مسابقة الشيخ عبدالعزيز
 تاريخ النشر : الاثنين ٢٨ مايو ٢٠١٢
جمال زويد
خمسة وعشرون عاماً بالضبط، هي عمر مسابقة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة - رحمه الله - لحفظ القرآن الكريم وتجويده، التي تنظمها جمعية الإصلاح بالتعاون مع ورثة المرحوم، وفي ثوابه امتثالاً لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلّم «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له».
وقد تشرفت مساء الأربعاء الماضي بحضور الحفل الختامي الخامس عشر لهذه المسابقة برعاية كريمة متواصلة من سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وحضور سعادة الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة رئيس جمعية الإصلاح.وكان منظر المشاركين في هذه المسابقة، وخاصة الأطفال منهم مبعثاً على الفرح والشعور بالسعادة الغامرة التي عادة ما تتملّكني كلما رأيت طفلاً أو شاباً تعاهد القرآن الكريم حفظاً وتلاوة.
إن استمرار هذه المسابقة القرآنية وتواصلها على مدار (٢٥) عاماً، أي ما يقارب الربع قرن هو إنجاز يُحسب للقائمين على تنظيمها وإدارتها طوال هذه الأعوام، ولكن الأهم من ذلك هو تعبيرها عن مقدار وفاء الورثة لوالدهم - رحمه الله - وحرصهم على بقاء ذكره ومواصلة رصيده في أعمال الخير والبر.
خلال هذا الحفل الرائع قامت واحات القرآن الكريم بجمعية الإصلاح أيضاً بتكريم أعداد تقارب المائة من طلبة مراكز تحفيظ القرآن الكريم التابعة لها ممن حفظوا بعض أجزاء منه وتوّج الحفل وسط تكبيرات الحضور وأولياء الأمور وسعادتهم البالغة بتكريم أربعة طلاب أنعم المولى عز وجل عليهم بإتمام حفظ القرآن الكريم كاملاً، وهم: أحمد خالد أحمد عبدالله، عبدالعزيز يوسف ناس، عزام بدر قمبر، عبدالله خالد الحمر. وانضموا إلى قافلة حفظة القرآن وهم يقدّمون إلى أطفالنا وشبابنا نموذجاً يستحق حذوه في أن يكون بين صدورهم أغلى النفائس وأن يكرموا والديهم ويردّوا إليهما جميل تربيتهم ورعايتهم بأن يُلبسوهما تاج الوقار الذي وعد به رسول هذه الأمة صلى الله عليه وسلّم في الحديث الشريف: «من قرأ القرآن وتعلَّم وعمل به أُلبس والديه يوم القيامة تاجاً من نور، ضوؤه مثل ضـوء الشمس، ويكسي والديه حلتين لا تقوم لهما الدنيا فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن».
جعلهم الله قرة عين لوالديهم وأهلهم ووطنهم. وألف تحية إجلال وإكبار للشباب القائمين على هذه المسابقة والبرامج القرآنية.
سانحة:
كتب الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه كتاباً إلى الصحابي الجليل مالك الاشتر رضوان الله عليه لمّا ولاّه مصر، ضمنه عددا من التوصيات والنصائح، فكان مما جاء فيه «والصق بأهل الورع والصدق، ثمّ رضهم على ألا يطروك ولا يبجحوك بباطل لم تفعله، فإنّ كثرة الإطراء تحدث الزهو، وتدني من العزة ولا يكونن المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء، فإنّ في ذلك تزهيداً لأهل الإحسان في الإحسان، وتدريباً لأهل الإساءة على الإساءة! وألزم كلاّ منهم ما ألزم نفسه».
.
مقالات أخرى...
- مجزرة الحولة - (27 مايو 2012)
- أنقذوا لقب «دكتور» - (25 مايو 2012)
- أسباب لجوء المواطن إلى الإذاعة - (24 مايو 2012)
- الدفاع عن هوية وانتماء - (21 مايو 2012)
- ضرب الطار بالمقلوب - (20 مايو 2012)
- عقدة نابليون - (18 مايو 2012)
- تمثل اتحاداً حتى لو لم تعلنه - (17 مايو 2012)
- الطير المسكين - (15 مايو 2012)
- إعادة القطار الخليجي إلى سكّته الصحيحة - (14 مايو 2012)