الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٧ - الثلاثاء ١٠ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٠ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


موقف رياضي





كانت دموع اللاعب الايطالي المخضرم (بيرلو) شيء من الأحداث المؤلمة التي وقعت في نهاية مباراة المنتخبين الاسباني والايطالي والتي فاز فيها الأول ٤/١ ونال لقب بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو٢٠١٢) بالإضافة إلى أحداث أخرى كانت ضمن الاحتفال الاسباني بالبطولة، لكن حين تنظر إلى دموع رجل كبير يلعب كرة قدم يتخيل إليك إن هذا الرجل فقد إنساناً عزيزاً على قلبه لأن الدموع لا تنهمر هكذا ببساطة متناهية في مباراة كروية يفترض فيها وجود خاسر وفائز واللاعب الايطالي بيرلو من أجيال اللاعبين المصقولين بالخبرة والنار والاحتكاك الطويل في الملاعب وعركوا الأندية الايطالية والأوروبية وخاضوا الكثير من المنافسات المحتدمة وكان آخرها مساهمته في فوز نادي جوفنتوس ببطولة الدوري الايطالي واستعداده للمشاركة في بطولة أبطال الدوري الأوروبي هذا العام.

إن دموع اللاعبين الكبار يجب أن تُرس في المدارس الكروية العالمية ليتعلم اللاعب الصاعد كيف يحافظ على القميص الذي يرتديه ويدافع من أجله ليحرز به البطولات الكبيرة أو ينافس عليها وإن خسر لا يترك الأمر يمضي على عواهنه بل لابد أن يتحسر لأن الفرصة في الحياة لا تأتي إلاّ مرة واحدة ومن لا يستغلها بنجاح لا يشاهد إلاّ غبارها، لدينا الكثير من القدرات الكروية الحسنة سواء في الوطن العربي أو في أوروبا وعلينا أن نتابعهم لأن أخبارهم الرياضية التي تنشر باستمرار تؤكد استقامتهم في الحياة أما أمورهم الشخصية فليس من حقنا أن نعرفها أو نتدخل فيها إلاّ إذا طلب منا اللاعب أو نشرها على الملأ ومن هؤلاء الايطالي بيرلو الذي لا نسمع عنه شيئاً ولا يغامر بصحته أو بدنه ولهذا تجده في الملعب أقوى من ثلاثة شبان أوروبيين وهو الشرط الذي جعله يستمر في الملاعب إلى هذه السن الكبيرة التي هو عليها الآن.

أنا أرى أنه من الواجب على الإعلام الغربي أن ينشر مثل هذه الأساطير الكروية لأنها تمنح الصور الجديرة بالاحترام والتقدير ويقف على رأسها هذا اللاعب المكافح الذي يأكل لقمة عيشه من قدمه ويشرب رحيق الحياة من عرقه النظيف ومنافساته الشريفة حتى لو كان من أهل الكتاب فالمهم أن أخلاق كرة القدم تكون هكذا تروي عطش الناس وترفع من شأن اللعبة وأخلاقياتها.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة