الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٥٦ - الاثنين ٣٠ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٩ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عالم يتغير




الشيخ عيسى قاسم والوفاق يتحملان المسئولية الكاملة





} هكذا كنا ننتظر أن تكون ردود المسئولين في الدولة في تشخيص حقيقة الأحداث في البحرين: قوية، واضحة، مباشرة، وتضع الاصبع على الجرح، وتضع المتسببين في الأحداث أمام مسئوليتهم الكاملة من دون لف أو دوران.

وهذا ما فعله رجل الدولة القوي سمو رئيس الوزراء في حديثه مع صحيفة «دير شبيجل» الألمانية، وهو التوصيف الذي تعب شعبنا الوفي في انتظار ما يماثله وينبني عليه من كل المسئولين منذ بداية الأحداث.

فماذا قال سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان؟

قال:أحمل الشيخ عيسى قاسم المسئولية الكاملة عما يحدث في البحرين وعن جميع من قتلوا في الأحداث، وما تواجهه البحرين هو ارهاب بالمفهوم الدولي.

وقال:لو كان منصبي هو السبب الوحيد للقلاقل لكنت قد تنحيت عنه السنة الماضية.

وقال:كيف يتعامل رجال الأمن عندكم في الغرب مع المحتجين العنيفين؟ هل يتركونهم ليقذفوا المولوتوف؟

وقال:عندكم في الغرب لا تحترم حقوق الانسان عند تعارضها مع الأمن الوطني.

وقال:مطالبات المعارضة وتذرعها بالمزيد من الحقوق والديمقراطية ما هما الا غطاء لتحويل البحرين لايران ثانية.

وقال:لقد تركوا البرلمان وسدوا شوارعنا وعرّضوا الوطن للخطر، وعلقوا شعارات الموت لآل خليفة، أهذه ديمقراطية؟

وقال:كيف تعاملت بريطانيا العام الماضي إبان «ربيعها العربي» مع المخربين حين سرقوا وخربوا؟

وأضاف أقوالا أخرى منها: لماذا تجاهلت الدول والمنظمات تقرير بسيوني في الجزء المتعلق بجرائم الانقلابيين؟

سمو رئيس الوزراء باني الدولة الحديثة في البحرين، منذ اكثر من اربعين عاما، انجازاته لا تحصى ولا تعد، وكل منصف في حكمه لابد ان يعرف ان خبرته الطويلة وحنكته في حماية البحرين من الهزات القوية، سواء الاقتصادية أو السياسية، قد اسهمتا في بناء الوجه الحديث للبحرين وبناء أمنها واستقرارها، واليوم وبعد مرور الأزمة فان شرفاء هذا الوطن يتشبثون به كأب وكرئيس وزراء، لأن المكونات باختلافها تشعر بالأمان في وجوده، ولأن الأمن هو أخطر ما يتم تهديده في بلادنا، لذلك فان توصيفه وتشخيصه المباشرين للأحداث، هما ما يشعر به كل الشرفاء أيضا، ولطالما طالبوا المسئولين بوضع النقاط على الحروف، والتصرف بجرأة وحسم لاقتلاع أسباب (الأزمات المفتعلة) من جذورها.

} وفي هذا فان الشيخ عيسى قاسم على المستوى الداخلي يقع في بؤرة التسبب في الاحداث، لأنه المحرض الديني والسياسي الأكبر لها، الذي لا يزال يلعب ذات الدور حتى اللحظة تحت غطاء المظلومية، وبالتالي فهو يتحمل (المسئولية الكاملة عما يحدث في البحرين، وعن جميع من قتلوا في الأحداث) كما قال رئيس الوزراء، إلى جانب ان ممارسة العنف والارهاب هي الفعل التدميري للوطن، الذي جر إلى كل «ردود الفعل الأمنية» منذ اخلاء الدوار الأول والثاني، وما حدث ويحدث حتى اليوم، ويتمنى المتضررون والشرفاء على الدولة ان تطبق القانون تجاه هذا الشخص، الذي يحمل في رقبته دماء الكثيرين بسبب التحريض المستمر الذي ادى أيضا إلى ضياع الشباب الشيعي والاطفال، الذين تم تحويلهم عبر الخطب والتحريض وسوء استغلال الحسينيات إلى مجرمين وارهابيين، يدمرون الوطن ويعرضون أمنه وسلامته وأمن الناس لأكبر المخاطر، وهو الأمر الذي لا يقبله اي بلد في العالم، فلماذا نقبله في بلدنا والقانون لا يعرف التمييز؟

} وجمعية «الوفاق» والجمعيات الأتباع والأخرى غير المرخصة، لا تقل مسئوليتها الكاملة عما يحدث في البحرين وعن جميع من قتلوا في الاحداث، ومطالبها المقرونة بالعنف والارهاب فقدت تماما (مصداقيتها) من جهة، مثلما فقدت (مشروعيتها) من جهة اخرى، ولم يبق امام الدولة الا الحسم في تطبيق القانون عليها، وهو مطلب شعبي، فقد شكلت هذه الجمعيات المتطرفة وقادتها نقطة سوداء في صفحة هذا الوطن البيضاء، ولا داعي لسرد كل ما تسببت به لهذا الوطن المسالم والآمن من ويلات وكوارث، فالكل بات لا يعرفها فقط، وانما يحفظها عن ظهر قلب.

} اليوم هو أوان الحسم لكل من عبث وتلاعب وتحايل ضد هذا الوطن ومصالحه، وهو أوان الحسم لكشف الشعارات الكاذبة والمخادعة وفضح كل الاجندات بما تمتلكه الدولة من معلومات، واتخاذ الاجراءات القانونية الفاعلة ضد كل من استغل ويستغل الحريات والاصلاح والديمقراطية، لتمرير اجندته القذرة في الوطن، او تمرير الاجندة الخارجية، وايقاف كل من يتلقى الدعم الخارجي والتمويل الخارجي والتدريب الخارجي (للانقلاب على كل الحياة البحرينية) وليس فقط الانقلاب على النظام والدستور.

} اليوم هو أوان ان يواجه هؤلاء المتسببون في افساد حياة المواطنين باسم مطالب الاصلاح العقوبات الرادعة، بدءا من (حل) الجمعيات المخالفة للثوابت الوطنية وأمن البحرين واستقرارها، وتدرجا إلى سحب جنسيات كل من يحرض على العنف والارهاب أو يمارسهما، فمن ليس لديه ولاء حقيقي لهذا الوطن، وانما يتاجر فيه علنا في المزاد العلني والاسواق الاقليمية والدولية، وان نكف جميعا عن ترديد تسمية كل ذلك والقائمين عليه أنه حرية تعبير كما يقولون، او انهم قادة معارضة او جمعيات سياسية اصلاحية، وهنا يجب اولا سحب الاعتراف بهم كجمعيات، فأكبر الكوارث التي اصابت هذا الوطن مر من هذه البوابة التي استغلها هؤلاء واستغلتها اطراف اقليمية ودولية ذات مشاريع ومخططات واجندات تستهدف البحرين بكل ما فيها ومن فيها، وليس فقط تستهدف النظام.

} هذا الجنون الذي مورس من كل الاطراف المتورطة بكل صفاقة وصلافة وخبث ومكر ومن منبر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرة، ومن منابر جمعيات سياسية لا صلة لها بالمعارضة كما هي في اي مكان آخر في العالم، يجب ان يتم ايقافه، ومواجهة الدول الداعمة للحراك الانقلابي على الحياة البحرينية بالمنطق القوي وبالأسانيد وبالقانون البحريني وبالقوة الخليجية الواحدة، حتى لا نصل إلى الحالة العراقية المزرية التي تستشهد بعبقرية نموذجها كل من أمريكا وايران والمتطرفين في البحرين بقيادة «الوفاق» وسبحان من جمّع!

واذا قارنا بين نظامنا البحريني ونظام «المالكي» الطائفي والمستبد والديكتاتوري والتابع لايران الذي يريده هؤلاء للاستنساخ، فان كل الشرفاء يفدون الوطن ونظامه القائم بدمهم ولن يسمحوا لهؤلاء الارهابيين بالصعود إلى السلطة على الدبابة الأمريكية او الايرانية ليتكرر ما حدث ويحدث هناك في بلادنا الآمنة طوال التاريخ والأزمنة.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة