الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٠ - الثلاثاء ٣ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٣ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


الأردن يسعى إلى علاقة أفضل مع الإخوان بعد فوز مرسي في مصر





عمان - (ا ف ب): يسعى الاردن إلى بناء علاقة افضل مع الحركة الإسلامية في المملكة بعد فوز القيادي في جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية في مصر، الأمر الذي عزز ثقة الاسلاميين، بحسب ما يرى محللون.

وامر العاهل الاردني الخميس الماضي البرلمان بتعديل قانون الانتخاب الذي واجه لدى اقراره مؤخرا انتقادات واسعة من المعارضة وخاصة الاسلامية منها التي لوحت بمقاطعة الانتخابات ان اجريت بموجبه.

وفي اليوم نفسه استقبل الملك عبدالله الثاني خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، التي خرجت من عباءة الاخوان المسلمين في الاردن عام ١٩٨٧، في زيارة رسمية هي الثانية هذا العام.

ودعا الملك الاحد المعارضة وخصوصا الاسلامية منها إلى المشاركة في الانتخابات النيابية المؤمل ان تجرى قبل نهاية العام الحالي للوصول إلى حكومة برلمانية.

ويرى عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية، ان "هناك انعطافة في الموقف الرسمي تجاه الاخوان المسلمين في الاردن في الايام القليلة التي اعقبت فوز مرسي بالانتخابات المصرية". ويضيف ان "هناك قراءة لدى صاحب القرار بان المنطقة دخلت العصر الاخواني ولا بد من التكيف مع معطيات هذا العصر فهم يحكمون الآن في عدد من الدول العربية ومرشحين للحكم او المشاركة بالحكم في عدد من الدول الاخرى".

واعلن في ٢٤ يونيو رسميا في مصر فوز الاسلامي محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية كأول رئيس منتخب منذ الاطاحة بنظام حسني مبارك في بداية ٢٠١١.

واعتبر الرنتاوي ان "اخوان الاردن يشعرون بمزيد من الثقة الآن كون الجماعة استلمت السلطة في دول عربية مؤثرة، ومع اقتراب التغيير في سوريا ستكون جماعة الاخوان جزءا مهما من آلية الانتقال لمستقبل سوريا". ورأى ان "قدرتهم على طرح المطالب والشروط زادت وانفتحت شهيتهم، ونحن مقبلون على مرحلة جديدة في التعاطي بين الدولة وبينهم وبين الدولة والاخوان بصفة عامة في المنطقة".

وأكد أن "استقبال وفد كبير من الاخوان في سوريا، اضافة إلى شخصيات ابعدت منذ عام ١٩٩٩ عن الاردن وبينهم خالد مشعل، هو جزء من المعادلة الجديدة".

اما حمزة منصور امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للاخوان في الاردن، فيقول ان "فوز مرسي اضاف اضافة نوعية للشعب العربي بمجمله وارسل رسالة واضحة ان بامكان الشعب ان يختار من يمثله ويعبر عنه". واضاف "مشكلتنا في الاردن اننا نفتقر إلى سياسات ثابتة وسياستنا اشبه بردات الفعل وليس الفعل".

وانتقد "التلكؤ والتباطؤ الحكومي، وان كان هناك رسالة تهنئة من قبل الملك جبرت بعض الخلل".

وكانت الحكومة الاردنية رحبت بخيار الشعب المصري ونجاح "العملية الانتخابية" إلا أنها لم تذكر حتى اسم مرسي في بيانها، لكن العاهل الاردني بادر في اليوم التالي إلى ارسال برقية تهنئة لمرسي بانتخابه رئيسا.

واشار منصور إلى ان "الحركة الاسلامية ما زالت متمسكة بالمطالب التي تقدمت بها قبل ثمانية عشر شهرا مع الاحزاب السياسية والقوى الشعبية ولم تزد عليها او تنقص منها"، رافضا الادعاءات بان فوز مرسي "فتح شهية الحركة" ورفع سقف مطالبها.

وتطالب المعارضة في تظاهراتها منذ يناير ٢٠١١ باصلاحات دستورية تفضي إلى حكومة ومجلسي نواب واعيان منتخبين، ووفقا للدستور يعين رئيس الوزراء والأعيان من قبل الملك.

إلا ان المحلل حسن ابو هنية، الخبير في شؤون الحركات والجماعات الاسلامية يرى ان "من الطبيعي ان يرتفع سقف مطالب الحركة الاسلامية في الاردن". ويقول ان "ثقة جماعة الاخوان المسلمين في الاردن زادت بشكل كبير بعد فوز مرسي وهي ترى ان لها قدرة كبيرة على ادارة شؤون البلاد دون تحفظات او مخاوف مسبقة". واضاف "بالتأكيد ان هذه الثقة سترفع من سقف مطالب الاخوان في الاردن وسقف تواجدهم وهذا الامر طبيعي".

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي لبيب قمحاوي مع ابو هنية فيرى ان "سقف توقعات اخوان الاردن سيعلو بشكل اكبر بعد فوز مرسي والكثير يتوقف على ما ستؤول إليه الاوضاع في سوريا". إلا انه اعتبر ان "عملية لجم واحتواء شهية الاخوان في مصر التي تتم بصورة ملحوظة قد تؤدي إلى التخفيف من غلواء مطالب الحركات الاسلامية".

وعبر قمحاوي عن "الدهشة والصدمة" من "تصرف الدولة الاردنية بهذه الطريقة وبهذه السرعة" في اشارة إلى الانفتاح على الاخوان المسلمين، مشيرا إلى "ضغوطات نتيجة فوز مرسي". واعتبر ان "النية لا تتجه إلى الاستجابة إلى مطالب منطقية وعادلة للحركة الاصلاحية في الاردن بقدر ما هي دغدغة للاخوان المسلمين وارضاؤهم".

اما فيما يتعلق بزيارة مشعل الاخيرة للمملكة فقال قمحاوي ان "الاردن لم يكن له اي مصلحة في اي يوم من الايام باخراج حركة حماس من المملكة وهو موقف كان يخلو من الذكاء السياسي ويعكس عنجهية لم تفد الاردن بشيء". واعتبر ان "المعادلة الاردنية - الفلسطينية لن تكتمل الا بوجود دور اردني مع حركة حماس".

اما ابو هنية فرأى ان زيارة مشعل هي "بالتأكيد جزء من محاولات التودد للحركة الاسلامية الذي له استحقاقات اكبر كون حماس جزء من الاخوان المسلمين". الا انه رأى ان "حجم المناورة محدود في هذا المجال لان الاردن مرتبط بمعاهدات والتزامات دولية".

والتقى العاهل الاردني الخميس مشعل الذي وصل إلى المملكة في ثاني زيارة رسمية هذا العام بهدف تعزيز العلاقات مع الاردن، بعد اعوام من القطيعة السياسية.

وكانت عمان وعلى اثر تدهور العلاقات مع حماس، ابعدت خمسة من قادة الحركة بينهم مشعل من المملكة إلى قطر في ١٩٩٩ قبل ان يستقر مشعل سنوات في سوريا.

وتأسست جماعة الاخوان المسلمين في الاردن عام ١٩٤٥، اما ذراعها السياسي حزب جبهة العمل الاسلامي فتأسس عام ١٩٩٢.

واقر البرلمان قبل نحو عشرة ايام مشروع قانون انتخاب جديدا ألغى الصوت الواحد واعتمد مبدأ الصوتين: الاول للدائرة الانتخابية المحلية والثاني لقائمة وطنية خصص لها للمرة الأولى ١٧ مقعدا، كما زاد مقاعد النساء في المجلس من ١٢ إلى ١٥. ورفع القانون عدد النواب إلى ١٤٠ بدلا من ١٢٠. وتطالب المعارضة وخصوصا الحركة الاسلامية التي قاطعت انتخابات عام ٢٠١٠ بقانون انتخاب عصري يفضي إلى حكومات برلمانية منتخبة ويلغي نظام الصوت الواحد المثير للجدل والمعمول به منذ تسعينات القرن الماضي.

وتجري الانتخابات النيابية بحسب الدستور كل اربعة اعوام، الا ان الانتخابات الاخيرة جرت عام ٢٠١٠ بعد ان حل الملك البرلمان.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة