الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٩٦ - السبت ٩ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١٩ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء


الإمبراطور يودع ملكه بدموعه





إنها قصة رجل في الثمانين من عمره، انطفأ نوره وبردت حرارة جمره، كسر الزمن مجدافه، وتضاريس الحزن رسمها اليأس على لوحة خده، لما أزاح صوت الشعب ملكه فتبخرت عن الإمبراطور هيبته وسمته.

لقد نطقت عدالة السماء بعد ثلاثين عاما عاشها الشعب في هم وعناء، فتاه القارب بالأمير فكان الحر في عالمه معذبا وأسيرا، وخلف القضبان تشكلت الأخاديد على خده لتجري فيها أنهر دموعه الفائضة من عيونه الحائرة.

لم يكن الإمبراطور يفكر أو يخطر بباله يوما أنه سوف ينزل من عليائه وملكوته وهيلمانه ليكون هذا مصيره، رئيس أم الدنيا يودع ملكه الذي اتخذه مرتعا له ولعائلته، من كان يتصور أن يقبع في أواخر أيام حياته في زنزانة صغيرة لا تتعدى مهما بلغ اتساعها عدة أمتار؟ مسكين أنت أيها الإمبراطور، لقد خدعك ذاك الذي طبل لحديثك الخداع، وذاك الذي سطر لبطولاتك المصنوعة القصائد الملونة، لم ينصحوك يوما بالعدول عن قرار ظالم اتخذته، كم من مظالم ارتكبت بعلمك وتحت سمعك وبصرك وراح ضحيتها أبرياء لمجرد أن لهم آراء مخالفة ورافضة لنظامك وطريقتك في الحكم، أين أنت الآن يا امبراطور؟ وأين هم؟

انتهت محاكمة وبقيت أخرى ولكنها ستعقد هناك في العالم الآخر، فهل أنت على استعداد لأن تعيد لشهداء الثورة دماءهم التي أريقت ظلما وعدوانا، شهداء الثورة الذين أعادوا لمصر كرامتها، وهيبتها، وعزها؟

الآن.. وبعد الحكم بالسجن المؤبد عليك ماذا ستقول يا امبراطور في نفسك ولنفسك؟ هل ندمت على ما قدمت يداك وتقول: «يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا»؟ هل تشعر بأنك أجرمت في حق هذا الشعب؟ هل يفيدك البكاء يا امبراطور في هذه اللحظات؟ «هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليتذكر أولو الألباب».

أديب البشير

عضو اللجنة الثقافية بمجموعة تواصل بمدينة عيسى



.

نسخة للطباعة

من أصداء الحوار

عندما نتصدى بالكتابة عن وزير الداخلية فإننا لا نتناول شخصه الكريم، إنما نخوض في معاناة شعب بأكمله، ونتعامل ... [المزيد]

الأعداد السابقة