الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٠ - الاثنين ١٤ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


جناح بحريني يمتد نحو آسيا وآخر نحو تركيا!





منذ أن تعرضت البحرين لمحاولة قلب نظام الحكم وإقامة جمهورية إسلامية إيرانية في فبراير ٢٠١١ تحركت (تركيا) سريعا لتقف مع السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي في الدفاع عن البحرين وعن استقلال مملكة البحرين ضد التدخلات الخارجية، وقد ساعد في توضيح الصورة عن حجم المؤامرة التي تعرضت لها البحرين، الوفود الشعبية الوطنية التي طرقت (الباب العالي) في تركيا.

وتأكيدا لأهمية الدور التركي ليس في البحرين فقط، بل في بقية دول مجلس التعاون الخليجي، جاءت الزيارة الأخيرة للفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية لتركيا، حيث نقل رسالة من جلالة الملك المفدى إلى الرئيس التركي (عبدالله جول)، وعقد اجتماعات مكثفة مع وزير الداخلية التركي (إدريس نعيم شاهين) وعدد من المسئولين في تركيا، وأهم ما جاءت به الزيارة هو تفعيل الاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين في ٦ مارس ٢٠٠٦، (حيث اتفق وزيرا الداخلية على تعيين ضباط ارتباط بين البلدين لمتابعة عملية التواصل والتنسيق، بالإضافة إلى تشكيل لجنة دائمة من المختصين، تعمل على تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات الأمنية وخاصة مجال التدريب).

تحرك وزير الداخلية البحريني نحو تركيا يأتي أيضا ضمن سياسة جديدة للدولة بدأت تنتهجها مؤخرا، وهي تنويع مصادر العلاقات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية مع مختلف دول العالم. وليس حصرها فقط في (الغرب). وإبقاء الاختيارات كلها مفتوحة أمام البحرين، وتأكيدا لهذه السياسة الحصيفة جاءت زيارة جلالة الملك المفدى الأخيرة لليابان وتايلند، وزيارة سمو ولي العهد لكوريا الجنوبية، كما تأتي حاليا زيارة رئيسة وزراء تايلند (ينجلوك شيناواترا) للبحرين بدعوة من سمو رئيس الوزراء مهندس (خريطة الطريق) إلى الشرق والانفتاح على آسيا بأكملها، وهي توجهات إيجابية جيدة تجعل البحرين قادرة على ترسيخ نطاق (السباحة السياسية) في كافة قارات ومحيطات العالم!

والانفتاح على تركيا هو جزء من هذه السياسة البحرينية الجديدة، ونتمنى ألا تقتصر فقط على وزير الداخلية وزيارته الناجحة الأخيرة لتركيا، بل نتمنى أن يقدم وزراء آخرون، ومجالات أخرى من التعاون لطرق (الباب العالي) نحو مزيد من التعاون الثنائي بين البلدين على نحو ما يقوم به سمو رئيس الوزراء من جهود مكثفة إزاء الانفتاح على دول شرق آسيا والاستفادة من خبرة النمور الآسيوية في المجالات كافة.

باختصار.. يد بحرينية تمتد نحو آسيا.. ويد أخرى تمتد نحو تركيا.. جناحان تحلق بهما البحرين نحو مستقبل أفضل.







.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة