الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٤٠ - السبت ١٤ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢٢ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

زاوية غائمة


تعريب يصل إلى حد التخريب





للإعلام العربي ولع عجيب بتعريب أسماء البلدان والناس قسرا، وكان أكثر ضحايا هذه المدرسة العجيبة زعماء الجمهوريات العديمة الجدوى التي نشأت نتيجة لتفكك الاتحاد السوفيتي، وكان من أوائل الذين تعرضوا للتعريب القسري الفيلد مارشل إيدي أمين.. فما ان تسلم السلطة واتضح انه مسلم بصورة أو أخرى حتى تحول اسمه الاول إلى «عيدي».. الزعيم الأفغاني غلب الدين حكميتار اكتشف بعد أن تجاوز الأربعين ان اسمه ينبغي ان يكون «قلب الدين» وغاب عن الذين قلبوا اسمه ان «غلب» تلك تعني امرا آخر غير الهزيمة والقهر باللغة البشتوية.

على كل حال فإنني صاحب باع طويل في الترجمة «الاونطة» والتعريب العديم المعنى، وطالما ان الاعلام العربي هو «المعلم» في هذه النواحي فأنني سأتبرع ببعض المعلومات تأكيدا لانتمائي الى ذلك الإعلام وسأكشف عن أسرار خطيرة اولها أن ميخائيل غورباتشوف آخر رئيس للاتحاد السوفييت، عربي من أسيوط بالتحديد، ولكنه كان ولدا عاقا لا يطيع جدته في معظم الاحيان وكانت هذه الجدة تعاني من غازات المعدة وتتعاطى حبوب الفحم بطريقة خاطئة، فبدلا من أن «تبلعها» بقليل من الماء، كانت تمصها مصا، وذات يوم نرفزها الصغير ميخائيل بينما كانت تقوم بحلاقة شعره بشفرة حادة فبصقت على رأسه ولعابها مختلط بالفحم فكان أن ظهرت تلك الشامة الشهيرة على رأس غورباتشوف، وكانت تلك الجدة «ردّاحة» وطويلة اللسان فدعت عليه: يا أبو مخ مايل.. الهي ما تحصل عقد عمل في الخليج، ولا «غربة تشوف» ومن هاتين الكلمتين الـ «غربة تشوف» جاء اسم غورباتشوف تماما، كما أن اسم العاصمة مانيلا تحريف لكلمتي «من الله»، فبعد أن وصل اليها البحارة العرب بعد رحلة شاقة وجدوا فيها الخضرة والماء والوجه الحسن فقالوا: هذا فضل «من الله» والتقط بعض القرويين الكلمتين «من الله» وجعلوها اسما للموقع وشيئا فشيئا أصبح الاسم «مانيلا» (بالمناسبة الكلام عن مانيلا ليس من عندي، بل ورد في بعض الكتب).

وكما قال المتنبي: إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم، وعلينا تعريب أسماء وأشياء «فيها زبدة».. بروكسل مثلا انشأها العرب أو بالاحرى كانت خلاء «بر» وكان العرب يذهبون إليها للراحة والاستجمام وكانوا يقولون انها «بر» و«كسل» أي انها منطقة برية لممارسة الراحة والكسل، وهكذا تم الجمع بين البر والكسل فأصبحت بروكسل، وجاء ايضا في الانسيكلوبيديا عربتيكا قرصنتيكا ان جماعة من العرب المستعربة الذين لم يكونوا يجيدون اللغة العربية اختلفوا مع القبائل التي كانت تلجأ صيفا إلى منطقة «البر والكسل»، فنزحوا منها إلى أرض خضراء جميلة وقالوا «هو لنا» يقصدون أن الارض «هو» أصبحت لهم، أي ملكا لهم فسألهم قائد كتيبة المنجنيق في حلف الأطلسي: ماذا تقولون؟ فردوا عليه «هو.. لنا.. ده.. يعني هذه (ده) الأرض لنا، فأصبح الناس يسمون تلك المنطقة» هو لنا ده» وهكذا ولدت هولندا، تماما كما أن الاسم الارناؤوط من عبارة «عار أن نعود».

المهم بشائر التعريب تدعو الى التفاؤل، وخاصة بعد أن قال الزعيم الليبي الهالك، في معرض طرح أفكاره حول «دولة الحقراء» ان كلمة برجوازي اتت من «برج عاجي» وأن الديمقراطية اتت من «ديموا الكراسي» يعني من يصل إلى «كرسي» الحكم «يدوم» له الحكم ولا يتزحزح عنه إلا على يد عزرائيل (وطلع كلامه صح!) وقياسا على هذا يصبح مؤكدا ان شكسبير من بدو المغرب وان اسمه الأصلي «شيخ - زبير» وديغول ينتمي إلى عائلة الغول النوبية التي تؤنث المذكر فقالوا عنه في أيام شيطنة الطفولة «الولد دي غول» يعني بالنوبية: هذه الولد غول.. وهكذا ولد ديغول والبقية تأتي !





jafabbas١٩@gmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة