الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٩٨ - الاثنين ١١ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢١ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مصارحات


ارحموا رجولتكم.. للتاريخ ليس إلاّ؟!





من هوان الرّجولة على أصحابها، أن يجدوها مُنتهكة عاجزة حينما تُستغاث لنصرة المظلوم.

«وإن استنصروكم في الدينِ فعليكمُ النّصر»، ولا أظنّ أن ما يحدث في سوريا من مجازر يشيب لهولها الولدان، يندرج تحت مظلّة تلك الآية!! هذا ما نفهمه من تخاذل وعجز علماء الأمّة والأنظمة التي تحكم دولنا، ولم تنتفض للبشاعة والإجرام الذي يمارسه النّظام العلوي الفاجر.

لقد كان أقصى ما فعله بعض علمائنا هو شتم نظام الأسد من على المنابر! ولن أتحدّث عن الشبّيحة الذين يعيشون بيننا من (إعلاميين) و(مشايخ) أضلّهم الله على عِلم، وختم على سمعهم وأبصارهم، حيث باتوا يتحدثون عن عدم جواز الخروج على الحاكم ولو كان مستبيحاً لكل الحرمات، كما يفعل النظام الأسدي اليوم؟!

بالأمس ضحكت قليلاً وبكيت كثيراً وأنا أقرأ أقصى ما استطاع بعض علمائنا فعله، فقد أخرجوا فتوى تبيح إجهاض حرائر الشام اللاتي تعرّضن للاغتصاب من قِبل الشبّيحة؟!

لقد تفرّغت الهيئات والاتحادات التي تضمّ علماء الأمّة لنصرة أهل الشام بفتاوى تبيح إجهاض حرائرهن! بينما عجزوا عن فتاوى النّصرة التي تُجبر الأنظمة المتخاذلة على الانتفاض لتلك الدماء التي تُسفك، ولتلك الأعراض التي تدنّس؟!

هذا أقصى ما استطاعت «شواربكم» الوصول إليه؟! هل نعيب زماننا الذي لم ينجب رجالاً مثل المعتصم وصلاح الدّين؟! أم نعيب أمتنا التي لم تنجب من يغيثها من علمائها؟! أم نلوم علماء الأمّة الذين ضيّعوا ذروة سنام هذا الدّين؟!

أهل الشّام يبادون وعشرات الملايين تُصرف على إحضار عاهرة في دولة خليجية، لتقوم بسبّ الدين وإهانة المقدّسات؟!

نساء الشّام يغتصبن، وأطفالهنّ يُحرقون وهم أحياء، وأقصى ما نستطيع فعله، سبّ النّظام السوري، وتقديم فتوى بجواز إجهاض الحرائر هناك؟!

أيّ هوان نعيشه، وأيّ امتهان نتجرّعه، وأيّ بلادة في الضّمير ارتضيناها لأنفسنا يا أمّة الإسلام؟!

أمام ما يحدث، بتنا على يقين، أن الله سبحانه وتعالى سيكرم أهل سوريا بنصر يتحقّق بفضله، وليس بأمثال أمّة؛ لم تعرف بعد كيف تخرج من قبور الذلّ والعبودية والاستكانة.

برودكاست: بعث إليّ أحد الأصدقاء يوم أمس يقول: البحرين تجتهد في تأسيس أول محكمة عربية لحقوق الإنسان، ومحاكمنا هنا ما زالت معطّلة عن إرجاع الحقوق الى أصحابها، وأخذ القصاص ممّن تسبّب في حرق البلد، وقتل الأبرياء فيه!!

حكمة قرآنية: (فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ معَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيد).



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة