أكذوبة الحل السياسي.. زواج بالإكراه
 تاريخ النشر : الخميس ٥ يوليو ٢٠١٢
محمد المحميد
** أول السطر:
يعجبني في محافظة المحرق أنها تقوم ببرامج وفعاليات بحرينية أصيلة تعزز الولاء وحب الوطن والترابط الاجتماعي، بجانب إسهاماتها ودورها وتواصلها الفاعل مع الأهالي في كل المناطق والقرى.. فكل التحية لمحافطة المحرق وللمحافظ العزيز سلمان بن هندي.
** أكذوبة الحل السياسي:
في الحلقة الأخيرة من برنامج «عرب غوت تالنت» الذي عرض على قناة «إم بي سي» وقفت الفنانة اللبنانية الجميلة نجوى كرم التي ارتدت أجمل الثياب وأغلى المجوهرات بشكل متناسق بديع مقارنة بما كانت تلبسه فنانة خليجية في برنامج شبيه، وقالت نجوى كرم للمتسابق الخليجي الذي تقدم لطلب الزواج منها أمام الجمهور والبث المباشر: «يعني أصوم وأصوم وأفطر على بصلة»..!! وبصراحة فإن الحق كل الحق مع الجميلة نجوى كرم في تعليقها الساخر على هذا الطلب العبثي.. ولسان الحال يقول للمتسابق «أنت شفت روحك في المنظرة (المرآه) قبل أن تتقدم لطلب يدها»..!!
مثل هذا الموقف الكوميدي الساخر ينطبق بالتمام على المطالب العبثية التي تروج لها أبواق المعارضة الطائفية في البلاد وتسوق له بعض الجهات الأجنبية بأنها تريد الحل السياسي للأزمة في البحرين، من دون أن تنظر المعارضة الطائفية إلى الجرائم والإرهاب الذي تقوم به وتمارسه وتدعمه وتحرض عليه وتباركه بفتاوى عيسى قاسم «اسحقوه».
الحديث عن الحل السياسي وتجاوز القضاء في دولة المؤسسات والقانون، والتطاول على القيادة الرشيدة والشخصيات الوطنية والعائلات الكريمة، وتهميش مطالب الشعب المخلص ومعاناته، بجانب الحديث عن وساطات خليجية وأجنبية للحل السياسي، أقرب إلى مشهد طلب الزواج من بنت فاضلة من عائلة كريمة لشاب مستهتر «عربيد» غير صالح اجتماعيا وغير لائق أخلاقيا مهما كانت الوساطات والشفاعات التي يقدمها أهل الشاب والمتعاطفين معه ومن يريد أن يوفق راسين في الحلال.
والغريب أن أهل الشاب والمتعاطفين معه يرفضون زواج ابنتهم من شاب بتلك المواصفات الساقطة، تماما كما ترفض الدول الخليجية والجهات الغربية الحل السياسي «ذا التفصيل الطائفي» مع كل الخارجين على القانون في دولهم ويلجأون جميعا إلى القضاء ويؤكدون معا أهمية دولة المؤسسات والقانون.
ثم كيف يتم الحديث عن الحل السياسي في ظل استمرار الإرهاب والجرائم والتحريض وتعطيل مصالح الناس وغلق الشوارع وإحراق الإطارات، من دون أن تتوقف فتاوى قاسم «اسحقوه» أو يتوقف خادمه علي سلمان عن العنتريات الفارغة وتصريحه بأنهم لم يستخدموا إلا ٥٠% من قوتهم، وأنهم على استعداد لتنفيذ عمليات إرهابية يصفها بـ «الاستشهادية» كذبا وبهتانا، تماما كما أنهم يرفضون الاعتذار عن العنف وإيقافه وفق ما يروجونه من أكذوبة التجربة الإيرلندية التي يدندنون بها.
هم يريدون حلا سياسيا وفق مقاسهم بالتفصيل، من خلال جميع المطالب: السياسية والانتخابية والطائفية وغيرها، وكأن المكون الأساسي للغالبية الشعبية غير موجود وليس له اعتبار، حتى الحوار الوطني يريدونه بينهم وبين الدولة فقط مع تهميش الشعب المخلص.
الزواج بالإكراه مرفوض شرعا ودوليا، والحل السياسي وفق الرؤية الطائفية كذلك جريمة وطنية لا يصح له أن يتم، وإلا فإنه سيكون زواجا باطلا وسيجني ثماره السيئة الأجيال القادمة ومستقبل البلاد.
في نهاية حلقة «عرب غوت تالت» خسر المتسابق الذي تقدم لطلب الزواج من الفنانة الجميلة نجوى كرم وخرج من السباق خالي الوفاض رغم أنه حقق شهرة إعلامية، تماما كما خرجت المعارضة الطائفية خاسرة ومنهزمة رغم ما حققته من نتائج إعلامية وقتية، سريعا ما ستتلاشى وتغيب لأنها أصبحت مكشوفة أمام العالم.
** آخر السطر:
كيف يتم تشجيع الشباب البحريني من خريجي الجامعات على العمل في وظائف كريمة ومرموقة في حين أن معظم إعلانات التوظيف تشترط الخبرة السابقة وأمورا ليس باستطاعة الباحثين عن العمل تلبيتها سوى في الوظائف الدنيا أو عبر الواسطات..؟ إعلانات التوظيف بحاجة إلى رقابة وترشيد من الجهات المعنية بالتوظيف والعمل.
.
مقالات أخرى...
- إلى ضاحي خلفان.. مع التحية - (4 يوليو 2012)
- "جيبك".. وسر النجاح الوطني والصناعي - (3 يوليو 2012)
- عن تمكين والمتدربين - (2 يوليو 2012)
- تجربة في الإدارة (خارج ساعات العمل) - (1 يوليو 2012)
- وماذا عن حرق الشوارع يا «قاسم»؟ - (30 يونيو 2012)
- حتى لا تكون الميزانية.. «شماعة» الفشل - (29 يونيو 2012)
- هل وصلت الرسالة إلى السفير الأمريكي.. والدولة كذلك؟ - (28 يونيو 2012)
- احذروا من هذا الأسلوب السياسي - (26 يونيو 2012)
- عن الحوار القادم.. وقضايا مهمة أخرى - (24 يونيو 2012)