الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٩٢ - الثلاثاء ٥ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١٥ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


اتحاد جديد لنقابات العمال





بحسب معلوماتي، ستعقد اليوم حلقة نقاشية تحت رعاية جمعية الوسط العربي الإسلامي لبحث إنشاء اتحاد عمالي جديد في البحرين. لعلكم تذكرون كيف تسبب اتحاد نقابات العمال الحالي في كارثة للوطن حينما أقحم نفسه أداة لتنفيذ الأجندة السياسية لجمعية «الوفاق» ومن شايعها في العام الماضي، تماماً كما فعلت جمعية المعلمين المنحلة. وقد قامت مؤخراً جمعية للتربويين البحرينيين تضم مختلف أطياف الوطن وكفاءاته بدلاً عن الجمعية المسيسة الطائفية التي ألقت بالعمل التعليمي ومبادئه في أسفل سافلين.

فكرة إنشاء اتحاد عمالي جديد هي خطوة صحيحة بنسبة ١٠٠%، والسبب هو أن اتحاد نقابات العمال الحالي لا يختلف في وضعه عن جمعية المعلمين التي تمّ حلّها. فهو مطأفن ومسيس بالدرجة الأولى، ولا يخدم قضايا عمال البحرين ثانياً، وإن فعل فإنه لا يخدمهم جميعاً بل فئة منهم ثالثاً.

في العام الماضي، ورط اتحاد نقابات العمال منسوبيه في إضرابات عن العمل انتهت بفصل الكثيرين منهم عن أعمالهم. لم يكن غرض هذه الإضرابات مطالب عمالية بل مطالب سياسية تقودها «الوفاق»، وأضر هؤلاء بإضرابهم الاقتصاد الوطني بشكل فادح، وخصوصاً في «بابكو» وغيرها من الشركات الوطنية، كما أسهموا في تعطيل حركة النمو وشلّ العمل اليومي، من أجل المشاركة في فعاليات «الدوار» أو التظاهرات غير المرخص بها. ولا يستطيع أحد أن ينكر أن كل ذلك حدث من منطلق طائفي، أضرّ بالدولة وبباقي المواطنين على حدّ سواء.

فكرة إنشاء اتحاد عمالي جديد سوف تكون ناجحة إذا ضمنت وطنية العمل وعدم نشوء تجمعات وتكتلات على أساس طائفي في داخله، بمعنى ألا يقوم هذا الاتحاد الجديد، ثم تنشأ بداخله «كنتونات» طائفية تعمل كالظل وتتآمر على الاتحاد نفسه. وأيضاً ستكون فكرة اتحاد عمالي جديد ناجحة أكثر، إذا ما تمكن من سحب البساط من تحت اتحاد العمال الحالي، بما يؤدي إلى حله وإغلاقه تماماً كالإجراء الذي اتخذ مع جمعية المعلمين. فمن غير المعقول أن يتم احتكار مؤسسات أهلية وعمالية من قبل جماعات مسيسة تخدم توجهاً ما، وتستغل هذه المؤسسات غطاء وعباءة، وخصوصاً أنها تلقى الدعم والتمويل من الدولة، وتحصل فعالياتها على الترخيص وعلى كل الرعاية..!

على أي حال، أتمنى التوفيق لحلقة النقاش اليوم، وكنت أود الحضور لولا السفر، ونأمل من جمعية الوسط والقائمين على الفعالية توفير تغطية صحفية لإطلاع الرأي العام على ما سيتم التوصل إليه من أفكار ورؤى.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة