلك الآثار.
إن الوزارة تنفذ هذا العام أكثر من ١٣٠٠ نشاط، الجزء الأكبر منها مخصص لتعزيز تلك القيم الوطنية والتسامح والمحبة والتضامن بين أبناء الوطن في سياق ديني سمح وأفق إنساني رحب.
ولكن.. هذه الجهود إذا لم تسندها جهود مماثلة على مستوى الأسرة والمجتمع تظل قاصرة، لأن الطالب يتأثر بعدة دوائر لا تمثل المدرسة إلا واحدة منها فقط.
.
مقالات أخرى...
- على ضوء الأحداث الراهنة.. أطفالنا .. كيف يواجهون الأزمات؟؟ - (1 أبريل 2012)
- وداعا لعمليات القلب المفتوح.. القسطرة العلاج الأمثل بدون جراحة - (27 مارس 2012)
- الأحداث لم تنل من الإنجازات الحرين رائدة الحرية الاقتصادية والتنمية البشرية - (26 مارس 2012)
- سدرة العصافير.. صرح علمي نموذجي للنشء.. بلا ربح - (24 مارس 2012)
- قراءة في التعديلات الدستورية - (20 مارس 2012)
- في ندوة الوسطى والأعلى للمرأة: نساء يتعرضن للهجر والتعنيف.. ولا إنصاف - (19 مارس 2012)
- ما هي وظائف المستقبل؟ التخصصات العلمية.. لا تواكب متطلبات السوق! - (10 مارس 2012)
- لمصلحة من شل السوق وتعطيل المصالح؟ - (8 مارس 2012)
- المرشد السياحي.. سفير للتاريخ - (3 مارس 2012)