الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤١ - الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٥ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مصارحات

حكاية البقر المدلّل !!





في الدّعاية المشهورة لجُبنة البقرة الضّاحكة (لافاش كيري)، يحاول أصحاب الشّركة إبراز فلسفة البقر المدلّل، الذي يحظى بأرقى مواصفات الرّعاية والاهتمام، من حيث نوعيّة الأعشاب التي يتناولها، والرّعاية الصحيّة التي ينعم بها، والتي لا يحصل عليها الكثير من البشر.

فلسفة البقر المدلّل تجدها واضحة في الغرب، من ناحية نوعية اللحوم التي تتذوّقها، حيث تتم تغذيتها في الأراضي الخضراء، وتراها - أي الأبقار والأغنام - تستلقي على ظهورها وبطونها على تلك الحشائش، «تتشمّس» وتستمتع بالأجواء والمناظر الخلاّبة؟!

ليست الأبقار والأغنام فقط، فالفرق بين القطط والكلاب - أجلّكم الله - وبقية الحيوانات عندنا وعندهم، واضح جدا؟!

فالقطط في «فرجاننا»، إمّا مقطوعة الذّيل بسبب قيام أبناء الفريج بملاحقتها وقطع ذيلها!! وإمّا تجد جلدها ملتصقا بعظمها، حيث تعاني من المجاعة؟!

أمّا هناك فتجد القطط والكلاب تعيش حياة مرفّهة، تنعم بأفضل أنواع الطعام، وتصرف لرعايتهم المخصصات المالية من مجالسهم البلدية، وتعالج في أفضل المستشفيات البيطرية المتخصّصة؟!

إذا عدنا الى حكاية الأبقار والأغنام، تكتشف الفرق في تذوّق لحوم الأبقار والأغنام التي تتغذّى على تلك الأعشاب الخضراء هناك، وبين أبقار وأغنام لدينا تتغذّى على «الكوارتين» والأوراق، ثمّ نأكلها ونتساءل بكل ثقة: لماذا لا نشعر بلذّة تلك اللحوم؟!

هذه مقدّمة قد تكون مضحكة، ولكنّها تحكي تفاصيل مُفجعة لهذا الملف، تدور رحاها في بلاد العجائب، سنتناوله في حلقات قادمة من «مصارحات»، فكونوا معنا على الموعد، وحضّروا أوراقكم وأقلامكم؟! ورمضان كريم.











.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة