الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٤ - الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٧ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مصارحات


قراءة في بيان الدّفاع عن السّفير





قرأت أمس بيان وزارة الخارجية في الدفاع عن السفير الأمريكي في البحرين، وضربت أخماساً بأسداس!

بيان الوزارة جاء رداً على وصف رئيس كتلة المستقلين لعمل السفير الأمريكي في البحرين بأنّه عمل "استخباراتي وتأزيمي"! وفي حقيقة الأمر ذلك الكلام لم يصدر عن النائب بن حويل فقط، وإنّما تبنّته الأصالة والمنبر والتجمّع، كما تبنّاه الكثير من النوّاب والصحفيون والكتاب، بصورة أو بأخرى!

العجيب الغريب هو الاستبسال في الدفاع عن مواقف السفير، وتأكيد نقاط عديدة جميعها بلا استثناء، مردود عليها!

الوزارة تقول إنّها تتابع تحركات السفراء ومتابعة نشاطهم الدبلوماسي بشرط احترام قوانين الدولة، ونحن نقول بالتأكيد؛ وتفاصيل فضيحة الوفاق مع السفارة الأمريكية التي نُشرت على حبال ويكيليكس أكبر شاهد!

وزارة الخارجية رفضت وصف عمل السفير بالاستخباراتي والتأزيمي من دون إقرانها بالأدلة!

ولا أعلم إذا كانت وزارة خارجيتنا الموقّرة تتابع تحركات السفير المشبوهة، أو إذا تابعت مقابلته لإحدى الصحف البحرينية، وكيف كانت مواقفه وآراؤه التي نشرها على الملأ من دون خجل!

ربّما تكون مصادفة -والله أعلم-، حيث صادف نشر البيان قضيّة ١١ مليون دخلت بصورة عجيبة وغريبة إلى البلد، تحت حجّة توزيع رواتب موظّفي البحرية الأمريكية، وكأنّنا نعيش في Ice Age !!

النّاس باتت تتساءل عن علاقة السفارة الأمريكية بذلك المبلغ، والسبب هو الطريقة التي كان يراد بها إدخال المبلغ للبلاد، وما زاد الشكوك هو البيان الرسمي الذي يريد استغباء عقول المواطنين، بذكر تبريرات لا يقبلها عقل ولا منطق!

للجميع في هذا البلد احترامه وتقديره، لكن من يتجاوز احترام عقول الناس، لا يستحق ذلك الاحترام.

نعود إلى بيان وزارة الخارجية الموقّرة، ونؤكد لها أنّها دافعت عن الشّخص الخاطئ، ومن غير المقبول أن يبقى التعامل الرسمي مع السفارة الأمريكية والأسطول الخامس الأمريكي في البلد، بتلك الطريقة الخالية من كلّ معاني السيادة، والتي باتت تهدّد أمن الوطن واستقراره.

السؤال البريء الذي يتردد في أذهان البسطاء مثلي: يا ترى كم مليوناً تمّ تهريبه بتلك الطريقة، ومن خلال الجنود الأمريكان إلى داخل البلد!

لو دخل عسكري بحريني بمليون واحد في حقيبته لأمريكا، وبتلك الطريقة، "لذهب من جيس هله"، ولتمّ تغييبه وراء الشّمس!

برودكاست: حريق السوق الشعبي بمدينة عيسى، يؤكّد أنّنا دائماً ننتظر حلول المصائب والكوارث حتى نمارس فيها دور المنقذين والأبطال!

لماذا لم تبادر الوزارة المعنيّة ببناء سوق جديد قبل وقوع الكارثة! بالتأكيد هذه أسئلة غير مهمّة، وليست لها معنى عند الجهة المسئولة، شكراً لكم!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة