الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٨ - الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

في ندوة عن المصالحة والحوار.. بيتر شرايدن:

لا يمكن تهيئة مستقبل مشترك من دون الاستثمار في الشباب





نظمت المؤسسة البحرينية للمصالحة والحوار المدني التي أُطلقت حديثاً، باكورة نشاطاتها الليلة الماضية، حيث استعرض المتحدث العالمي الشهير بيتر شرايدن من أيرلندا الشمالية، خبرته الواسعة في مجال المصالحة في محاضرة حضرها ٩٠ ضيفا يمثلون جميع أطياف المجتمع البحريني، وذلك في قاعة عوالي في فندق الشيراتون.

ويشغل بيتر شرايدن منصب الرئيس التنفيذي لجمعية «كووبريشن ايرلند» التي تعتبر من أكبر المنظمات الخيرية الايرلندية العاملة في مجال بناء السلام. وكان قد عمل قبل ذلك ضابطا برتبة رفيعة مدة ٣٠ عاماً، حيث كان خلال عمله شاهداً على النزاع العنيف في أيرلندا الشمالية. وعرض شرايدن أثناء المحاضرة بعضا من تجاربه خلال النزاع الذي استمر ٣٠ عاماً والتحديات في عملية بناء السلام في مجتمع منقسم. وقال «إن مأساتنا في ايرلندا الشمالية هي أننا لم نتمكن حتى اليوم من الاتفاق على هوية مشتركة. وبدلاً من أن نقف مع بعضنا بعضا، فإننا نتنافس. ورغم أننا نشترك في اللغة ونتشابه في المظهر ولدينا ثقافة مشتركة، فإننا نتمسك بعناد للامور التي تفرقنا ونختلف عليها».

وأشار السيد شرايدن إلى الدور الحيوي الذي تلعبه العلاقات الجيدة في التغلب على الانقسامات في المجتمع. وقال إن العلاقات الجيدة تعمل عمليا على تهيئة ثقافة تنظيمية تشجع الناس على الإعراب عن آرائهم ومناقشة مسائل الهوية والثقافة في جو آمن وودي». وأضاف أن العلاقات الجيدة هي أيضا وسيلة لتعليم الموظفين لأن يصبحوا أكثر حساسية للاختلافات السياسية والدينية والثقافية التي يمكن أن توجد داخل أية منظمة وبينها وبين المتعاملين معها وبيئتها الخارجية وأكد السيد شرايدن الدور المهم الذي يلعبه الشباب في تهيئة مجتمع مشترك، وقال: «الكل يعلم أنه لا يمكن تهيئة مستقبل مشترك من دون الاستثمار في الشباب. ولن نحقق أي تقدم إلا إذا كان هناك عمل للشباب وأيضاً عمل في المدارس يدعم الشباب لتحدي وتغيير الثقافات الطائفية غير الطبيعية في مجتمعاتنا».

وبدوره قال السيد سهيل غازي القصيبي مؤسس ورئيس مجلس أمناء المؤسسة البحرينية للمصالحة والحوار المدني أن هذه المحاضرة هي الأولى في سلسلة الفعاليات الاجتماعية والتثقيفية والتعريفية التي يجري التخطيط لها. وأكد: «أن مهمتنا في تقوية التضامن والتناغم الاجتماعي، التي تعززها مؤسسة راسخة ودعم على أعلى المستويات وأهداف واضحة ومحددة، قد لاقت بالفعل تجاوباً لدى المجتمع البحريني».

وأضاف: «إن هذا الحدث المهم الذي حضره عدد من الضيوف المدعوين من أصحاب المناصب الرفيعة، ومهتمون من عامة الناس والإعلام، هو باكورة العديد من الفعاليات والنشاطات التي نسعى من خلالها أن نستحضر تجارب من مختلف أنحاء العالم لتساعدنا على التعرف إلى الخيارات المتاحة أمامنا أثناء سعينا لتحقيق مجتمع بحريني معاف».

وتتبنى المؤسسة نهجاً طويل الأمد يعتمد على مساعدة المجتمع والتطلع إلى ما بعد الوضع الحالي. وتتشكل المؤسسة من الطائفتين وهي ذات طبيعة غير سياسية. وقد وضعت المؤسسة خططاً لتنظيم مؤتمرات عامة وفعاليات اجتماعية تشتمل على المحاضرات التي تهدف إلى تسهيل عملية تبادل الآراء والقيم في جميع قطاعات المجتمع البحريني. وإضافة إلى ذلك ستطلق المؤسسة حملات واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي ستركز على مجالات تتفق عليها جميع قطاعات المجتمع البحريني كما ستطلق في الوقت ذاته الحوارات وتديرها من أجل نشر التفاهم والتسامح في المجالات التي يسود فيها الاختلاف. وسيتم الإعلان عن هذه الفعاليات بشكل منتظم، كما سيتم إعلان المستجدات التي تطرأ في المؤسسة من خلال وسائل الإعلام التقليدية والالكترونية بما في ذلك موقع المؤسسة على الانترنت www.bfrcd.bh



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة