الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٩٩ - الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٢ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


فوز المحرق.. درس بليغ ومختصر





لم يكن فوز نادي المحرق البحريني على الوصل الإماراتي وتحقيقه بطولة الأندية الخليجية مجرد فوز عادي، بل كان مهمة شبه مستحيلة، وخصوصا بعد خسارة المحرق في رحلة الذهاب بنتيجة كان من الصعب تعويضها في الإياب، علاوة على كون مدرب الوصل هو مارادونا، ولا أحتاج إلى الخوض في هذا الأمر كثيرا، فكلكم تعرفون.

لذلك، فإن هذا الفوز، به الكثير من الدروس لنا جميعاً كبحرينيين، فالوصل الإماراتي رغم استقدامه مدرباً غالي الثمن مثل مارادونا، فإنه خسر أمام المحرق بمدربه الوطني المحلي عيسى سعدون، والذي كان في يوم من الأيام لاعباً من أبناء المحرق. وهنا يكمن الدرس البليغ، فأبناء هذا الوطن قادرون على العطاء، ليس في الرياضة فقط، بل في كل المجالات، والمطلوب هو أن يعطوا الفرصة والثقة والوقت كي يثبتوا أنفسهم، وأن تتاح لهم كل الإمكانات مهما كانت متواضعة.

مثلما قلب المحرق النتيجة وعمل المستحيل، وغير الخسارة إلى فوز، وحقق أول بطولة خليجية في تاريخه وعلى أرض خصمه، أمام فريق قوي كالوصل، ومثلما حول المحرق رقصة المدرب الأسطوري مارادونا في البحرين إلى دموع وحسرة في الإمارات، بقيادة مدرب بحريني، وبأقدام لاعبين بحرينيين، فإن كل أبناء الوطن لا يقل شأنهم أبداً عن ذلك، فبإمكانهم أن يبدعوا وينجزوا ويحققوا الكثير، متى ماحصلوا على الدعم الذي يتوافر لغيرهم من الأجانب.

لقد سعدت بقراءة التغطيات الغربية لمباراة المحرق والوصل، وخصوصاً أن عناوينها الرئيسية أبرزت اسمين، الأول هو المحرق والثاني هو مارادونا، وكان فوزاً حلو المذاق والطعم لاجتماع عدة عوامل صعبة أمامه، وكانت ليلة الفوز بالتأكيد ليلة جميلة، احتاج اليها المحرقيون والبحرينيون جميعاً.

أتمنى أن نستفيد جميعاً من درس المحرق.. أن تستفيد الدولة فتولي الاهتمام بأبنائها في كل المجالات وتثق بهم وتوفر لهم ولو نصف ما توفره للخبرات الخارجية، وأن يستفيد منه المواطنون فيعلمون أنه لا مستحيل أمامهم طالما كان هناك استثمار جيد لما يملكونه من إمكانات ومهارات وخبرات.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة