التخطيط لمواجهة الطوارئ في المسابقات الرياضية
 تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٩ مايو ٢٠١٢
بقلم: يحي على المجدمي
عندما تقوم مجالس الإدارة لأي ناد أو اتحاد أو أي مؤسسة شبابية رياضية بوضع أهدافها وخططها لمسيرة الشباب والرياضة فان القائمة حتما ستشمل التخطيط لمواجهة الطوارئ (contingency) والتي تغطي المشاكل المحتمل حدوثها أثناء سير عملية البرامج الشبابية والرياضية هناك مثلا: التسيب المفاجئ في عدد اللاعبين أو الإداريين أو الفنيين أو عند هبوط المستويات أو النتائج أو عند نفاذ الميزانية لأسباب غير متوقعة ولدعم هذه القواعد الأساسية في المنشأة الشبابية والرياضية لابد من وجود الكفاءات الإدارية والمؤهلة أكاديميا حتى تصل الفكرة باحتراف إلى المجموعة برمتها لذا فمن الأهمية إن تكون هذه الكوادر متواجدة في مجالس الإدارة أو الاستعانة بها عند رسم الخطط والأهداف والتخطيط لمواجهة الطوارئ وهي إحدى مقومات الإدارة الشبابية والرياضية فهي ضرورية لمواجهة الحالات الطارئة ولا بد أن تكون خطة الطوارئ مرجعا جاهزا يستخدم لمنع أو تقليل احتمال وقوع الحدث الرياضي المزعج أو المؤثر في عملية البرنامج الشبابي والرياضي فالخطة السيئة تكون أسوأ من عدم وجودها بالمرة وينبغي إن تحتوي الخطة على كّم من المعلومات التي يمكن الوصول إليها بسهولة ويسر وفي المقابل تكون سهلة وبسيطة التنفيذ ويمكن التعامل معها في أسوأ الظروف، علما بأن الظروف على الساحة الشبابية والرياضية تتغير بسرعة لان هناك تداخلات وإغراءات محلية وإقليمية وأحيانا دولية، وللتقنية والأنظمة والقوانين دور للوقوع في الطوارئ لذا فان عملية التدريب والتجربة الوهمية للخطة مع الإداريين والفنيين واللاعبين والأعضاء مهمة جدا ويجب تنفيذها بين فترة وأخرى لتنعش الجميع ولتنفذ بدون تردد.
تقف الرياضة اليوم بأنواعها المختلفة بجانب الاقتصاد وكثيرا ما تستثمر عند استقطاب الجماهير وعشاق المسابقات الرياضية والدعاية والإعلام فأصبحت أهميتها ملموسة وتتنافس عليها دول عالمية نظرا لتغلغلها في حياة الشعوب والأنشطة الإنسانية التي تعمل على تحديد وتحقيق الأهداف والطموحات في الدولة المتألقة في أي نشاط رياضي، والرياضة بأنواعها المختلفة وأهميتها لم تكن تعني شيئا لو لم تصقلها القيادات السياسية في بلدان العالم وتخرجها إلى حيز المنافسات الدولية، وجاءت الرياضة لتنعش الأجواء، وظلت الرياضة تحتفظ بقوتها ورونقها وجدارتها وجاء هذا التفسير المنطقي في مكانه ووضعت الحلول الصحيحة وظهرت أفكارها المعنوية كمنقذ للسلم والسلام والتعايش بين شعوب الأرض. إن الرياضة الجزء الأمثل لأركان الحياة فالمحافظة عليها تكون في وضع الخطط والاستعداد عند حدوث الطوارئ.
فالرياضة المحصنة بخطط متعددة ومنها خطة الطوارئ هي بحد ذاتها ثقافة علمية لا يمكن التفريط فيها بمجرد تعرضها لحوادث عابرة بَيدَ أن الاهتمام الصحيح اليوم هو رعاية الشباب والرياضة ومن هذا المنطلق عملت اللجنة الاولمبية البحرينية برئاسة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على تطوير التدريب في المجال الإداري والفني للشباب والرياضة وعملت مع الأكاديمية الأمريكية للرياضة ودرست ودربت عددا كبيرا من الرياضيين والإداريين حتى تم مؤخرا تخريج أكثر من ٣٣ رياضيا بدراسة استغرقت ٣ سنوات والحصول على الدبلوم العالي في الإدارة الرياضية كما أن هناك العديد من الدراسات والدورات التي يقوم بها معهد التدريب والتطوير الرياضي في هذا الجانب الشبابي الرياضي الحيوي في عدة مناسبات ليكون المعهد وسيلة للوصول إلى الغايات في التقدم والتطور والإنتاج والمنافسة وتحقيق النتائج الجيدة على طول خطوط الحركة الشبابية والرياضية فأدركها المسئولون عن الشباب والرياضة بعملية متميزة شهد لها الجميع من المشاركين.
الرياضي البحريني لا يحتاج إلى تعريف أو دعاية فرصيده في العطاء الرياضي تحكمه النتائج وأفعاله وإنجازاته الوطنية في الحقوق والواجبات وعلاقته بالأرض ومصالحها وشبابها والفخر بالقيم والمبادئ والمثل العليا للمشروع الوطني بما في ذلك الرياضة والشباب فكان هذا العهد مصباحا للرياضيين وجوهرا استراتيجيا وصرحا من صروح الثقة والفخر التدريبي والعلمي الذي يعتز به أبناء الوطن فلا يمكن لأي حدث طارئ أن يفسد أو يعيق الطريق، لذا حرصت حكومة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على دعم الشباب والرياضة وإعطائها المزيد من الاهتمام والرغبة في تسهيل أمور التدريب والعلم الرياضي والفني والإداري للشباب في جميع النشاطات الرياضية من معسكرات وتجهيزات ومنشآت شبابية ورياضية، من هذا المنطلق الملموس نؤيد الأفكار التي جاءت بها اللجنة الاولمبية الرياضية البحرينية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة ومعهد التدريب والتطوير الرياضي مثل قوانين الشباب والرياضة والتدريب والتطوير التي تعالج مشاكل الشباب وتوضح الحقوق والواجبات الخاصة، وصقلهم مستقبلاً من خلال التدريب والعلم الرياضي.
.