الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨٥ - الثلاثاء ٢٩ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٨ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بعض من العادات والتقاليد القديمة
عادات سادت ثم بادت مع مرور الزمن الفراغ والرهانات بين الناس





الرهانات كانت كثيرة ومتنوعة منها الخفيف ومنها الثقيل, فمثلا تجد مجموعة من الأدولاد وحتى الرجال يتراهنون على زجاجات النامليت, يعني طاش ما طاش وإذا ما أصابك الراش فاعلم أنك خاش باش (رحم الله خليفة حسن قاسم) أما الثقيلة منها فهو أنه يروي أن جماعة تراهنوا على أن من يذهب إلى المقبرة ليلا ويغرس مسمارا كبيرا في أحد مداخل أو أطراف المقبرة كدليل على وصوله وصدقه يعطي أربع آنات, وافق واحد منهم وذهب ليلا إلى المقبرة وهو ينتفض ويرتعد من الخوف والرعب وهو في طريقه، لكنها الآنات الأربع التي عجلت بذهابه حتى وصل إلى أول نقطة من مدخل المقبرة التي كانت غير مسورة في ذلك الوقت فضرب المسمار وهو في عجالة من نفسه وخوف شديد إلا أن المسكين وبسبب اضطرابه المتواصل ودقات قلبه السريعة ضرب المسمار على طرف ثوبه بدون أن يشعر وعندما هم بالرجوع شعر أن أحدهم طلع عليه من القبور وأسقطه على الأرض وهكذا عندما تأخر في الرجوع ذهب إليه ربعه ووجدوه ملقى على الأرض من دون حراك والسبب الرهبة والخوف الشديدان من ظلمة المقبرة, لكن جماعته أكرموه وزادوه بيزتين.

المطوع وختم القرآن

كان المطوع (معلم القرآن) يأخذ من كل صبي بيزتين كل يوم خميس تسمى (الخميسية) نظير تدريسه القرآن الكريم أما إذا وصل الولد إلى مرحلة ختم القرآن فذلك اليوم له شأن كبير, حيث يحدد يوم يطلع فيه المطوع والولد خاتم القرآن وبقية الدارسين معه وكذلك بعض من أفراد عائلته وعلى رأسهم والدته ويبدأون في المرور على البيوت من بيت إلى آخر ومن فريج إلى فريج آخر وهم يرددون نشيد الختمة:

الحمد لله الذي هدانا للدين والإسلام اجتبانا

إلى آخر القصيدة أو النشيد وأصحاب البيوت الذين تطرق أبوابهم يقدمون إلى المطوع ما تجود به أياديهم من البيزات بينما الصبي (الخاتم) ممسك بسيف ذهبي في يده ولابس زبون مزركش وغترة شال وشطفة ذهبية الشكل أيضا بينما يدوس على نعال من النوع اللي يصرصر طبعا كل هذه المواد أو الألبسة تستعار من بعض بيوت الشيوخ, وما إن ينتهون من لدواره والمرور من داعوس إلى آخر حتى يصبح لدى المطوع حصيلة من البيزات. أليس هو الذي تعب وجد واجتهد في تعليم الولد القرآن الكريم ليس هذا كل شيء بل ان بعض العائلات الميسورة تمده بشيء من المال أو الهدايا القطنية.

خسوف القمر والحوتة

جرت عادة الناس في ذلك الزمن الماضي أن يخرجوا من بيوتهم رجالا ونساء وأطفالا وهم في مجموعات كبيرة, أي أن الفريج بأكمله يخرج عند خسوف القمر وهم يكبرون ويهللون ويسألون الله الرحمة والمغفرة, وأن يرد القمر إلى حاله بينما هم في الوقت نفسه يلعنون (الحوتة) التي بدأت (كما يعتقدون) تأكل القمر بينما تسمع في الوقت نفسه رنين الهاونات (الهاون) وبصوت مرتفع في كل بيت تستمر هذه الجموع الكبيرة في السير بين فرجان ودواعيس المحرق وهم في خوف ووجل من ذلك المشهد العظيم, لكن ألسنتهم لا تقف حتى لحظة عن ذكر الله والصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم حتى يعود القمر إلى طبيعته, إنه آية من آيات الله الكبرى.

وكما قلت في بداية الحديث إنها عادات وتقاليد سادت ثم بادت, أما (الحوته) فيعتقدون أنها حيوان كبير؟ خرافة من خرافات أيام زمان.







































.

نسخة للطباعة

خطاب مفتوح إلى بان كي مون

السيد بان كي مون، السكرتير العام للأمم المتحدة.بداية، إننا ندين التصريح الشاذ الذي أدلت به رئيسة مجلس ... [المزيد]

الأعداد السابقة