الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٧ - الاثنين ٢١ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٣٠ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مصارحات


هذه مصر.. لمن لا يعرفها!





تأبى مصر إلاّ أن تكون روح هذه الأمّة، فيها يُطرد الخَبث، ويُقطع دابر كل شر، وتستأصلُ كل فتنة.

يعلم الجميع أنّ مصر بعد الثورة تعيش صراعات وفوضى مجتمعية مختلفة، وهي نتيجة طبيعية لتاريخ من الاستبداد والفساد الذي أنهكها، وأفسد نفوس وأخلاق بعض أبنائها.

«أمّ الدنيا» عادت وستعود إلى الريادة، فهي التي أخرجت لهذه الأمّة رجالاً صنعوا نهضتها وتراثها الأدبي والثقافي والتعليمي، كما كان لغيرهم دور في نشر الوعي الديني ومحاربة الاستبداد والظلم.

مصر التي أخرجت المصلحين الدينيين والسياسيين عبر تاريخها، ها هي تعود من جديد، لتثبت أنّ أرض الكنانة قد تمرض لكنّها ستظلّ ولاّدة.

تخوّف الجميع من المحاولات الإيرانية لنشر الفتن المذهبية في مصر، حيث كانت وما زالت الأيادي الإيرانية الخبيثة تعيث في مصر الفساد، عبر محاولة استغلال البعض هناك، لتضرب بهم كل وحدة، ولتشوّه بهم كلّ اتفاق.

بالأمس حذر الأزهر الشريف من إقامة أي «مساجد طائفية لمذهب مخصوص أو فئة بعينها» عن سائر الأمة، لتشق الصف وتهدد الوحدة الروحية والاجتماعية لمصر وشعبها.

البيان الذي صدر بالأمس عن مشايخ مصر بجميع فئاتهم وانتماءاتهم، يؤكّد أنّهم واعون للمخططات الساعية لعزل مصر عن محيطها، ومحاولة بذر الفتن فيها، لتحقيق أجندات إيرانية لا تخفى على ذي لب.

في بيان آخر، أدان علماء الأزهر تطاول إيران على الوحدة الخليجية، حيث صرّح عضو جبهة علماء الأزهر، الدكتور محمد البري، بان الوحدة بين الدول الخليجية فرض عين في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة.

ممثل جبهة الأزهر أكد أنّه يتعيّن على مصر أن تقف داعمة للدول الخليجية في اتحادها ضدّ من يحاول النيل من مشروعها الاتحادي، منتقداً في الوقت ذاته الأطماع الإيرانية في المنطقة.

في ظنّي المتواضع أن تلك التحركات الأخيرة لها دلالة واضحة، وهي أنّ النظام الإيراني لم يعد لديه ما يخفيه، وها هي فضائحه تتوالى، وطوابيره يتعرّون يوماً إثر يوم.

هذا الوعي الديني الذي يأتي من أعلى السلطات الدينية في مصر، يأتي بعد أيام من استنكار منسق المجلس الأعلى للثورة المصرية «ايهاب عمار» قيام الإعلام المصري بفتح أبوابه لممثلي من يسمّون «المعارضة» البحرينية، حيث وصفهم بأنهم «ممثلو الحراك الطائفي...» على أرض البحرين!

وقد طالب في ذات البيان وزير الإعلام بمنع ظهور أولئك في وسائل الإعلام المصرية، كما طالب وزير الداخلية باتخاذ كل الإجراءات لإبعادهم عن البلاد.

ولكم أن تتذكّروا ان مصر قد رفضت دخول نبيل رجب الى أراضيها قبل فترة، كما رفضت جماعة الإخوان المسلمين قبل ذلك استقبال وفد الوفاق وبناتها، وكلّ ذلك رفضاً للفتنة وأصحابها.

ما يسهّل تلك الإجراءات هو أنّ السفارة الإيرانية وممثلّي قناة العالم التي أغلق مكتبها هناك مؤخرا، هم من كانوا يمهّدون الطريق لهم هناك، وهي فضيحة أصبحت الوفاق تجاهر بها، ويكفي تنفيذهم لأوامر ولي الفقيه الإيراني الأخيرة بالتظاهر ضدّ الاتحاد الخليجي، ليعرف المرء حجم وموقع الولاء والانتماء!

هذه مصر العظيمة، كما عهدناها قويّة أبيّة، يترقّب الجميع انتخاباتها بعد أيّام وكلّنا يدعو لها:

اللهم ولِّ على أهل مصر خيارهم، واصرف عنهم شرارهم، وأعدها إلينا قويّة بعزّ الإسلام والمسلمين



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة