الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٣٨ - الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢٠ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مصارحات


هذا هو الخِطاب المطلوب..





لست وحدي من أُعجب بالخطاب الحازم والصارم في محتواه ومفرداته، الذي صدر عن وزارة الخارجية يوم أمس الأوّل ردّاً على حكومة الدنمارك والأمم المتحدة.

منذ زمن والجميع ينتظر كسر هذا «التابو» في الحديث الدبلوماسي، لأنّ جميع الأعراف الدولية تقف مع البحرين، وذلك برفض التدخّل في شؤونها الداخلية.

ما تابعناه منذ أزمة فبراير ٢٠١١ حتى يومنا هذا، هو استمراء بعض الدول التدخّل في شؤون البحرين - والحديث بالطبع نستثني منه إيران لكونها غارقة حتى الثمالة - في التدخّل في شؤوننا وتصدير ثورتها البشعة إلى العالم!

ما حدث خلال الأيام الماضية، كان يشير بالفعل إلى أن هناك دولا ومنظمات وأفرادا ينطبق عليهم المثل القائل «إذا لم تستح فاصنع ما شئت»، كما ينطبق عليهم المثل المصري الشعبي «اللي اختشوا ماتوا»!

رئيسة وزراء الدنمارك والأمين العام للأمم المتحدة، أصدرا بيانين منفصلين يتحدّثان عن الخواجة، ويريدان إطلاق سراحه بالغصب!

الأمم المتحدة تحوّلت من دعم إرهاب الدول إلى دعم إرهاب الأفراد ضدّ أوطانهم!

الدنمارك تريد أن تثبت أنّها حريصة على مجنّسيها (عفواً مواطنيها)، وذلك بالتدخّل في شؤون البحرين! وكان من الأولى بها أن تلجم مجنّسيها من الإساءة إلى أوطاننا، لا أن تجنّسهم ثمّ تقدّم لهم الحماية ليزرعوا الفتن في دولنا.

بيان وزارة الخارجية يمكننا تعريفه في كلمة واحدة وهي «السيادة»، تلك الكلمة التي بدأت تفقد هيبتها في البحرين، بسبب أمور كثيرة ليس هذا أوان سردها!

كم كنّا نتمنّى أن تحترف البحرين هذا الخطاب مع دول هي رأس الحربة فيما أصابنا، وهنا أتحدّث عن أمريكا بالأخص، لكونها تمارس اللعب على الحبلين، وتمتهن نفاقا ذا وجهين في التعامل مع دولنا، ولكم أن تتذكّروا فضائح «ويكيليكس» وعلاقتهم المشبوهة بالوفاق!

الدول ذات السيادة لا تقبل أن تهان بتدخّل «زيد وعبيد» في شؤونها الداخلية، والبيان الأخير يفترض أن يكون نهاية لتلك الفوضى التي تريد استهداف الوطن، وكنا نتعامل معها بطيبة تميل إلى السذاجة في أحيان كثيرة.

برودكاست: الدولة أصبحت مشغولة بإضراب الخواجة عن الطعام، أكثر من اهتمامها باستهداف رجال الأمن بالقنابل. قبل يومين انتظر الناس بيانا مهما من النيابة العامة ظنّاً منهم أنّه سيتحدّث عن ملابسات التفجيرات الأخيرة، لينصدم الجميع بأنّه كان «دراما خليجية» عن الخواجة! ماذا أكل؟ ماذا شرب؟ وأي نوع من (الكلينيكس) استخدم؟ وهل ذهب «للجِم» أم لا! تلك الأمور تعطي مبرّراً للآخرين، للتدخّل في شؤوننا وبكل وقاحة! «الحقران أحياناً يقطّع المصران»!

أسئلة بريئة: هل صحيح أنّه تمّ القبض على شخصين يعملان مع الجيش الأمريكي، مع المخرّبين في العِكر؟ وهل هناك رابط بينهم وبين الانفجار الأخير هناك؟!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة