الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٢ - الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٥ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


تحت تهديد السلاح..!





علي سلمان يهدد باستخدام مليشياته، وينذر بحرب «لا تبقي ولا تذر» على حد قوله، وبالطبع هو حر في أن يقول ما يريد، لكن عليه أن يتحمل المسئولية القانونية الكاملة، وليس أكثر من ذلك، فنحن لسنا في غابة، وكلامه اعتراف صريح منه بأنه هو المسئول عن فوضى الحرق والتخريب، التي لم يستخدم فيها ٥٠% بعد مما يملك.

نفس أسلوب «الفزعة» لعيسى قاسم، بعدما أنذرته وزارة الشئون الإسلامية لاستخفافه المستمر بمسئولية منبر الخطابة، يمارس الآن مع علي سلمان. تكررت وجوه «الوفاق» على مواقع التواصل الاجتماعي تمجيداً له، وبلغ الحماس مبلغاً مع الشيخ «حمزة الديري» في دفاعه عن علي سلمان بأن كتب «سماجته» بدلا من «سماحته»، والسماجة في اللغة من جذر (س م ج) وتعني القبح أو الخبث، فهل أخطأ الديري في وصفه لسلمان أم أصاب؟ لا يهم.

أي حوار يمكن المضي فيه مع شخص يهدد المواطنين بالحرب؟ ويستخدم منطق المليشيات ويسيء الى القوات المسلحة؟ إلا إذا كان هذا الكلام يهدف إلى التغطية على أمر ما، انكشف مؤخراً، وهو متعلق بعلي سلمان بشكل مباشر مثلاً، فسارع إلى الحديث عن المشير واستخدم لغة المليشيات، حتى إذا ما حان وقت المحاسبة القانونية، حاول خداع الرأي العام بأن المحاسبة تتم بسبب «تعبير عن الرأي»، وليس بسبب ما انكشف من أمره، إذا كانت المسألة كذلك فإنها بالتأكيد لا تخفى على من بات يفهم كل حركة وسكنة تقوم بها «الوفاق»..! ما رأيكم؟

وهناك جزئية أخرى، تتعلق بموضوع الفتاوى التي تحدث عنها علي سلمان، حيث قال إن مجرد فتوى شرعية تجعل أتباعه يخرجون حاملين أكفانهم على أكفهم. لقد قلنا لكم يا جماعة إن مشروع «الوفاق» لا علاقة له بالدولة المدنية على الإطلاق، ولا يحتاج الأمر كي يكشف سلمان حقيقة مشروعه - مشروع «الولي الفقيه»- سوى أن يتم وخزه بإبرة، فتراه يصرخ ويكشف عن مشروع الفتاوى الشرعية التي تخرج من المرجع وتسوق أتباعه سوقاً إلى الشارع. على من تضحك يا علي سلمان؟ أي دولة مدنية هذه التي تتحكم في أفرادها فتوى؟ وتجعلهم يخرجون ليقتلوا الناس في «حرب لا تبقي ولا تذر»؟

نتمنى على القوى السياسية المروجة مؤخراً لحوار يتم من خلاله إنقاذ «الوفاق» - والتي التقت أيضاً وزير شئون الشرق الأوسط البريطاني من دون أن تصدر بياناً رسمياًّ تخاطب فيه الناس- أن تتوقف تماماً عن هذه الفكرة، وخصوصاً بعد ما نطق به لسان سلمان، وأن ترفض الجلوس معه، وإن تم ذلك فهو حوار تحت تهديد السلاح..! القانون أولاً وأخيراً قبل أي شيء.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة