الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨٣ - الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٦ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


الأمن الوظيفي.. أمن سياسي





(أصبح خريجو التعليم العالي بجامعات أمريكا اليوم.. يعانون في سوق العمل بالطريقة نفسها التي تعاني بها مركبة أبولو ١٣ بعد تعطلها في الفضاء).

هذه الجملة قالها مسئول تعليمي أمريكي كبير في إشارة منه إلى أن التعليم الجامعي أصبح لا يمت بصلة إلى سوق العمل، وان عددا كبيرا من خريجي الجامعة حاصلون على شهادات ليست لها قيمة كبيرة في السوق.

لذلك برزت على السطح مؤسسة (فرص للمستقبل) التي تتخذ من بوسطن مقرا لها، وهي ليست الأولى من نوعها من حيث طبيعة عملها، ولكنها هكذا حين نعلم بأنها غير ربحية، حيث قامت باستخدام تكنولوجيا جديدة تعمل على تجميع المعلومات عن إعلانات الوظائف، وتقديم معلومات عن سوق العمل، وعن المهارات، والشهادات، التي يبحث عنها أصحاب العمل.

هذا المشروع ظهر على السطح بعد أن أصبحت المؤسسات التعليمية في واد، ومتطلبات سوق العمل في واد آخر، فاليوم هناك متغيرات جذرية ومستجدات واسعة، قلبت الموازين، فالمجتمع الأمريكي لم يعد بحاجة إلى مهندسين وأطباء وعلماء في الأبحاث، ولكن إلى حرفيين مهرة، ومشغلين.

وبسبب هذه الفجوة بين المؤسسات التعليمية وسوق العمل أصبح الطلاب الأمريكان يعانون من تراكم الديون بعد تخرجهم، ومن قلة فرص العمل، هذا في الوقت الذي يشهد فيه سوق الأعمال الفنية نقصا شديدا في العمالة وفي الإقبال عليه علميا!!

في مقال نشر مؤخرا بمجلة التايم الأمريكية تم الكشف عن أن هناك تسعة وظائف هي الأفضل والأكثر طلبا في المستقبل القريب، ومنها صانع الآلات الدقيق، واختصاصي في رعاية المسنين، وفي الأمن المعلوماتي ومحامي براءات الاختراع، ومستشار وراثة، وغيرها، وجميعها تتلاءم مع المستجدات على الساحة الأمريكية!

فماذا عن عالمنا العربي؟

هل سألنا أنفسنا قط ما هي أفضل وظائف واتجاهات العمل في المستقبل القريب؟

لقد بدأت الكثير من الحكومات والدول في إعداد وتأهيل وتزويد أبنائها بعلوم ومعارف ومهارات جديدة لتأمين حاضرهم ومستقبلهم، إيمانا بأن هناك وظائف قد اختفت، وأخرى في طريقها إلى ذلك، لتحل محلها أعمال بمواصفات خاصة، تواكب العصر ومتطلباته وثورته المعلوماتية.

وعلى الحكومات العربية أن تعي تماما أن الأمن الوظيفي لشبابنا، هو جزء لا يتجزأ من أمننا السياسي الوطني، الذي بات اليوم يستنفد كل طاقاتنا وإمكانياتنا!







.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة