الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٨ - الأحد ١ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١١ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


جرائم الفيس بوك





"يحتاج الناس أن يتذكروا أن الجريمة هي مجرد انعكاس للمجتمع الذي نعيش فيه.. ولا يوجد شيء خطير أو جنائي في جوهر فيسبوك.. ولكن من الأهمية بمكان أن يتم التعامل مع هذا الموقع باحترام.. نظرا الى المخاطر التي يمكن أن تترافق مع استخدامه".

هذا ما ذكره مصدر في الشرطة البريطانية بعد أن تحول هذا الموقع إلى أداة لارتكاب الجرائم في بريطانيا، بمعدل جريمة كل أربعين دقيقة، حيث تورط موقع التواصل الاجتماعي الواسع الانتشار بحسب تحقيقات أجرتها الشرطة البريطانية في جرائم قتل واغتصاب وانتهاك حرمات أطفال جنسيا، واعتداء وخطف وتهديد بالقتل، وتخويف شهود، واحتيال.

يقول الدكتور جيرالد نيرو أستاذ في كلية علم النفس بجامعة بروفانس الفرنسية، صاحب كتاب "مخاطر الإنترنت" ان هذه الشبكة تم الكشف عنها في مايو ٢٠٠١، وهي مجموعة شبكات يديرها مختصون نفسانيون إسرائيليون مجندون لاستقطاب شباب العالم الثالث، وأن الحوار عبرها هو وسيلة لسبر الأغوار النفسية، وكشف نقاط الضعف، وأن هذه المواقع مزودة بخبراء نفسيين يكشفون عن كثير من أسرار الشخص، وحياته، حتى لو دخل باسم مستعار.هذا يعني أن الفيس بوك - وهو أحد أهم المواقع الاجتماعية - ليس موقعا للتسلية، أو لقتل الوقت، أو للغو، أو للدردشة الفارغة، كما أنه أحدث انقلابا في نظريات الاتصال شكلا ومضمونا، وبه تبدلت الأدوار والعلاقات.

الفيس بوك تحول إلى عالم حقيقي من العنف الجسدي والمعنوي، وتزامن ذلك مع حدوث تقدم هائل في عدد مستخدميه في السنوات الأخيرة ، ففي البحرين على سبيل المثال بلغ عدد مستخدمي هذا الموقع في الأشهر الثلاثة الأخيرة ٣٥١ ألفا، أغلبهم من الشباب (بين ١٨ و٣٤) عاما، و٦١% منهم من الإناث، ويستخدمه ٤٢ مليون شخص في العالم، و ينضم إليه يوميا ٢٠٠ ألف شخص.

هذا يحدث في عالم شبكات التواصل الاجتماعية، في الوقت الذي تغيب فيه أي مواكبة علمية وعملية موازية من قبل الباحثين والمختصين لتوجيه الشباب إلى المفيد من هذه المواقع، وإلى الانتقاء الجيد، وإلى التحكم في الإرادة، وفي تشكيل الرأي.

فلتبادر الدول المتخلفة الى وضع استراتيجيات علمية للتعامل مع مواقع التواصل، قبل أن تتحول إلى أداة خطيرة للجريمة.. كما حدث في المجتمع البريطاني!!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة