الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٧ - الاثنين ٢١ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٣٠ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

المال و الاقتصاد

الباكر يؤكد خلال مؤتمر للصناديق الاستثمارية الإسلامية
١٠٠ صندوق مسجل بالبحرين قيمتها ١.٧ مليار دولار





بلغ حجم الصناديق الاستثمارية الاسلامية المسجلة بالبحرين حتى نهاية ٢٠١١، ١٠٠ صندوق تقدر موجوداتها بـ ١,٧ مليار دولار امريكي، وتستقطع ٢٠% من إجمالي الصناديق الاستثمارية (التقليدية والإسلامية) الموجودة بالمملكة حتى اليوم، وتعد غالبيتها استثمارات مرتبطة بسوق الصكوك واسهم الشركات المتوافقة مع الشريعة الاسلامية، وتسجل الصناديق الإسلامية نموا سنويا بنسبة ١٥%.

أكد ذلك المدير التنفيذي لإدارة الرقابة على المؤسسات المالية في مصرف البحرين المركزي عبدالرحمن الباكر على هامش المؤتمر العالمي السنوي الثامن لصناديق الاستثمار والأسواق المالية الإسلامية، وقال حاليا «هناك أكثر من ٥٠٠ صندوق استثماري آخر تتوافق أعمالها مع مبادئ الشريعة الإسلامية في المنطقة انطلقت ثلثها خلال السنوات السبع الماضية فقط، الأمر الذي يشير إلى نمو كبير خلال السنوات الخمس الماضية».

وأضاف «تشير التقديرات إلى أن سوق الصكوك العالمي تجاوز ٢٠٠ مليار دولار كما في نهاية الربع الأول من هذا العام».

وقال الباكر «لقد شهد عام ٢٠١٢ انتعاشا في أسواق الصكوك العالمية بسبب الانتعاش التدريجي للاقتصاد العالمي، والإقبال المتزايد من قبل المستثمرين على الصكوك».

وأضاف «لقد فاق حجم إصدارات الصكوك التي تمت خلال الربع الأول من ٢٠١٢ كل التوقعات، إذ أصدرت الولايات المتحدة رقما قياسيا بلغ ٤٣ مليار دولار، هذا هو تقريبا ضعف متوسط كمية الصكوك الصادرة في أي جهة معينة في السنة الماضية، وتمثل نصف مجموع المبالغ من الصكوك الصادرة في جميع أنحاء عام ٢٠١١».

تقوية سوق رأس المال

وأشار الباكر خلال المؤتمر الذي تستضيفه البحرين على مدى يومين، بمشاركة نخبة كبيرة من قادة الفكر والمشرعين واللاعبين الرئيسيين في مجال صناعة الاستثمارات والصناديق الإسلامية على الصعيد العالمي، أشار إلى أن «المصرف المركزي يهدف من خلال مثل هذه المبادرات إلى جعل سوق رأس المال الإسلامي أكثر عمقا وجاذبية، ومع ذلك، فمن المهم التأكد من أن صناديق الاستثمار الإسلامية وقطاع الاستثمار يمتلك أسس متينة وقوية من أجل التنمية والنمو في المستقبل».

وقال «إن اغلب النقاط المطروحة تتمثل في كيفية تطوير صناعة الصناديق الاسلامية، الحوكمة، الشفافية، الصناديق الاستثمارية العقارية، وهي طرح العقار عن طريق الاسهم، بالإضافة إلى نوع جديد من الصناديق الخاصة المطروحة للعوائل ذات الملاءة العالية، زيادة الإنفاق على الابحاث والتدريب، وتوفير مجموعة متكاملة من الصناديق الاستثمارية التي تلبي مختلف فئات المستثمرين».

وعلى الرغم من أزمة الائتمان الأخيرة والتباطؤ الاقتصادي العالمي، فإن احتمالات النمو في أسواق الأوراق المالية الإسلامية تبدو إيجابية، ويمكن أن يعزى هذا الاتجاه الإيجابي إلى التوسع السريع والمتزايد للأسواق المالية الخليجية، فضلا عن الانتشار الجغرافي للمنتجات الأوراق المالية الإسلامية والخدمات التي ملحوظا سجل النمو في أوروبا وآسيا المحيط الهادئ، وشمال إفريقيا والطاقة الغنية في آسيا الوسطى الولايات.

نمو هائل للصكوك الإسلامية

وخلال كلمته في المؤتمر، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة لوكسمبورج للتمويل فيرناند جرولمز: لقد كان ٢٠١١ عاما مزدهرا بالنسبة لصناعة إصدار الصكوك، حيث تم إصدار صكوك بقيمة ٨٥ مليار دولار أمريكي، وهو ما يعادل مرتين ونصف المرة من قيمة الصكوك التي تم إصدارها قبيل الأزمة المالية عام ٢٠٠٧ والتي تقدر بنحو ٣٣ مليار دولار أمريكي.

وتشير هذه الزيادة الضخمة إلى أن أسواق رأس المال الإسلامية عادت إلى صدارة المشهد مرة أخرى، ومع ذلك، ينبغي علينا وضع هذا الرقم الكبير في السياق الخاص به، ففي أسواق الدين التقليدية، وفي عام ٢٠١١، تم إصدار صكوك بقيمة ٥,٤ تريليون دولار في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وكانت سوق الصكوك في عام ٢٠١١ مدفوعة إلى حد كبير بالسوق الماليزية.

الشفافية عنصرا لزيادة النمو

وأضاف «لم يعد التمويل الإسلامي مقصورا على البلدان التي بدأ فيها، أو على أوائل الشركات التي تبنته، وتتمثل إحدى العقبات الرئيسية لتحقيق انتشار وتواجد هذه الصناعة على الصعيد العالمي في انعدام الشفافية في المناطق التي تقوم بتطوير هذه المنتجات، وينعكس عدم وجود مجموعة متناسقة من القواعد القانونية في الأسواق في عدم الكفاءة وعدم اليقين وزيادة الوقت لدخول السوق وزيادة التكاليف، وهي العناصر التي لا تحبذها الأسواق».

ومن أبرز ما شهده المؤتمر العالمي السنوي الثامن لصناديق الاستثمار والأسواق المالية الإسلامية جلسة (مناظرات القوة) الإبداعية التي قادتها شخصيات تحظى باحترام دولي من الرؤساء التنفيذيين وصانعي القرار وكبار القادة في هذه الصناعة، والتي أقيمت تحت إشراف مدير التمويل الإسلامي العالمي ومنظمة المؤتمر الإسلامي، في وكالة تومسون رويترز السيد رشدي صديقي، كما يشارك في الجلسة الرئيس التنفيذي لمؤسسة سي. آي. أم. بي. برينسبال لإدارة الأصول الإسلامية السيد داتوك نوريباه كامسو، والسيد فيرناند جرولمز الرئيس التنفيذي لمؤسسة لوكسمبورج للتمويل، والسيد كين أوينز رئيس جمعية صناعة الصناديق الأيرلندية، والدكتور صلاح الدين عبدالقادر سعيد، المدير العام للائتمان والمخاطر في البنك الإسلامي البحريني.

توقعات زيادة الطرح هذا العام

من جانب آخر، أشار المدير التنفيذي للمؤتمر ديفيد ماكلين إلى أنه في ظل البداية القوية التي حظيت بها أسواق الصكوك بالفعل في عام ٢٠١٢، تشير التقارير الأخيرة إلى أنه ستكون هناك زيادة كبيرة في الإصدارات خلال هذا العام.

وقال «وصلت إصدارات الصكوك في الربع الأول من عام ٢٠١٢ بالفعل إلى ما يقرب من ٤٣ مليار دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم، وهو ما يقرب من نصف إجمالي الإصدارات في عام ٢٠١١».

وتوقع أن يشهد شهر مايو ٢٠١٢ انضمام مناطق جديدة للأسواق المالية الإسلامية ولاسيما من منطقة آسيا والمحيط الهادئ ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ونظراً للبنية التحتية القوية وحجم الإنفاق الكبير على التنمية الاجتماعية في هذه الأسواق الرئيسية بالإضافة إلى ظروف سوق السندات التقليدية العالمية الصعبة، تسعى شركات الإصدار في السوق إلى تنويع مصادرها والتحول إلى مصادر التمويل البديلة الأخرى.

وأضاف: نظرا لاستمرار مستوى السيولة داخل قاعدة المستثمرين الإسلامية بشكل عام، تعتبر أسواق الصكوك الإسلامية آخذة في الظهور كبديل أكثر جاذبية وفعالية.

عوائد الصناديق على الاستثمارات

واوضح المدير العام للائتمان والمخاطر لدى البنك الإسلامي البحريني صلاح الدين عبد القادر سعيد، ان الاهتمام العالمي المتزايد بقطاع التمويل الإسلامي، وبخاصة الصكوك، فرصة فريدة لصناعة التمويل الإسلامي لتقوم على نحو فعال وكفؤ بتوجيه مجموعة كبيرة من الأموال الفائضة نحو فرص الاستثمار المنتجة واسعة النطاق داخل وعبر الاقتصادات الناشئة.

وقد يسرت أسواق الصناديق والاستثمارات الإسلامية فرصة جمع الأموال من قبل الشركات، في الوقت الذي وفرت فيه للمستثمرين مجموعة من الأدوات للاستثمار، وهو ما سهل بالتالي جمع وتخصيص الأموال اللازمة لإقامة الأنشطة الاقتصادية المنتجة، التي تتجاوز الحدود المحلية.

علاوة على ذلك، تستمر فعاليات المؤتمر العالمي لصناديق الاستثمار والأسواق المالية الإسلامية في الحادي والعشرين من مايو، وسيشهد المؤتمر جلسة حصرية حول آراء وتطلعات شركات الإصدار بقيادة شركات التمويل المؤسسي الجديدة الرائدة، حيث يترأس نقاشات الجلسة التفاعلية، النائب الأول للرئيس لشؤون الخزانة بـمجموعة ماجد الفطيم دانيل فيتشي، والمدير المالي بشركة المراعي بول غاي، ورئيس قسم التوظيفات المالية، إتش إس بي سي المملكة العربية السعودية منى الطويل، وتهدف الجلسة إلى بناء زخم إضافي لتعزيز أهمية أدوات التمويل الإسلامي المختلفة وبالأخص الصكوك في مجال التمويل المؤسسي.

جوائز على هامش المؤتمر

وعلى هامش المؤتمر، اختيرت مؤسسة (سي. آي. أم. بي) برينسبال لإدارة الأصول الإسلامية كأفضل مؤسسة استثمار إسلامي للعام الحالي من قائمة مختصرة من المرشحين عبر عملية تصويت مرتكزة على الصناعة.

ويأتي ترشيح مؤسسة (سي. آي. أم. بي) برينسبال لإدارة الأصول الإسلامية في ضوء الأداء الاستثماري المنضبط ورفيع المستوى الذي حققته صناديقها الاستثمارية، حيث نجحت المؤسسة في توفير عروض استثمارية مميزة مرتكزة على أفضل الممارسات في مجال إدارة مخاطر الاستثمار ورقابة المخاطر، كما يعكس تتويج مؤسسة سي. آي. أم. بي. برينسبال لإدارة الأصول الإسلامية بهذه الجائزة المبادرات الرائدة التي اتخذتها المؤسسة ومكنتها من استحداث العديد من المقومات الاستثمارية في السوق.

وقد قدم المدير التنفيذي لرقابة المؤسسات المالية في مصرف البحرين المركزي عبدالرحمن محمد الباكر الجائزة إلى الرئيس التنفيذي لمؤسسة سي. آي. أم. بي. برينسبال لإدارة الأصول الإسلامية السيدة داتوك نوريباه كامسو، بي. برينسبال لإدارة الأصول الإسلامية بعرض حلول الاستثمار الإسلامي التي تلبي تطلعات واحتياجات المؤسسات الاستثمارية العالمية، اعتبرت خلاله أن استلامنا لجائزة أفضل مؤسسة استثمار إسلامي للعام، والتي تعتبر أحد أهم الجوائز في مجال صناعة الاستثمارات والصناديق الإسلامية العالمية، اعترافا بهذا الالتزام وتقديرا لتميزنا. كما تمثل هذه الجائزة حدثا هاما في ضوء رؤيتنا الرامية لأن نكون الاختيار الاستثماري الجدير بالثقة.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة