الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٢ - الأحد ٦ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مصارحات


حريّة التعبير.. «ناس وناس»!





استذكار مناسبة اليوم العالمي للصحافة الذي مرّ علينا نهاية الأسبوع الماضي، هي مناسبة طيبة للحديث عن مقدار ونوع الحريّة المكفولة في البلد، للتعبير عن وجهات النّظر المختلفة، سواء كانت في الصحافة أو عبر وسائل الإعلام المختلفة، أو على المنابر الدينية والسياسية.

تلك الحريّة التي تميّز الدول التي تحترم مواطنيها، قوبلت بسوء استغلال من قبل البعض، والذي بداعي الحريّة تعدّى على صحابة الرسول الأعظم، وعلى أمهات المؤمنين، ثمّ استمرأ صنائعه ليتجاوز الأعراف والأخلاق، ليسبّ ويشتم قادة ورموز البلاد، متجاوزاً حقّ وحريّة الإختلاف، ثمّ تعدّاهم لشتم أبناء الطائفة الأخرى! وبعد كلّ ذلك مازال يصرّ أنّها «سلمية»!

أولئك البعض، بلغ به الهذيان أن يصف التعدّي على الأبرياء في الشوارع، ورمي المواطنين ورجال الأمن بالمولوتوفات، وتفجير القنابل، كلّها من قبيل حريّة التعبير!

مع ذلك الدولة حرصت على ترضيته عبر تنفيذ نصف توصيات تقرير بسيوني والتي تصبّ في مصلحة من أساء وأجرم وتعدّى، بينما النصف الآخر من التوصيات وُضع في الأدراج المغلقة، لأنّه متعلّق بفئة من الناس تعيش في كوكب التهميش!

رجل دين يقول «اسحقوه» لم يكلّمه أحد، وإمام مسجد يفتح المايكروفونات أو يعبّر عن رأيه تجاه برنامج غنائي أمام بيت من بيوت الله، يوقف عن الإمامة!

الدولة لم تكتفِ بذلك، بل حرّكت أطرافاً لتؤجّج الوضع، وتتهجّم على جماعات تمثّل طيفاً واسعاً في المجتمع البحريني.

كان على الدولة أن تعالج تلك القضيّة باحتراف أكبر، فتلك الفئات هي التي وقفت مع الوطن، ولا يعقل أن يردّ لها الدّين بتلك الحركات غير المحسوبة.

من غير المقبول أن تعالج الأخطاء بأخطاء أكبر، ومن غير المقبول تجاهل مطالب فئات عريضة.

شاهد الجميع كيف تدخّل العقل، وكيف نطقت الحكمة، عندما بادرت مجموعات مصرية تمثّل أطياف المجتمع المصري بزيارة السعودية، حيث أطفأوا النار التي أشعلتها أطرافاً لا تريد لدولنا الخير والإستقرار.

وإذا كانت العلاقات بين الدول تعالج بحكمة وتواصل ووقف المتهورّين، فكيف بقضيّة بسيطة، تركتها الدولة لتأخذ أكبر من حجمها.

علماء ومشايخ البحرين كتبوا بياناً يعبّرون فيه عن رأيهم في برامج «ربيع الثقافة»، وهذا حقٌ لهم، لكن للأسف تمّ منعه من النّشر، وهذا لا يستوي أبداً مع حريّة التعبير التي يجب أن تجد تطبيقها مع الجميع وبدون استثناء.

تلك الممارسات لا بدّ أن تسبّب الفجوة والجفاء، وهي ليست في مصلحة الدولة بالتأكيد.

برودكاست: افتتاح نادي البحرين للصحافة خطوة موفّقة، نتمنّى اتباعها بخطوات أخرى تكاملية لتنفيذ مدينة البحرين الإعلامية، على غرار ما هو موجود في دبي.

وجود مدينة إعلامية تستقطب القنوات والصحف العالمية، سيكون بلا شكّ خطوة جريئة، سوف تسهم بلا شكّ في إخراس قنوات «الصرف الصحي» التي تديرها إيران لقتل كل ما هو جميل في البحرين.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة