الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٤٤ - الأربعاء ١٨ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢٦ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بين السطور


حلف الشياطين





«أكد تقرير صادر عن المركز العالمي للدراسات التنموية ــ ومقره العاصمة البريطانية لندن ــ أن إيران تستنزف معظم الحقول العراقية النفطية المجاورة لها بشكل كبير، مشيرا إلى أن هذه الحقول التي تحتوي على احتياطي نفطي يقدر بأكثر من ١٠٠ مليار برميل لا تعتبر كلها حقولا مشتركة لأن قسما كبيرا منها عراقي بالكامل ويقع ضمن الشريط الحدودي العراقي. وذكر التقرير أن حجم ما تستنزفه إيران من النفط العراقي بلغ قرابة ١٣٠ ألف برميل يوميا من أربعة حقول عراقية هي حقول: (دهلران، ونفط شهر، وبيدر غرب، وأبان) في حين أن حجم التجاوزات الإيرانية لحقول: (الطيب، والفكة) وأجزاء من حقل (مجنون) بلغ قرابة ربع مليون برميل يوميا. ويقدر المركز العالمي للدراسات التنموية حجم التجاوزات الإيرانية للنفط العراقي بما قيمته ١٧ مليار دولار سنويا، أي قرابة ١٤ في المائة من إيرادات الدولة العراقية التي كانت ستصب في مصلحة المواطن العراقي. وبحسب التقرير فإن إيران تقوم باستنزاف هذه الحقول من جانب واحد على الرغم من أن البلدين كانا قد اتفقا في وقت سابق على تشكيل لجان مشتركة لاستثمار أمثل لها، ما يعتبر تعديا على حقوق العراق في ثروته النفطية. وأوضح المركز أن شبكات تهريب النفط المتخصصة والمنتشرة في مختلف مناطق العراق الحدودية تقوم بتهريب قرابة ٣٥ ألف برميل يوميا إلى إيران. وبيّن التقرير أن وزارة النفط العراقية تهمل تركيب عدادات إلكترونية خاصة لقياس كميات النفط المستخرجة والمصدرة عن طريق الأنابيب، كما أنها ترفض تطبيق نظام المراقبة الإلكترونية عبر الأقمار الصناعية على توزيع المشتقات النفطية. وأبدى المركز استغرابه من سياسة الحكومة العراقية التي تفرط في حقوق العراق النفطية مع إيران وتتشدد مع شركائها في داخل العراق كما يحدث مع مقاطعتها للشركات الموقعة على عقود نفطية مع إقليم كردستان على الرغم من أن العائدات تصب في خزينة الدولة العراقية. ودعا المركز إلى ضرورة حل المشاكل الحدودية مع إيران لضمان حقوق العراق الجغرافية والنفطية والإسراع في تطوير قدرات العراق النفطية، وخاصة أن إيران في سباق مع الزمن لإبرام عقود مع شركات نفط صينية وروسية لاستغلال الحقول العراقية وزيادة إنتاجها منها إلى ٥,٢ ملايين برميل يوميا بحلول عام ٢٠١٥م. وأضاف أن إيران قامت مؤخرا بإتمام جميع الاستعدادات لمباشرة الإنتاج من حقل (يادفاران) النفطي الواقع في جنوب شرق العراق، وذلك بالاتفاق مع شركة (سينوبيك) الصينية، وهو ما سيحرم العراق من استثمار هذا الحقل الذي يحتوي على قرابة ١٢ مليار برميل من النفط الخام، و١٢,٥ تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المصاحب للنفط، إضافة إلى ١,٩ مليار برميل من المكثفات النفطية» انتهى.

أقول: هذا التقرير الصادر عن مركز الدراسات البريطاني المرموق يثبت بما لا يدع مجالا للشك عمالة الحكومة العراقية لإيران قلبا وقالبا، كما يثبت أيضا أن الولايات المتحدة شريكة لإيران في استنزاف خيرات العراق وتدمير اقتصاده وتسليم مقاليد السلطة فيه لعصابة من العملاء الذين باعوا بلادهم لأعدائها، وأن الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق تم لأن شركاء أمريكا في حلف الشيطان يتولون استكمال تنفيذ أهدافها هناك.

أتمنى أن تقتنع شعوبنا العربية كلها بشكل عام والخليجية بشكل خاص على اختلاف دياناتها ومذاهبها وتوجهاتها الفكرية والعقائدية أن المخطط الأمريكي لنشر الفوضى الخلاقة في دولنا كلها بعد إسقاط حكوماتها الشرعية والزج بها في حروب طائفية طاحنة يجري تنفيذه بمساعدة الحكومة الإيرانية العميلة للشيطان الأكبر والمتسربلة برداء الدين للتغرير ببعض مواطني بلادنا وخداعهم لتمرير مخططاتها الدنيئة.





salah_fouad@hotmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة