الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٠ - الأربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٣ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


كوميديا فوق الجمر..!





المشهد الانتخابي المصري متنوع ومليء بالألوان، وهو حتى في أحلك لحظاته لا يخلو من الظرافة وخفة الدم، ولا يخلو من الأعمال الفنية أو الأفكار التي ترسم الابتسامة على شفاه الناس.

الفترة التي تلت إعلان نتائج الجولة الأولى من الانتخابات المصرية، بفوز المرشحين الفريق أحمد شفيق ود. محمد مرسي، وانتقالهما إلى جولة الإعادة، أرجعت إلى الواجهة مجدداً وبقوة شخصيتين فنيتين قديمتين، الأولى «شفيق يا راجل»، وهي الشخصية التي أدى دورها الفنان محمد نجم في مسرحية «عش المجانين»، وربما حتى يومنا هذا تعتبر العمل الأشهر له، أما الشخصية الثانية فهي «مرسي الزناتي»، وهي شخصية غنية عن التعريف أدى دورها الفنان سعيد صالح في المسرحية الخالدة «مدرسة المشاغبين».

الكثير من الناخبين المصريين اليوم يتحدثون عن الفريق أحمد شفيق بوصفه «شفيق يا راجل»، بينما جزء آخر منهم يطلق على محمد مرسي «مرسي الزناتي»، وهذا جزء من المشهد المصري الكوميدي في التعاطي مع الانتخابات الرئاسية التي تبدو حتى الآن بالنسبة الى الكثير من المراقبين، ككتلة الجمر الساكنة، أو كالبركان الموشك على الثوران. ورغم أن الأمنيات ليست هكذا، فإن بعض المحللين، من بينهم عماد الدين أديب على سبيل المثال، يرى أن الأسبوع القادم سوف يشهد مفاجآت مخيفة، وكتب في «الشرق الأوسط» يوم أمس قائلاً إن كلا الفريقين - يقصد فريق شفيق وفريق مرسي- يستعد لمغادرة مصر بمجرد أن تكشف نتائج الانتخابات فوز طرف على الآخر..! هل وصلت الأمور إلى هذه الدرجة من السوء؟ من شأن الأيام القادمة أن تبين ذلك.

ولأن الانتخابات الرئاسية المصرية قد ألقت بظلالها على باقي أقطار الوطن العربي وحتى العالم، فإن النقاش في البحرين بات هو أيضاً متأثراً بهذا السباق، فهناك أنصار لشفيق، ويرون فيه الشخص القادر على إعادة مصر إلى دورها الريادي وإرجاع ما كانت تنعم به من أمن وأمان، وهناك أنصار لمرسي، يعتقدون أن فوز التيار الديني والإسلامي في مصر هو المطلب الملح الذي سيغير خريطة المنطقة لصالح القوى الإسلامية الصاعدة.

أتابع الانتخابات المصرية وأنا خارج الوطن العربي أساساً، ومن الظريف أنني منذ أيام كنت أتحدث مع شخص بريطاني، ففاجأني بسؤاله: من تؤيد في الانتخابات المصرية، شفيق أم مرسي؟ نطق الاسمين بشكل صحيح ولم تكن عنده مشكلة أبداً، وهذا مجرد مثال بسيط يدلل على تأثير مصر على العالم، فحتى من ليس له أي شأن في الانتخابات الرئاسية المصرية، لا بد أن يعتريه الفضول والاهتمام بالنتائج..!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة