الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٢ - الأحد ٦ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


نفاق.. ازدواجية .. تضليل





إلى متى هذا السكوت على التبني الأحادي النظرة للإعلام الأجنبي حين يتناول أي حدث على أرض عربية؟

إلى متى هذا التدخل الأجنبي السافر في مسار مشاريع الإصلاح الديمقراطي، وتحويل مسارها بما يخدم أجندات لا تتفق مع مصالح الشعوب العربية؟

سؤالان حاولت دراسة حديثة أصدرها مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية مؤخرا الإجابة عليهما، حين أكدت أن الصحافة البريطانية تتبع أسلوب النفاق والمعايير المزدوجة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن حقوق الإنسان العربي أو بإسرائيل.

الدراسة التي أعدها د. عمر الحسن وعبدالله عبدالكريم وانتوني بيزويل تحت عنوان (نفاق وعدم مهنية بعض الصحف البريطانية.. حالتي إضراب البحريني عبدالهادي الخواجة والفلسطينية هناء شلبي عن الطعام) كشفت عن أن سياسة الدول الغربية وصحافتها تتصف بالكيل بمكيالين وخاصة في قضايا حقوق الإنسان، مشيرة إلى أنه حين يرتبط الأمر بدولة عربية تتحرك الصحافة لتدين، والمنظمات لتتحدث عن إنتهاكات، مستقية معلوماتها من مصدر واحد يخدم أغراضها وتوجهاتها، في حين لو تعلق الأمر بإسرائيل مثلا تنخرس الألسن، ويتحول بكاء الصحافة، وعويل المنظمات الإنسانية، إلى صمت القبور.

الإعلام المعادي لمملكتنا شوه صورتها في الخارج، وتعامل مع قضيتها بعيدا عن الموضوعية والحياد، في تغطية الأحداث، بل انه لم يغطِّ تطورات الأزمة بشكل شامل، ولم يعطها حقها، وفضل أن ينحاز - في كثير من الأحيان - لطرف على حساب الآخر.

لقد اعتاد الإعلام الغربي عامة، والأمريكي خاصة، أن يتبع أسلوب التضليل، والانحياز، والتشويه، في تعامله مع غالبية القضايا العربية، لذلك يبقى التحدي التي تواجهه جميع مجتمعاتنا هو تفعيل دور الإعلام العربي لينهض بدوره، وليساند عمليات الإصلاح، وليبني واقعا عربيا جديدا، يصمد في وجه الإعلام الغربي، الذي لا يجب أن نقلل من شأنه، ومن قدرته على الإساءة إلينا.

لاشك أن وسائل الإعلام العربي تشكو ضعفا في الضوابط المهنية، وهي تسقط أحيانا في إشاعة (وهم) الديمقراطية، لذلك تبقى مواجهة الإعلام الغربي من خلال حوار عقلاني، متواصل، وهادئ معه، وعلى اختلاف مشاربه!

أي بعيدا عن التشنجات العرقية.. والارتكان إلى نظرية المؤامرة!!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة