الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٣٨ - الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢٠ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بين السطور


لخفض فرص الإصابة به





«قال علماء من الولايات المتحدة إنه من الممكن خفض حالات الإصابة بالسرطان إلى نصف ما هي عليه الآن، وإن ذلك لا يتطلب أكثر من عودة الإنسان إلى أنماط الحياة التقليدية المعروفة، وأكدوا أن الوسيلة الأبرز التي يمكن التغلب من خلالها على السرطان تتمثل في إحداث تغييرات بسيطة في نمط الحياة، سبق أن نصح بها الأطباء على مدار عقود من الزمن. وأشار العلماء إلى أن السير على نظام غذاء صحي، والانتظام في ممارسة التمرينات الرياضية، والإقلاع عن التدخين، كلها خطوات قد تحول دون حدوث أكثر من نصف حالات الإصابة جميعها. ولفت الباحثون إلى أن حالة من كل ثلاث حالات إصابة بالسرطان تنجم عن التدخين، بينما تنجم حالة من كل خمس حالات عن البدانة. وحسب الدراسة التي تم إجراؤها في جامعة واشنطن ونشرت نتائجها مؤخرا في مجلة (نيتشر ترانسليوشنال ميديسن) الطبية فإن الأسباب الرئيسية للسرطان هي: التدخين، والوزن الزائد، وبطالة الجسد، وأن كل من يسيطر على هذه الأسباب يتمتع بفرص كبيرة جدا لعدم الإصابة بالسرطان، لكن مع ذلك فإن الكثير من الناس والكثير من المجتمعات لا يستفيدون من هذه الإمكانية. وقال الباحثون إن قليلا من الناس فقط كانوا قبل وقت طويل يصابون بالسرطان لأن عمر معظم الرجال والنساء لم يكن يطول لدرجة الإصابة بالسرطان لأنهم كانوا يموتون عادة في سن مبكرة وبأمراض أخرى مثل الطاعون أو الجدري وهي أمراض لم تعد تلعب دورا كبيرا اليوم، لكن ظروف الحياة تغيرت بوضوح خلال الستين عاما الماضية في الكثير من الدول الغنية والفقيرة وستؤدي هذه التغيرات بالإضافة إلى تزايد متوسط الأعمار إلى تضاعف حالات الإصابة بالسرطان بحلول عام ٢٠٥٠م.

وشدد الباحثون على أن التدخين هو أكبر سبب فردي للإصابة بالسرطان، وأشاروا إلى أن التدخين يتسبب في ٣٣ في المائة من جميع حالات السرطان في أمريكا، تليه السمنة التي تتسبب في ٢٠ في المائة، وقالوا إنه من الممكن خفض هذه النسب بواقع النصف.

وحسب الباحثين، فإن قلة الحركة الجسدية تتسبب في ٥ في المائة من حالات السرطان، وإنه من الممكن تجنب ٨٥ في المائة من هذه الحالات. وأضافوا أن الفيروسات تتسبب في ٥ في المائة من حالات الإصابة بالسرطان في الولايات المتحدة، وإنه من الممكن تجنب ١٠٠ في المائة من هذه الإصابات، وإن الكحول مسئول عن ٣ في المائة من الوفيات بسبب السرطان. وتعليقا على نتائج هذه الدراسة قالت (سارة ويليامز) من جمعية بحوث السرطان في المملكة المتحدة إنه يمكن للناس خفض أخطار إصابتهم بالسرطان بعدم إقدامهم على التدخين، وبتناول وجبات متوازنة، وبالحفاظ على أوزان صحية لأجسامهم، وبخفض الكحول، وبالحفاظ على نشاط الجسم، وبالتمتع بأمان بأشعة الشمس» انتهى.

أقول: هذه الدراسة أثبتت ما كنا ننادي به من قبل كثيرا بوجوب تغيير أنماط الغذاء التي فرضها علينا رتم الحياة العصرية السريع، بالعودة إلى تناول الوجبات الغذائية الشعبية التقليدية بدلا من الوجبات السريعة، والامتناع عن تناول المشروبات الغازية أو على الأقل التقليل منها قدر المستطاع وتناول العصائر الطبيعية بدلا منها، وممارسة الرياضة بانتظام، فهذه الأمور الثلاثة تؤدي إلى القضاء على مسببات البدانة ونتائجها الوخيمة على الصحة، فإذا أضيف إليها الامتناع عن التدخين وعن مخالطة المدخنين في الأماكن المغلقة فإن فرص النجاة من الإصابة بالسرطان وبسائر الأمراض المستعصية الأخرى تنخفض بشكل كبير جدا.





salah_fouad@hotmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة