الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٩٠ - الأحد ٣ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١٣ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


وقف منتجاتهم السياحية





يُروى في تاريخ الذل والهوان أنه أثناء غزو التتار لحواضر المسلمين وارتكابهم أبشع المذابح التي سالت على إثرها الدماء في الأنهار؛ بلغ الخوف والمهانة عند المسلمين آنذاك أن المرأة التترية كانت تأتي إلى الرجال العشرة وتَصُفَّهُم وتقول لهم انتظروا ليس معي ما أقتلكم به وتذهب لتحضر سيفاً فتقتلهم به! وأحسب أن موقف الدول العربية والإسلامية تجاه ما يجري في سوريا الآن لا يختلف كثيراً عن الرجال العشرة والمرأة التترية حيث يفتك بشار وشبيحته بالأطفال والرجال والنساء في مجازر هي أقرب إلى أفعال جنكيز خان وهولاكو من دون أن يحرّكوا ساكناً في انتظار أن يأتيهم ذات السيْف..

للمصادفة أن من يدعم ارتكاب هذه المذابح هم من أحفاد المغول والتتار أو قريبين منهم، وأعني الدبّ الروسي الذي - بالإضافة إلى الدعم العسكري واللوجستي - يقف حجر عثرة أمام أي تحرّك دبلوماسي دولي لاستصدار قرار أو حتى بيان إدانة (ما يودّي ولا يجيب) باستخدامه آليات الظلم والاستبداد في منظومة الأمم المتحدة. الفيتو الذي يذبح حقوق الإنسان ويهدر دماءهم أمام دول كبرى تمثّل علينا أو (تستهبلنا) ببكائياتها على الحريات والكرامة والديمقراطية بينما هي أشدّ ذابحيها وأكثرهم لعباً بها، وخاصة حينما تتعلق بدماء المسلمين وأرواحهم.

من يستطيع أن يتحمّل هذا النزف ويتغاضى أو يتعمّد أن يغضّ طرفه عن بشاعة وفظاعة الجريمة وخسّتها التي تدور أحداثها وتتوالى فصولها الآن ضد إخواننا في سوريا، بل لا يكتفي بالتغاضي والسكوت، بل يأخذ مواقف داعمة ومشاركة في النحر والذبح، وذلك على النحو الذي تفعله روسيا اليوم في سوريا.

بإمكان الدول العربية والإسلامية أن تفعل الكثير، غير إصدار البيانات، وغير جمع التبرعات، وغير وغير تلك الأشياء التي لا تردع مجرماً ولا توقف دعماً. محيطنا العربي أو حتى فقط دول الخليج العربي تربطها بروسيا علاقات تجارية واقتصادية يجب التفكير جدياً في استغلالها كسلاح ينتفض لكرامتنا ويحفظ ماء وجوهنا وينتصر للشهداء وللثكالى وللأيتام وللمظلومين والمفجوعين في سوريا. يمكن لدولنا أن تهدد بقطع تلك العلاقات ووقف استيراد البضائع من هناك أو على الأقل وقف استقبال منتجاتهم السياحية - أجلّكم الله - التي تنشر في مجتمعاتنا الانحلال والدعارة، فذلك أدعى إلى أن نكون أقرب إلى المولى عز وجل وأكثر حمداً وشكراً له، وكذلك يعرف الكرملين الروسي أن بإمكان الدول العربية والإسلامية أن تستخدم (فيتو) لا يقلّ قوة عما يستخدمه هو من (فيتو) يدعم به الجزارين والسفاحين.

سانحة:

يقول أحد السوريين: «يا عيب الشوم على شوارب لرجال، كل اللي شفتوه في الحوله ما غير فيكن الحال، حسبناكن أباضايات باب الحارة مش نسوان عديمي أفعال».



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة