روما - (د ب أ): اعلن السودان أمس السبت ان استئناف المفاوضات مع دولة جنوب السودان بشأن القضايا العالقة بينهما رهن بالتزام الجنوب بالترتيبات الامنية. وصرح وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي في حوار مع وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء أن عودة بلاده ودولة جنوب السودان إلى المفاوضات تعتمد على مقدرة الوسيط الإفريقي ثابو مبيكي في الحصول على التزام قاطع من الجنوب بالتفاوض على الترتيبات الأمنية.

واشار إلى أن مجلس الأمن الدولي جعل الملف الأمني من ضمن الأولويات. وقال رئيس الدبلوماسية السودانية «وجود هذا الملف غير المحسوم لا يفيد العلاقات بين البلدين، فهو يطغى على أي إتفاق حول المصالح والمواطنة والحدود وحتى على قضايا أخرى مثل الديون». وأكد «لا فرصة للتحرك قدماً دون الملف الأمني» معربا عن «الأمل بأن يتحقق هذا الأمر قريبا».

وأضاف «لقد بدأنا سابقا العمل في تنفيذ الملف الأمني، وإذا كان هناك التزام بين الدولتين لوقف العدائيات وضغط من جانب مجلس الأمن لسحب القوات والامتناع عن دعم المجموعات داخل الأراضي في البلدين، فان هناك فرصة للرئيس (الجنوب إفريقي السابق) مبيكي للتحرك في حال وضع كل هذه المسائل على الطاولة».

ونوه وزير الخارجية السوداني بأن «الحرب ليست هي الخيار بالنسبة للسودانيين»، وقال «السلام هو الخيار، ونحن لا نزال نحرص على السلام. كان من الأفضل أن نخوض الحرب عندما كان الجنوب لا يزال جزءا من السودان». كان مبيكي رئيس وفد الالية الرفيعة التابعة للاتحاد الافريقي الذي يزور الخرطوم حاليا قد عقد لقاءاتٍ مع رؤساء اللجان وأعضاءِ وفدِ الحكومة السودانية للتفاوض مع دولِة جنوب السودان ذلك بهدف الاتفاقِ على وضعِ جدولٍ زمني مقترح سيعرض على قيادتي البلدين. وذكرت وكالة انباء السودان (سونا) ان الرئيس السوداني عمر حسن البشير سيلتقي اليوم السبت وفَد الالية الرفيعة التابعة للاتحاد الافريقي برئاسة ثابو مبيكي.

يشار إلى انمبيكي والوفد المرافق له قد وصلا إلى الخرطوم يوم الخميس في إطار الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات بين السودان وجنوب السودان حول القضايا العالقة بينهما والتي تشمل الحدود وعائدات النفط ومنطقة ابيي الغنية بالنفط.

وسيتوجه وفد الآلية الأفريقية إلى عاصمة جنوب السودان جوبا اليوم الاحد في إطار جهوده لاستئناف المفاوضات بين الطرفين وسيعود إلى الخرطوم يوم الثلاثاء المقبل للقاء الرئيس السوداني مرة اخرى ومن ثم يعلن وفد الآلية عن نتائجِ مشاوراته بكلٍ من الخرطوم وجوبا والجدولِ الزمني لاستئناف المفاوضاتِ المرتقبه، بحسب سونا.

كانتدولتا السودان وجنوب السودان خاضتا اشتباكات حدودية بشأن منطقة هجليج الغنية بالنفط مطلع إبريل ٢٠١٢ واحتلتها قوات جنوب السودان لعدة ايام قبل الانسحاب منها لاحقا.