الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠١ - الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٤ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مصارحات


الأحواز العربية المنسيّة.. والجزر الإماراتية المحتلة





كلتاهما أرض محتلّة، تمدّد فيهما الصّلف والغرور والغزو الفارسي، برغم أصولهما العربية! ولم تلقيا من العرب سوى التخاذل والنسيان!

يودّ المرء أن يُقنع نفسه بأنّ أنظمتنا الحاكمة تفكّر كثيراً في الحفاظ على كيان خليجي عربي صلب وموحّد، كما تفكّر في الحفاظ على كراسي الحُكم، ولكن الأفعال لا تشير إلى ذلك، وإن كانت نغمة التصريحات بدأت تختلف نوعاً ما.

منذ أحداث البحرين الأخيرة، وخطابات بعض المسئولين في دولنا، بدأت تستذكر قضية الجزر الإماراتية المحتلة، وكان آخرها ما ذكره وزير الداخلية أمام مؤتمر أمن الخليج العربي يوم أمس الأوّل، من أنّ الجزر الإماراتية لم تعد قضيّة حدود، وإنّما قضية أرض عربية محتلّة.

وزير خارجيتنا ووزير الخارجية السعودي والإماراتي، إضافة إلى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، جميعهم لم يغفلوا في خطاباتهم الأخيرة عن الإشارة الى الجزر الإماراتية المحتلة، بعد غياب ونسيان طويلين غير مبرّرين.

النتيجة بالطبع؛ ولكون إيران دولة تسعى للهيمنة على المنطقة، توالي زيارات المسئولين الإيرانيين الاستفزازية للجزر، بجميع رتبهم الدينية والعسكرية و(الخدمية)، وكأنّهم يقرعون طبول الحرب، هذا عدا التصريحات العرمرمية التي باتت تهبط كالمطر، تؤكّد انتماء تلك الجزر الى إيران، هكذا فجأة، ومن دون الحديث عن كيف باتت تحت سيطرتهم! إنّها العقلية الفارسية العنصرية التوسعيّة، ولا شيء سواها.

على دولنا ألا تكتفي بالتصريح، بل عليها واجب كبير في ممارسة مختلف الضغوط لاسترجاع تلك الجزر، ولا أقلّ منها مقاطعة إيران اقتصادياً وتجاريا، والضغط على المجتمع الدولي حتى تعود الأمور إلى نصابها.

أنظمتنا تناست قضية مهمة وخطيرة، هي من المفترض أن تعود إلى المطالبات المستمرة، والتصريحات التي لا تتوقّف، وهي قضيّة الأحواز العربية المحتلة، وسكانها العرب الذين تسومهم إيران سوء العذاب، تقتّل أبناءهم وتستحيي نسائهم، وتسرق ثروات أراضيهم!!

الأحواز أو عربستان أو خوزستان، أرض تقع في الجنوب الشرقي من العراق والجنوب الغربي من إيران، تقع تحت الاحتلال الإيراني منذ أكثر من ثمانين عاما، نسيها العرب بسبب انشغالهم بكراسيهم عوضاً عن انشغالهم بالحفاظ على كيان وهوية ووحدة الخليج العربي وأراضيه، لتلعب إيران لعبتها فيها، بالرّغم من أنّ غالبية قاطنيها من الشيعة العرب!! وهذا دأب إيران مع الشيعة العرب، حيث تفرّغت لتصفيتهم في العراق بعد أن فرغت من السنّة، وهاهي تتلاعب بهم لإثارة الفوضى في خليجنا العربي، والجميع يعلم أنّ ثاني الرؤوس التي ستقتلع بعد تحقيق الأجندة الإيرانية في المنطقة؛ هم شيعة الخليج!!

برودكاست: على دولنا أن تلتفت الى الأحواز العربية، وأن تجتهد في وضع الخطط لممارسة جميع أنواع الضغوط على النظام الإيراني التوسعي، لاسترجاع تلك الأراضي، إضافة إلى الجزر الإماراتية المحتلة، كما على دولنا دعم المواطنين الأحواز، بجميع الطرق والوسائل، لأنّ لهم حقوقا؛ وآن الأوان لتأديتها.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة