الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٥ - السبت ١٩ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

في مهرجان كبير بحضور السفراء العرب.. سفارة فلسطين تحيي ذكرى النكبة

إصرار على إقامة الدولة الفلسطينية.. ومقاومة الاحتلال





أحيت سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين الذكرى الـ٦٤ للنكبة، بمهرجان خطابي حاشد نظمته في مقرها بالعاصمة المنامة.

حضر الفعالية السفراء العرب المعتمدون لدى المملكة، على رأسهم عميد السلك الدبلوماسي، السفير القطري الشيخ عبدالله بن ثامر آل ثاني، وعدد من السفراء الأجانب، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين، ورئيس وفد التضامن البحريني لفلسطين والقدس الشيخ علي مطر، وشخصيات اعتبارية فلسطينية وبحرينية.

وأكد سفير فلسطين لدى مملكة البحرين طه عبد القادر، في كلمته خلال المهرجان، أن ذكرى النكبة تحل هذا العام وما زال شعبنا الفلسطيني متمسكاً بحقه المشروع دولياً بالعودة إلى وطنه وأرضه، الذي أجبرته العصابات الصهيونية على الهجرة منها، بفعل ممارسات تلك العصابات من قتل ومجازر جماعية ودمار وإرهاب منظم، ما زالت تمارسه إسرائيل بحق شعبنا حتى الآن.

ونوه عبدالقادر الى أن شعبنا وقف رافضاً للاحتلال وفجر الثورة تلو الثورة، وما زال يواصل نضاله من أجل استعادة حقه في وطنه، وفقا للقرارات الدولية، فشعبنا الذي خرج في ظروف صعبة جدا لم يألُ جهدا للعودة إلى مدنه وقراه.

وحيا سفراء الدول العربية والحضور قائلاً: «وها نحن نلتقي لنتذكر ما حصل وإياكم، نشد أزرنا بكم ونضمد جراحنا معاً، رغم كبر الهّم ورغم كل الظروف، مقسمين مرددين إننا لن نتوقف عن نضالنا ولن نتوقف عن عطائنا».

كما وجه التحية لشعبنا في الوطن والشتات، وللقيادة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، على مواقفه النضالية وحنكته السياسية التي وضعت الاحتلال في موقف محرج لدى مؤسسات الأمم المتحدة والرأي العام العالمي، «في مسعانا المتواصل لانتزاع العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة».

من جانبه؛ أكد مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج، نجيب فريجي بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ١٨١ الذي اقترح تقسيم الإقليم الخاضع للانتداب إلى دولتين، «لذلك فإن إقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام إلى جانب دولة إسرائيلية تنعم بالأمن أمرٌ طال انتظاره، وقد أصبحت الحاجة إلى حل هذا الصراع أكثر إلحاحاً في ظل التحولات التاريخية التي تحدث الآن في أرجاء المنطقة برمتها».

وأوضح «أن الأمم المتحدة تتطلع إلى أن تجنح إسرائيل كطرف محتل وكل الأطراف المعنية إلى السعي الجدي والفعال لبلوغ اتفاق على حل قائم على وجود دولتين، يمكن أن يفتح آفاقا لمستقبل أكثر إشراقا للأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين، ويضع حداً للاحتلال الذي بدأ عام ١٩٦٧، ويجب أن تنبثق القدس من المفاوضات باعتبارها عاصمة الدولتين، مع وضع ترتيبات للأماكن المقدسة تكون مقبولة لدى الجميع، ويجب التوصل إلى حل عادل ومتفق عليه لملايين اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في جميع أنحاء المنطقة».

وأثنى فريجي على أداء القيادة الفلسطينية قائلاً: «بوسعنا وبكل ثقة أن نثني على الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء سلام فياض، على نجاحهما في صعيد بناء مؤسسات الدولة ونيل الاعتراف بها، وينبغي مواصلة هذه الجهود ودعمها»، معتبرا قيام إسرائيل بتعليق تحويل مستحقات السلطة الوطنية من التعريفات الجمركية والضرائب أمرا يُنذر بتقويض هذه المكاسب، «لذا يجب تحويل هذه الإيرادات إليها من دون تأخير».

بدوره، أكد سفير جمهورية مصر العربية لدى مملكة البحرين أشرف حربي أن ٦٤ عاما تمر على أسوأ نكبة تعرّض لها شعب من شعوب الأرض، حيث يتذكر الفلسطينيون في هذا اليوم احتلال معظم أراضيهم وطرد ما يزيد على ٧٥٠ ألف فلسطيني تحولوا إلى لاجئين، وتدمير نحو ٤٢٢ قرية فلسطينية وإزالتها عقب تحويلها إلى منشآت إسرائيلية تحمل أسماء عبرية.

وقال إنه رغم أن حق العودة للاجئين الفلسطينيين مثبت في العديد من المواثيق الدولية إلا أنه لم يتم تنفيذه بعد، فيما تشهد ذكرى النكبة هذا العام تعثر العملية السلمية بتوقف عملية المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، التي وصلت إلى عامها التاسع عشر منذ اتفاقية أوسلو بينما تستمر عجلة الاستيطان في الدوران.

وشدد على أن مصر أكدت خلال هذا العام أن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني راسخة وثابتة لبلاده، دولة وشعباً، وخاصة في أعقاب التحولات السياسية الكبرى التي شهدتها، معبراً عن اعتزازه بما حققته الدبلوماسية المصرية خلال العام من مشاركة في السعي لتحقيق عملية المصالحة الفلسطينية، وفي المشاركة في الجهود التي توجت بإعلاء العلم الفلسطيني في منظمة اليونسكو، كما أن مصر لن تدخر جهدا لتأييد كل المساعي لتحقيق الحلم الأكبر بالاعتراف الكامل بفلسطين داخل أكبر منظمة دولية في العالم.

واختتم السفير حربي كلمته بتأكيد أن حقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته كانت محل تأييد ودعم كاملين من كافة الحكومات المصرية، داعياً للتأكيد والدفع نحو تحقيق الحلم الأكبر بقيام الدولة الفلسطينية على أرضها ونيل شعبها حقوقه المشروعة.

من جهته، تحدث سفير الجمهورية التونسية زين العابدين التراس، عن واقع الاحتلال الإسرائيلي والشعب الفلسطيني بالأرقام التي تؤكد هشاشة هذا الاحتلال وتبرز صمود ونضال الشعب الفلسطيني، مؤكداً «أن شعب فلسطين كاد أن يبلغ أعلى المستويات في كل المجالات، وفي المقابل فإن نسبة البطالة في إسرائيل وصلت سنة ٢٠١١ إلى ٧,٩%، وتخصص إسرائيل سنويا للدفاع ولتعزيز أمنها ما يتجاوز الـ ١١مليار دولار، وإن من غادروا إسرائيل منذ سنة ٢٠٠٨ بلغوا مليون إسرائيلي، ومن يغادروا إسرائيل يسألوا أنفسهم، كيف تحملنا البقاء في إسرائيل كل هذه الفترة؟! فيما أثبتت الإحصاءات أن الإسرائيليين أكثر شعوب الأرض اكتئاباً».

وأكد السفير التراس أن المجتمع الإسرائيلي أصبح يقر بصمود ونضال الشعب الفلسطيني على أرضه، مستشهداً بقول الكاتب الإسرائيلي داني روبنشتاين الذي قال «إن مما أعجب منه أن كل شعوب العالم تعيش داخل أوطانها إلا الشعب الفلسطيني فإن الوطن يعيش بداخله».

بدوره، قال رئيس الوفد التضامني البحريني لفلسطين والقدس الشيخ علي مطر، الذي وصل قبل أيام الى البحرين على رأس وفد، عائداً من فلسطين عقب زيارة تضامنية لها، «كنا نتوقع أننا ذهبنا لدعم إخواننا وإذ بنا نجد أن الفلسطيني هو الداعم لنا، وهم أهل الرباط وأهل الصبر، رأينا فيهم الدعم والصبر وحقيقة تعلمنا من الفلسطينيين والمقدسيين الصبر والصمود، حيث إننا ذهبنا من أجل تقديم الدعم المعنوي، لأن إخواننا في فلسطين يعيشون في وضع وعزلة لا يخفيان على الجميع، ونستطيع القول إنهم في سجن كبير وقد أحسسنا بمعاناتهم أثناء دخولنا وانتقالنا في الأرض الفلسطينية جراء الجدران العنصرية التي أقيمت».

وناشد الشيخ مطر الأمم المتحدة والدول العربية والدول الصديقة العمل الحقيقي للمساعدة في إقامة الدولة الفلسطينية، «فالشعب الفلسطيني يريد الاستقلال وإقامة وإعلان دولته، ولكنها لم تقم بسبب الجدران العنصرية وحواجز التفتيش والطرق المغلقة بين المدن، إضافة إلى سياسة التهجير والمضايقة والاستفزاز».

وتطرق إلى الفتاوى التي تحرم زيارة المسجد الأقصى قائلاً: «أنا أتعجب والكل يعجب لهؤلاء الذين يقولون إن الاحتلال يفرح لزيارة العرب، وهذا غير صحيح، فعلى الحدود وجدنا التعطيل، وحاول الاحتلال منعنا من الصلاة في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، وبعد تدخل جهات عديدة سمحوا لنا بدخول القدس مدة ساعات قليلة فقط، لم نتمكن خلالها إلا من صلاة الظهر والعصر والمغرب، حيث كنا نتمنى أن نصلي العشاء أيضاً ولكن لم تتحقق تلك الأمنية، وكان لا بد لنا أن نغادر قبل الساعة العاشرة، وبعد كل هذه المعاناة مع الاحتلال، يقولون إن المحتلين يرحبون بالعرب والمسلمين ويفرحون بهذه الزيارات، ونحن نؤكد أنهم لا يفرحون بها أبداً».

وأوضح الشيخ مطر أن الوفد، خلال تجواله في مدينة القدس المحتلة، لمس أن الكثير من المقدسيين ومن غيرهم يعانون من عزلة ومن سجن كبير، «وجاء العرب وفرضوا عليهم سجنا آخر بمقاطعتهم لإخوانهم الفلسطينيين ولمقاطعتهم للمقدسيين وللمسجد الأقصى»، مؤكداً أن «هذا لا يكون ولا يمكن أن يكون مع الاحترام لبعض المواقف السياسية ولبعض الفتاوى وغيرها الموجودة على الساحة، وهي ربما تكون كثيرة ولكن في المقابل هناك فتاوى ومواقف سياسية أخرى تجيز بل توجب على الإنسان شرعاً أن يتواصل مع إخوانه في فلسطين، فالتواصل مع إخواننا إن كانت زيارة المسجد الأقصى سنة مستحبة، ولكن زيارة إخواننا في فلسطين وزيارة المقدسيين ودعمهم مادياً ومعنوياً هذا واجب وأن نواسي إخواننا في فلسطين هذا أيضاً واجب، فليس المهم أنني دخلت بأي طريقة كانت، المهم أن أصل الى أخي في سجنه. ولا يضر أن أمر بالسجان أو أمر بالجلاد وبتصريح منهم».



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة