الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٧ - الجمعة ٢٠ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مَن أشدّ منّا قوة





يقول «بول كينيدي» وهو مدير مركز الدراسات الأمنية الدولية بجامعة بيل، وأستاذ التاريخ فيها وأحد أشهر المؤرخين المعاصرين الأمريكان: «إنَّ التاريخ ـ وبالدقة ذاتها ـ لا يكرر أبداً نفسه، ولكنه غالباً ما يوجه صفعاته إلى أولئك الذين يتجاهلونه كلياً».

من قصص التاريخ التي تستحق التأمل والاعتبار، وخاصة للطغاة والجبابرة الذين ينسون في غمرة غرورهم وتكبرهم واعتدادهم بملكهم وقوتهم، أن للكون إلهًا تخضع كل المخلوقات لتدبيره وتقديره ؛ قصة قوم عاد الذين رأوا في أجسادهم وتركيبتهم كأنما أصبحوا قوة لا تُقهر وأن بطشهم شديد، ولا يقوى أحد على مبارزتهم حتى نزل فيهم قرآن يُتلى إلى يوم القيامة، وذلك في سورة فصلت، في قوله تعالى «فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق، وقالوا مَن أشدّ منّا قوة» في واحدة من أقوى صور الاستكبار والتعالي والتباهي. ليأتيهم الرد الرباني بقوله تعالى: «أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون».

وهم بالضبط مثل جماعة بشار الأسد وأركان نظامه المجرم وزعماء خليته الأمنية الوحشية، التي قضت صباح الأربعاء الماضي في عملية عدل وانتقام ربانية وإعادة إلى أذهان الطغاة أن الله تعالى أقوى منهم. كانت المذابح والمجازر وإحصائيات الأرواح التي أزهقت والأعراض المنتهكة على أيديهم وتحت إشرافهم جعلت منهم يتفوّهون بأنهم أقوى من الله تعالى، فكانوا يتحدّون ضحاياهم بأن الله نفسه لن ينقذكم منّا! وكان المدعو الهالك آصف شوكت يزور مختلف قطاعات الجيش والشبيحة ويقول لهم: «اقتلوا، اهتكوا الأعراض، أحرقوا الأطفال وافعلوا كل شيء، فقط تجنبوا (الرحمة)!»

سانحة:

نذكّر حسن نصر الله زعيم حزب الله الذي دافع عن النظام السوري وكرّر لنا مساء أمس المقولة التي خُدعنا بها عقودًا وسنوات، وأعني مهزلة (الممانعة والمواجهة مع إسرائيل)! نذكره بتصريح مشهور للجنرال جلعاد رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع بالكيان الصهيوني الغاصب: «إن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيترتب عليه حدوث كارثة تقضي على «إسرائيل» نتيجة ظهور إمبراطورية إسلامية في منطقة الشرق الأوسط بقيادة الإخوان المسلمين في مصر والأردن وسوريا».. هل عرفتم سرّ التواطؤ العالمي ضد الشعب السوري؟!







.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة