الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٩٦ - السبت ٩ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١٩ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء


الكرامة الإنسانية





الحمد لله المتفرد بالوحدانية، الذي أكرم وأنعم على البشرية، بعبده ورسوله منقذ الكرامة الإنسانية صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأطهار يكفيهم (شرفا وفخرا) ان تخرجوا في مدرسة محمد التكريمية وبجدارة في الدنيا والآخرة فاستحقوا قوله تعالى «رضي الله عنهم ورضوا عنه».

يقول الله عز وجل «ولقد كرمنا بني آدم». أعظم مظاهر التكريم الإلهي للبشرية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فهو للدنيا والدين تكريم.

(فالإسلام كله تكريم، القرآن تكريم، الأخلاق تكريم،رسولنا تكريم).

(إمامنا، قدوتنا، سيد الاخلاق، يتيـم قائد أمة) قصص وعبر مع سيد الجن والبشر.

إن سألتم عن أخلاقه كزوج: كان يلاعب زوجاته ويسابقهن.

وهو الأب القدوة فاطمة رضي الله عنها تدخل عليه مجلسه فيقوم لهـا فيقبلها ويجلسها بجانبه، استشعر حال فاطمة رضي الله عنها عندما توفي هذا الأب الحنون القدوة، فكانت وفاته أعظم مصائب أمتنا.

أخلاق الجد القدوة يصلي بالمسجد فيصعد على ظهره سيدا شباب جنة الخلود الحسن ونور عيني الحسين رضي الله عنهما فيطيل السجود لماذا؟ مخافة أذيتهما ويمزح معهما ولا يقول إلا حقا. «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر».

بعد غزوة الطائف توزع الغنائم وشاع بين الناس أن محمدا يعطي عطاء ما يخشى الفقر، ستغرب الأنصار من فعل رسول الله ولم يعط الأنصار شيئا، فقال بعضهم يعطي قريشا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم، فبلغ هذا الكلام سعد بن عبادة سيد الأنصار، فأخبره الرسول اجمعهم لي.

تخيلوا الموجودين هذا الجريح والواقف والجالس والنساء والأطفال (الرسول سيتكلم ماذا سيقول؟ سيعطينا ليرضينا).

أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قلوب قوم ليسلموا؟ الا ترضون معشر الانصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده الرسول يقسم لماذا؟ القلوب والعقول شاخصة لا تسمع لها همسا عم الصمت فقال: لولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار ولو سلك الناس طريقا وسلكت الأنصار طريقا لسلكت طريق الأنصار، اللهم ارحم الانصار وابناء الانصار وابناء ابناء الانصار فـخـرت دموعهم وبكوا حتى ابتلت لحاهم بالدموع وقالوا رضينا برسول الله رضينا برسول الله ثم انصرفوا.

لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم.

يأتي أعرابي فيبول بالمسجد الكل يقوم ليؤدبه بالضرب باليد إلا رسول الله أدبه برحمة اللسان، ماذا كانت ردة فعل الإعرابي؟ قال كلمات نزلت صاعقة على الكل، قال اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين». يوم القيامة ينشق القبر عنه فيقوم فينادي يا ترى ينادي من؟ أبوه أمه زوجاته بناته احفاده لا لا ينادي أمتي أمتي أمتي وأمتــه يوم المحشر كل منهم يقول نفسي نفسي لا أم ولا أب ولا زوجة ولا أبناء ولا اخلاء نفسي.

«قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم».

أدى حقوق الإنسان والحيوان والنبات والجماد فمن أراد التكريم والنجاح والفلاح والصلاح اتبع الحق بحق فقد فاز مع المبعوث بالحق الذي تركنا في بداية الصراط وينتظرنا في آخره.

اهتم بعقول أمته فزكاهم بالتقوى والتربية السلوكية والتوعية شعاره «بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا وسددوا وقاربوا».

شخصيته شهد لها التاريخ البشري قديما وحديثا فهو الأول على عظماء التاريخ البشري أعطي شهادة ووساما أعطاهما إياه من اجرى الدم في عروقك وحرك نبضات قلبك، وفـرج همومك «وانك لعلى خلق عظيم» لن ولم تلد أم مثله.

الأقلام تعجز ويجف حبرها ان تخط سيرة سيد الخلق محمد كرمه وشرفه وأثنى عليه فقال: «إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما» صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

«اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس يــا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربنا، إلى من تكلنا إلى بعيد يتجهمنا ام إلى عدو ملكته أمرنا؟ ان لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي ولكن عافيتك هي أوسع لنا، نعوذ بنور وجهك الكريم الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من ان تنزل علينا غضبك أو يحل علينا سخطك، لك العتبى لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك، اللهم نسألك من فضلك وإحسانك العظيم»، يا حي يا قيوم يا حي يا قيوم جنب بحريننا الحبيبة الفتن ما ظهر منها وما بطن واجعلها آمنة مطمئنة ووفق مليكنا لما تحبه وترضاه وأكثر الخير على يديه واجعل أعماله خالصة لك نورا يتلألأ به على منابر من نور يوم القيامة، اللهم انفع به البلاد والعباد، غفر الله لي ولكم وجعل جنة الخلد جزائي وجزاءكم.

جمال صالح الدوسري



.

نسخة للطباعة

من أصداء الحوار

عندما نتصدى بالكتابة عن وزير الداخلية فإننا لا نتناول شخصه الكريم، إنما نخوض في معاناة شعب بأكمله، ونتعامل ... [المزيد]

الأعداد السابقة