الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٩ - الأحد ١٣ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٢ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


كيران.. وتشويه الصورة!





قبل وقت قليل على توليه منصبه ليصبح أول رئيس وزراء إسلامي في المغرب، تعهد عبد الإله بن كيران في إحدى المقابلات بألاّ يتدخل في حياة الناس الدينية، ولكن بعد مرور أربعة أشهر تقريبا على تولّي حكومته زمام الأمور في يناير الماضي، أثار قراره حظر إعلانات اليانصيب على التلفزيون جدلا حول ما يصفه منتقدو القرار بأنه أسلمة لهذا البلد الليبرالي.

وسواء راهنّا على صحة قرار كيران بخصوص إعلانات اليانصيب، أو خطئه، يبقى حال رئيس وزراء المغرب هو نفس حال الكثيرين من الإسلاميين الذين يغالون في وعودهم ومواقفهم وتوجهاتهم المعتدلة والوسطية، فقط قبل توليهم مناصبهم، أما بعد ذلك فسرعان ما يزول الزيف، وتنكشف النوايا.

يحدث هذا اليوم على الأراضي المغربية، والتونسية، والمصرية و.....، الأمر الذي أثار مؤخرا فزعا من زيادة نفوذ الدين في المنطقة العربية بأكملها، وبات يطرح تساؤلا هاما على الساحة ألا وهو:

هل العلاقة مع الآخر تعاني بالفعل من التطرف لدى الجانبين؟

لا شك أن بعض المتطرفين في العالم الإسلامي يقدمون صورة خاطئة عن الإسلام، حصرته في ممارسات لا تمت له بصلة، الأمر الذي حذر منه مؤخرا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حيث أعرب عن تخوفه من تنامي ظاهرة ما يعرف بالإسلاموفوبيا، أو العداء للإسلام، مشيرا إلى صعود اليمين المتطرف عبر صناديق الاقتراع في بعض الدول الأوروبية، وذلك إبان صدور التقرير الخامس لمرصد الإسلاموفوبيا في المنظمة حول الانتهاكات التي تتعرض لها الأقليات المسلمة في الغرب، وبقية أنحاء العالم، والذي يغطي الفترة بين مايو ٢٠١١-٢٠١٢.

الكاتب الصحفي في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كتب يقول:

«إن حقيقة جماعة الإخوان المسلمين المصرية، أفضل بكثير من تلك الصورة المشوهة المأخوذة عنهم لدى الغرب، وأطراف كثيرة»!

ترى.. من المسؤول عن هذا التشويه؟

نعم.. هذه الفئة المتشددة المتطرفة هي التي تقف وراء تصاعد (الإسلاموفوبيا)، ليس في أوروبا فقط، بل في العالم الإسلامي نفسه، وهي أيضا وراء حالة العداء التي تواجهها الأقليات المسلمة في بعض الدول الأوروبية، التي أيقنت مؤخرا أن التسامح لا ينفع مع المسلمين، لذلك شرعوا في الحد من مظاهر التدين والأسلمة، من خلال تشريعات تمنع النقاب والحجاب وإقامة المآذن.

هذه الفئة.. التي ابتعدت عن جوهر الدين الحقيقي، واختزلته في الحجاب، والنقاب، واللحية، والثوب القصير، والانغلاق، والتطرف، ورفض الآخر، والحض على الكراهية!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة