التجربة الدنماركية؟!!
 تاريخ النشر : الاثنين ٩ أبريل ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
تساءلت: لماذا هبّوا مرّة واحدة لنصرة المواطن الدنماركي المعتقل لأسباب لا تعدّ ولا تحصى؟! ما سرّ «الفزعة الطائفية» المفاجئة، وكأنّ الخواجة معتقل أمس فقط؟! فجأة تناسوا مشيمع والمقداد وعبدالوهاب حسين وغيرهم، وتوجّهوا لصاحب الجنسية الدنماركية فقط لا غير؟!
جميع الرموز الدينية والسياسية انتفضت مرّة واحدة، السفير الدنماركي في البحرين وفي الرياض، الجمعيات الحقوقية «نصّ كوم»، الجميع بات يتحدّث حول المؤامرة التي تستهدف الخواجة وحياته؟!
مازلت أتساءل كيف لنفس بشرية أن تصمد أمام إضراب عن الطعام قارب الشهرين، ولم يصبها مكروه بعد؟!
يأتيني الشيطان ويوسوس لي «الفورمولا.. الفورمولا»، استعذت منه، محاولاً البحث عن أسباب أخرى، لعلّ وعسى، لكنّني لم أجد؟!
فرحت كغيري بالقرار الصادر من القضاء الأعلى، حول عدم شمول الخواجة في قانون تسليم المتهمين والمحكومين، وذلك رداً على طلب وزير الخارجية الدنماركي، الذي طلب فيه نقل الخواجة إلى هناك، في تزامن عجيب وغريب مع تحريك ملفه داخلياً للضغط على الدولة، وفي هذه الفترة بالذات!
ولكنّي توقّفت كما توقّف غيري عند مصداقية الدولة في تنفيذ ما أعلنته، ولعلّ أبلغ تعليق قيل في ذلك القرار، تغريدة «حارقهم» يوم أمس: «ما أصدّق خبر الخواجة قبل (ما شوف) بعيني تطبيق القانون عليه وعلى أشكاله.. لأنّ التصريحات في واد والأفعال في واد..»!
نعم التصريحات في واد، والأفعال في وادٍ آخر، والنتائج هي حرب الشوارع، وحرق الباصات والسيارات وتهديد الآمنين، واستهداف رجال الأمن بهدف قتلهم وسحقهم!
بعد الأحداث المؤلمة الأخيرة، اكتشفنا أنّ الكثيرين من المخطّطين والمحرّضين بدأوا يخرجون جنسياتهم الأخرى، ويقدمونها أمامهم كدروع واقية لجرائمهم ضدّ الوطن وضدّ الشعب، بهدف الخروج من تلك الجرائم «زيّ الشعرة من العجين»!
اكتشفنا أنّ الكثيرين ممّن ينعق ويهاجم التجنيس، هم في أصلهم اكتسبوا الجنسية قبل عقود قريبة جدا، وبعضهم اكتسبها بتجاوز القانون، وهي نفس القضيّة المثارة اليوم في الكويت، على بعض طوابير إيران المخلصة في دولنا كمحمود كوهين وغيره!
إذا؛ هو اختراق حدث عبر طوابير أسمت نفسها «حقوقية» و«سياسية»، عبر تجنيس غير قانوني، وعبر اكتساب جنسيات دول غربية لتشكل طوق حماية لهم، ليسرحوا ويمرحوا ويفسدوا في دولنا.
هم يعلمون أن تلك الدول تدافع عن مواطنيها وتحترمهم، لكنّهم للأسف لم يحترموا أوطانهم، ولم يحترموا أبناء وطنهم، وقبل ذلك لم يحترموا أنفسهم، حتى باتوا يتآمرون مع الشرق والغرب لزرع الفتنة وسقيها بغية قطف أشواكها ليطعنوا وطنهم بها!
آن للدولة أن تضع حداً لهذا التهديد، ومن لا يعجبه الوطن، ولا يعترف بشركائه فيه، فعليه أن يلتحق بالبلاد التي جنّسته ثمّ جاء منها رافعاً جوازه الغربي، ليعيث في وطننا الخراب في تعدٍّ سافر على كل الأخلاق والمبادئ.
آخر السّطر: هذه تجربة دنماركية، ولمن لا يعلم؛ هناك تجارب كندية وأمريكية وبريطانية وغيرها، فرّقتهم الجنسيات وجمّعهم هدف إسقاط الدولة!
آخر الكلام: أما آن للدولة أن تحقّق معنى سيادتها على الأرض قولاً وفعلا؟!
.
مقالات أخرى...
- مشهد يختزل الحكاية! - (8 أبريل 2012)
- هذا لا يجوز! - (4 أبريل 2012)
- خطورة الوضع الحالي! - (3 أبريل 2012)
- حرب إهانة وتحقير رموزنا الإسلامية! - (2 أبريل 2012)
- مزايا المتقاعدين والإبر المخدرة!! - (1 أبريل 2012)
- المشكلة الإسكانية بين شحّ الأراضي والأراضي المحوّطة! - (29 مارس 2012)
- ثنائية الهوية والارتقاء بالمستوى المعيشي - (28 مارس 2012)
- ومَن مثلُكَ يا عُمر؟! - (27 مارس 2012)
- التشويه الإعلامي المستمر.. و«غمندة» التجربة الإيرلندية! - (26 مارس 2012)