الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٣ - الجمعة ٦ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

التحقيقات


ظاهرة بحاجة إلى وقفة.. الباعة الجائلون.. واجهة غير حضارية





انتشرت ظاهرة الباعة الجائلين في المحافظات الخمس التي تعتبر من الظواهر التي تهدد الصورة الحضارية للبلاد، وتشمل الظاهرة الباعة الجوالة من العمالة السائبة الذين يزاولون بيع الخضراوات والفواكه والأسماك والمواد الغذائية على الأرصفة والطرقات من دون تصريح وغير مطابقة للشروط الصحية، بالإضافة إلى انتشار أسواق مشابهه للأسواق الشعبية يقيمها الآسيويون السائبون في مناطق حيوية من العاصمة مما سبب كثيرا من المشكلات للمواطنين وأصحاب المحلات التجارية الكبيرة وزيادة الازدحام في الشوارع والحوادث المرورية، ولقد نفذت هيئة سوق تنظيم سوق العمل حملة تفتيش مشتركة بالتعاون مع بلدية محافظة المحرق ووزارة الداخلية في المحرق وحملة تفتيش أخرى في المحافظة الوسطى بالتعاون مع بلدية المحافظة الوسطى، وتم ضبط عدد من العمال المخالفين لقوانين العمل والإقامة وتمت مصادرة بضائعهم وبطاقات هوياتهم، وقد طالب أعضاء مجالس البلدية والمواطنون أصحاب الفرشات بوضع حد لهؤلاء الباعة الجائلين الذين ينافسونهم في أرزاقهم وضبطهم وخاصة أنهم من العمالة غير النظامية بالتعاون بين وزارة العمل ووزارة الداخلية.

منافسة المواطن

سيد حسين سيد سلمان (بائع سمك) يقول: إن انتشار الباعة الجائلين الآسيويين في الشوارع يؤثر علينا سلبا لأننا نعتمد على البيع في فرشات السمك منذ سنين ونسترزق من خلالها ولا توجد لنا وظائف أخرى، ولقد عانينا الأمرين مع البلدية من اجل منحنا هذه الفرشات ووضعت كثيرا من الإجراءات التعجيزية وفي النهاية استجبنا الى طلباتها من خلال وضع بطاقات خاصة لنا مع الرسوم، وبعدها نجد هؤلاء الباعة يتجولون في الشوارع وتحت المنازل ويطرقون الأبواب ليبيعوا بضاعتهم بدون حسيب ولا رقيب، ونحن الضحية لأنهم يقطعون رزقنا وينافسوننا لان من الطبيعي أن الناس ستشتري من عند من يأخذ البضاعة إلى منازلهم والقريبة منهم، فقد لاحظت إن في مدينة عيسى حوالي ٠٥ عاملا جائلا تقريبا، يقومون ببيع الفواكه والخضراوات والأسماك في العربات وغيرها من البضائع المختلفة، بدون رخص عمل والمشكلة إن كثيرا من الناس يشترون الأسماك فاسدة لعدم تجميدها بالطريقة الصحيحة وتعرضها للحرارة والشمس وحر الصيف، لذلك نطالب من البلديات أن تمنع الأشخاص المخالفين الذي يبيعون في العربات وعلى وزارة العمل أن تضبط العمالة السائبة الفري فيزا، حتى لا يتضرر المواطنين الذي يجلسون في الحر والمطرفي الفرشات من اجل كسب قوت يومهم.

سوق للباعة البحرينيين

بينما أكد غازي المرباطي (عضو مجلس بلدي المحرق) انه لاحظ في الفترة الأخيرة انتشار ظاهرة الباعة الجائلين الين تتركز على العمالة الأسيوية في الوقت الذي نؤكد فيه على دعم المواطن البحريني وزيادة مصدر دخله وهناك بعض من هؤلاء من يعتمدون في قوت يومهم على الفرشات، كمصدر دخل وحيد لهم وقال: يجب أن نكون حذرين من انتشار ظاهرة العمالة الأسيوية ونضع ضوابط واشتراطات لها، ولقد كانت هناك حملات ضد العمالة الجائلين ولكن نتائجها بسيطة لان البلدية حدود صلاحياتها متواضعة ويجب إن تتكاتف جميع الجهات المسئولة للقضاء على هذه الظاهرة.

وقد طالبنا في الدائرة الخامسة في محافظة المحرق أن يخصص موقع للباعة الجائلين للبحريني في سوق المحرق لبيع المواد الغذائية والسمك حتى تعطي طابع جمالي ولازال المشروع عالق ضمن الحلول التي ممكن أن تخفف من انتشار الظاهرة، كذلك على بعض الجهات أن تهتم بضبط العمالة الأسيوية مثل وزارة العمل والبلديات والتجارة وعلى المواطن أن لا يشتري من العمالة لأنها تطرق المنازل وتبيع في الطرقات والأحياء القديمة لأنها قد تكون تالفة بالإضافة إلا انه يشجع على انتشار هذه الظاهرة، إما بالنسبة الى الذين يبيعون المواد الغذائية والفواكه والأسماك بعد صلاة الجمعة فان ذلك يؤدي إلي انتشار الأوساخ بعد انتهاء عملية البيع أمام المساجد دون حسيب ولا رقيب.

وطالب المرباطي بالاهتمام بهذه المشكلة بشكل كبير لان المواد الغذائية تتلف بشكل سريع وهذا ما تم ملاحظته من خلال المتابعة حيث حصلوا على كثير من المواد الفاسدة مثل الأسماك والفواكه بسبب سوء تخزينها وهي عرضة للحرارة الشمس لساعات طويلة وهي لا تتحملها ،بالإضافة إلى إضرار إشغال طرق، وانتشار الأوساخ.

دور المواطن

احمد الحايكي (مدير إدارة التفتيش العمالي في وزارة العمل) أبدى أسفه من انتشار هذه الظاهرة وقال: نحن نناشد الجهات المعنية من منع هؤلاء للعمل في هذه المجالات إلا بترخيص من البلدية، لان هذه الظاهرة منتشرة بسبب العمالة السائبة والتي هربت من كفيلها والتي لا يجب التعامل معها من المواطنين بحيث لا يشتروا منها شيئا حتى يعدل العامل وضعه أو يبحث عن كفيل جديد أو يسافر، ولكن انخفاض اسعار البضائع التي يبيعونها مثل الفواكه وغسل السيارات والتي تصل إلى بـ٠٠٥ فلس بينما تغسل السيارة بدينار واحد جعل الكثير من الناس يلجئون إليهم، رغم إن ذلك غير رسمي ومخالف للقانون، ولكن في الفترة الأخيرة تحركت كثير من الجهات المختصة ومنها حملات البلدية من اجل القضاء على هذه الظاهرة.

وبالنسبة إلي دور هيئة سوق العمل فإنها تراقب العمال الذين يعملون في المطاعم والفنادق وتحاول رصد العمالة الرسمية أو غير المسجلة وتعطي مخالفة لمن يقوم بتشغيلهم إما بالنسبة للعمالة السائبة في الشوارع فلا يجوز لمفتش وزارة العمل إيقافه لأن هذا العمل من اختصا ص البلديات والهجرة الجوازات.

ظاهرة غير حضارية

عبد الرحمن الحسن (مستشار شئون المجالس البلدية بوزارة البلديات والتخطيط العمراني) يقول: لقد كان هناك اهتمام كبير من المجالس البلدية بظاهرة الباعة الجائلين التي تفاقمت في الفترةالاخيرة والبلدية معنية بوضع أنظمة واشتراطات لحل المشكلة، ولقد كان لنا تجربة مع المحافظة الوسطى الذي اجتمعوا مع الباعة الجائلين والجهات المعنية مثل وزارة الصحة والتجارة والبلدية لوضع أسس تقسيم وتم حصر الباعة الجائلين من المواطنين وتحديد أماكن معينة واشتراط سجل تجاري وبطاقة لهم لان هناك شكاوي من أصحاب المحلات الكبيرة من هؤلاء الباعة.

وطالب الحسن أن تتكاتف كل من المجالس البلدية والبلديات ووزارة التجارة ووزارة الصحة من اجل استمرار هذه الحملات والقضاء عليها في المحافظات الخمس، من اجل وضع حل جذري ولابد للحملات ان تستمر ولا تتوقف، لان هذه الظاهرة تؤثر على الواجهة الحضارية للبلاد، وهي غير صحية تؤثر على سمعة البلد.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة