مشكلة مركزية (المرور)
 تاريخ النشر : الاثنين ٢ أبريل ٢٠١٢
صلاح فؤاد عبيد
منذ سنوات طويلة يطالب الكتاب والصحفيون وعامة المواطنين والمقيمين وزارة الداخلية بافتتاح مركز تابع لإدارة المرور في المحرق لفحص وتسجيل المركبات وإصدار وتجديد رخص القيادة، على غرار المركز الرئيسي اليتيم الواقع بجوار استاد البحرين الوطني في الرفاع ضمن حدود المحافظة الوسطى، الذي يعانيه سكان المحرق بالذات ومن بعدهم سكان العاصمة المنامة هي صعوبة الوصول إليه نتيجة الازدحامات المرورية المتزايدة عاما بعد عام كنتيجة طبيعية للتزايد المطرد في أعداد السيارات سنويا، وكنتيجة طبيعية أيضا للإغلاق الجزئي المتتابع للعديد من الشوارع الرئيسية في البلاد لإنجاز مشاريع تطوير البنية التحتية وتمديد الخدمات.
ولنتصور أن مواطنا يسكن في المحرق أراد الذهاب إلى إدارة المرور في الرفاع لفحص وتجديد تسجيل سيارته، فكم من الوقت والجهد سيحتاج لتنفيذ ذلك؟.. لا شك في أنه سيواجه اختناقات مرورية متعددة، وخصوصا عند تقاطع ميناء سلمان الذي سيتم إغلاق جزء من مساراته بعد أيام لبدء أعمال إنشاء النفق والجسر اللذين سيحلان مشكلة التكدس المروري عند هذا التقاطع، وهو الإغلاق الذي سيستمر شهورا طويلة جدا. أما إذا اعتقد المواطن المحرقي أن بإمكانه الخلاص من هذا التقاطع عبر التوجه إلى المنامة من جسر الشيخ حمد أو من جسر الشيخ عيسى فسيواجهه الإغلاق الجزئي لتقاطعي الدبلومات والمنطقة الدبلوماسية لإنشاء الجسر العلوي الذي يصل المنطقة بمشروع خليج البحرين، وهو الإغلاق الذي سيستمر أمدا طويلا أيضا.
معاناة المواطنين للوصول إلى المركز الرئيسي الوحيد لإدارة المرور لا تتوقف على ساكني المحرق وما جاورها، ولا على ساكني العاصمة، بل تمتد لتشمل تقريبا كل سكان المحافظات الأخرى حيث إن الازدحامات المرورية تشمل البحرين بأسرها وخصوصا في ساعات الذروة الصباحية، ما يجعل وجود مراكز لتقديم خدمات إدارة المرور في كل محافظة من محافظات البلاد أمرا ضروريا حاليا، وسيصبح حتميا ولا مفر منه خلال سنوات قليلة مع تزايد عدد السكان وأعداد السيارات، ومن هنا فإن المواطن يعجب من عدم تحرك وزارة الداخلية سريعا لإيجاد حل لهذه المشكلة العويصة!
ومنذ سنوات يصرح المسئولون في وزارة الداخلية بأنهم يبحثون تكليف عدد من الكراجات والورش الكبرى في المملكة بإجراء الفحص الدوري للمركبات تخفيفا لحدة الضغط على مركز الفحص في إدارة المرور، ليصبح هذا حلا بديلا مثلما فعلت الوزارة مع تكليف إدارة البريد بالقيام بعملية تسلم أوراق تجديد رخص القيادة وتجديد تسجيل السيارات ومن ثم تسليمها إلى إدارة المرور التي تقوم بإنجاز إجراءات التجديد ومن ثم إعادة الأوراق إلى أصحابها عن طريق البريد، لكن لم يتم حتى هذه اللحظة الإعلان الرسمي عن تكليف كراجات وورش خاصة بإجراء فحص المركبات، ولا قامت الوزارة بافتتاح فروع لإدارة المرور في أي من المحافظات الأخرى وخصوصا محافظتي العاصمة والمحرق، ما يجعلنا نتساءل عن السبب وراء هذا التباطؤ في إيجاد حل يريح الناس من معاناتهم؟!
أتمنى أن تسرع وزارة الداخلية الخطى لتنفيذ الحل الذي تراه مناسبا لمشكلة مركزية إنجاز معاملات المرور في المقر الرئيسي الحالي للإدارة في المحافظة الوسطى، إراحة للمواطنين والمقيمين وتخفيفا من الازدحامات التي يزيدها أسلوب المركزية الإدارية تفاقما وحدّة، شاكرا لوزارة الداخلية ومسئوليها ومنتسبيها جهودهم الملموسة فيما يخدم الوطن والمواطنين.
salah_fouad@hotmail.com
.
مقالات أخرى...
- أتحسر على البحرين - (1 أبريل 2012)
- لو كانوا يدركون أهميتها - (31 مارس 2012)
- مواقفها تكشف نواياهائو - (30 مارس 2012)
- بل بيعها الفوري الكامل - (28 مارس 2012)
- الكلاب أهم! - (24 مارس 2012)
- ارحموهم يا مؤمنون - (23 مارس 2012)
- احذروا السلع المقلدة - (21 مارس 2012)
- ولماذا الإبقاء عليها؟! - (17 مارس 2012)
- انتبهوا.. أنتم مراقبون! - (16 مارس 2012)