الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٩٤ - الخميس ٧ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١٧ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

في رأيي المتواضع


المكارم الملكية (١)





تكرم جلالة الملك على أبنائه سكنة مدينة عيسى بمكرمة ملكية باستملاك الزوايا المحاذية لبيوتهم مجانا، بغية التوسيع على المواطن واستغلال هذه المساحة في التوسع العمراني، وقد فرح أهالي مدينة عيسى بهذه المكرمة الملكية مقدرين لجلالة الملك هذه المكرمات التي تسهم في مساعدتهم ودعمهم من أجل حياة معيشية أفضل لهم ولأبنائهم.

وحث صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر وزارة الاسكان على سرعة البت في تنفيذ هذه المكرمة والتعامل معها على وجه السرعة.

وبالفعل تهافت أهالي مدينة عيسى إلى استملاك هذه الزوايا، وقامو بخط الرسائل الرسمية لطلب استملاك الزوايا مثلما طلبت منهم وزارة الاسكان، وانتظروا عددا من السنين للحصول على الرد. وفكر كل فرد منهم في آلية استغلال هذه المساحة هل يبني فيها شقة لابنه المتزوج ليخلصه من عناء الايجارات المرتفعة، أم يبني موقفا لسيارته لحمايتها من حرارة الجو؟ أم مطبخا خارجيا لتفادي رائحة الطعام داخل المنزل، أم محلقا للخدم؟

وبعد سنوات «معدود» وصلت إليهم رسائل الموافقة على طلبهم باستملاك الزاويا بشرط إزالة الخدمات التي تقع تحت هذه الزوايا؟!

راجع الأهالي وزارة الاسكان للاستفهام حول هذ الخدمات التي يجب أن يقوموا أنفسهم بإزالتها؟ فأتاهم الجواب واضحا (ادفع ألف دينار للوزارة، وسنتفضل مشكورين بإزالة الخدمات التي تحت هذه الزاوية)، وللعلم أن الخدمات المقصودة هي إزالة خطوط المجاري والكهرباء.

الف دينار مقابل الحصول على الزاوية التي هي في الأساس مكرمة ملكية «مجانية» غير مشروطة.. أيصح أن تسمى مكرمة ملكية؟!

لقد شوه القائمون على تنفيذ المكارم الملكية صورة هذه المكارم لدى المستفيدين منها، فكيف يعقل ان يطلب من المستفيد من المكرمة الملكية باستملاك الزاوية المحاذية لمنزله أن يدفع ألف دينار؟ وهل يعتقد القائمون على هذه المشاريع أن جلالة الملك المفدى سيرضى بهذه الشروط التي ترهق المواطن وتنقص من فرحته بالمكرمة الملكية؟

كثيرة هي المكارم الملكية التي تصب في صالح المواطن وتهدف إلى مساعدته، ولكن هناك عيوبا وأخطاء كثيرة في آلية تطبيقها، فمن موضوع زوايا مدينة عيسى، سأتحدث عن المكرمة الملكية السامية لاعادة بناء البيوت الآيلة للسقوط في المقال القادم.

يتبع..



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة