(هرقليطس).. والصراع!!
 تاريخ النشر : الأحد ١٥ أبريل ٢٠١٢
هالة كمال الدين
يقول الفيلسوف الإغريقي هرقليطس (لولا الصراع ما كان التقدم)!
(في عالم بدأت تسوده قوى الظلام، وبدأت تحالفات الشر بالتجمع تحت قيادة قوى شريرة عظمى، منتظرين رجوع الخاتم المفقود الذي يمنحها قوة مطلقة كفيلة بإغراق العالم تحت سيطرتها، يشاء القدر أن تكون مهمة إنقاذ العالم منها في أيدي مجموعة صغيرة من الأشخاص المسالمين الذين يسمون (الهوبيت)، وهي مهمة الحيلولة دون رجوع الخاتم إلى تحالفات الشر)!
هذا هو مضمون القصة الملحمية الشهيرة ملك الخواتم للأديب الإنجليزي الشهير جون رونالد تولكين، والتي تؤكد أن الشر محيط بنا جميعا ومع ذلك فهناك ضرورة للتمسك بأن يكون هناك بعض الخير في هذا العالم.
نعم.. بداخل كل منا صراع.. بين الخير والشر.. بين الأمل واليأس.. بين الحب والكره.. بين البناء والهدم.. بين العقل والقلب.. بين الوفاء والخيانة!
هكذا يكون الصراع بداخل كل إنسان، وكل مجتمع، وكل دول العالم، صراع بين قوى متفرقة، متناحرة، صراع يكشف عن فراغ الحياة من روح الإنسانية، وقيمة السلام !
هناك من يحقدون، يكرهون، يخربون، يقاتلون، ويملأون الدنيا فسادا، وفي المقابل هناك مسالمون، محبون، يبنون، ينشرون الخير، ويكرسون الوئام، والحرب شرسة بين الطرفين منذ بدء الخليقة، ويظل البشر دوما يتساءلون:
ترى.. لمن الغلبة في هذا الصراع؟
متى تشرق شمس انتصار الخير على العالم؟
هل الخير يعم الشر أم الشر يعم الخير؟
البعض يرى أن الأخلاق هي نظرية الخير والشر، ومن الأخلاق أن نقاوم الشر ونعمق الخير في نفوسنا، كما قال أبي العلاء المعري:
ونفسك عق بترك الشرور.. فان عقوقك للنفس بر.
يا قوى الخير تجمعي.. مثلما تجمعت قوى الشر.. فاللعبة بين جيوش الخير وجيوش الشر مستمرة.. ولن تنتهي طالما حيينا.. ولكن الخير دائما ما ينتصر في الأخير.. لأن الشر طريقه قصير.. ومن الصراع بينهما.. يتحقق التقدم.. كما قال هرقليطس!
.
مقالات أخرى...
- ولا عزاء لوزيراتنا - (8 أبريل 2012)
- «صديق» و«مساعد»! - (1 أبريل 2012)
- صرخة أنثوية - (25 مارس 2012)
- (شغلني شكرا) - (18 مارس 2012)
- بقوة القانون - (11 مارس 2012)
- ميثاق شرف للتواصل - (4 مارس 2012)
- هذا هو التحرر! - (26 فبراير 2012)
- ترحيل المرتزقة.. هل يكفي؟! هل هذه مجرد صدفة؟ - (19 فبراير 2012)
- أطفال المولوتوف - (12 فبراير 2012)