الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٧ - السبت ٣٠ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


مقابلتان ملكيتان





حظي أعضاء مجلس إدارة جمعية الصحفيين في يوم واحد بشرف مقابلة عمادين من أعمدة هذا الوطن، فقبل أيام قابلنا جلالة الملك وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء. وخلال مقابلتهما مجلس إدارة الجمعية فتحا قلبيهما وتكلما بكل شفافية وبصورة مباشرة عما يجري في خلدهما وعن الصحافة البحرينية والإعلام المحلي والخارجي. وقد نقلت الأخبار ما دار من حديث ونقل زملائي الآخرون بعض تفاصيل ما دار في كل لقاء، إلا ان للقاءين من الأهمية التي تجعل من النظر إليهما بعين شمولية مهما بقدر الاهتمام بالتفاصيل. فكان من الواضح ان جلالة الملك - باندفاعه نحو الإصلاح وإصراره على إرساء مبادئ الديمقراطية - وصاحب السمو رئيس الوزراء - بحكمته التي اكتسبها من معاصرة أحلك الأيام وأصعب المواقف التي مرت بها البحرين - يمثلان ميزانا يحمي البحرين من التقلبات الهوجاء في منطقتنا العاصفة ويقيها من التشدد الذي قد يطرأ في أي زمان ومكان دفاعا عن مبدأ أو فكرة أو رأي.

فانه من الصواب ان الدول لا تتقدم إلا بتقدم آلياتها السياسية تدريجيا وعلى مراحل لا تسبب عدم الاستقرار، وان الانفتاح سواء كان شرقا أو غربا - بحسب مصالحنا الاستراتيجية أو الضغوطات الخارجية - من أهم ما تحتاج إليه دولة مثل البحرين لا تصنع شيئا وتستورد تقريبا كل ما تستهلكه. إلا انه في المقابل الأمن الداخلي هو الركيزة الأولى التي يجب الحفاظ عليها فبدونها لا تصلح السياسة ولا الاقتصاد. والأولوية دائما للدفاع عن الوطن من جميع القوى سواء القوى الغربية العظمى التي حالفناها في الماضي أو جيران لم يريدوا يوما ان يتركونا وشأننا. فيجب ان نعي انه ليست كل النوايا سليمة مثل نوايانا، وليس الجميع واضحا مثل وضوحنا، فكما نخطئ أحيانا في حياتنا بتقريبنا السارق والسفيه فإننا نخطئ في السياسة بتقريب الخبيث والمنافق.

ولذلك فان جلالته وسموه كليهما متفقان على ان للصحافة والصحفيين دورا كبيرا في إيصال واقع وخبايا ما يجري إلى المسئولين. فالصحافة عندما تنتقد أو تهاجم فإنها في الغالب تسعى إلى الإصلاح بالطريقة التي يراها الكاتب مناسبة, مثل المسئول الذي ينتقد ويحاول الإصلاح بالطريقة التي يراها في صالح الوطن، فلا خوف ممن ينتقد ويهاجم بالعلن ولكن الخوف من مادح منافق ومظهر للحب حاقد. وإنني مؤمن ان للصحافة ومجلس إدارة جمعية الصحفيين بالذات مسئولية كبيرة في تقريب وجهات النظر والسعي نحو وحدة الكلمة من خلال الخطط التي بينها المجلس خلال هذين الاجتماعين الملكيين. فإذا كان الهدف في النهاية مصلحة الوطن فان التركيز على إصلاح الوضع وتقريب وجهات النظر الوطنية أمر ليس بالمستحيل.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة